[الذهبي]

وحانَ موعداً وتاريخً ..
يدون ويثبتَ ويكتبُ ..
وبدأت التهاليلُ والإفراحُ ..
في شتاء آذار ولدَ طفلاً
حيث الزهور تتمايل تبجيلاَ
والطيور تنشد الحب تغريداَ
وابي على الشاطىء والهواءُ ..
تلقى النبأ بمولودً اتىَ وضاءُ ..
وارتسمت البهجةُ لمحياهُ الغراءُ
وسابق الزمن لإراه ويراني ..
وانا مغمضاً عينايَ من البكاءُ
لا اعرفُ اين انا ومن جاءُ ..
فقد كنتُ تسعة اشهرً في ظلماءُ
في رحمك اماهُ .. والفداءُ
والحنان وضي القمرُ وضاءُ
ونبعُ الحب يتدفقُ وميناءُ
من عينيكِ امطار ياقوتً وجلاءُ
ودر.. والنهوند والبيلسانُ وميناءُ
ولمس اناملكِ نشوة تغمرني احتناءُ
وعطرُ بعتيق الدهن هيامً ودواءُ
تنتابني مودة وحبًا شعور العظماءُ
وصرت اطلب العمر يتمهلاَ والرواءُ
واعشق وجودي لوجدكِ العلياءُ
همسك اياي بأذنايَّ شفاءُ
وخربشاتي .. وسريري الرضاءُ
وبكائي ووقت ارضاعي في المساء ..
وتنامين حين انامُ بعد البكاء
واغفو باكياً ليلاً و نداءُ
ويغمرني نبعً احمرُ
واخضرُ دفاقُ منفلُ وشاءُ ..
وترضعيني وتلبسيني الرداءُ ..
ردائي نفح وحنانُ جلاءُ
ونسيم يهفو كأشعة الفجر وضاء
مشرقا واردد الهمسات كعنقاءُ
بلمستي غزلاً شغوفاَ ضياءُ
قلدتيني ولاءً ..وتاجاً
مواثيقً واسوار ملوك اشداءُ

..........................
اماهُ قد ولدتُ في آذار
والغيوم الرماديه في غوريتسيا
والشتاء قارسً يغطي الإجواء
والجزيرة الخضراءُ ..
وحينَ انصتُ لعذب صوتكِ
وحكاياه الغروبِ .. حين انامُ
بدء الخير لمساري .. اصداءُ
وثرى جودك ..
ودوداً بياضاً جلياً وعطاءُ
اماهُ .. اتجملُ بلمحة شوقكِ
واتعطرُ بأنفاحكِ .. الوضاءُ
واغمر بدفء المودة نبع ارتواءُ
منسابُ يصبُ بحرً..
يلفُ موجاً ندياَ وسماءُ
وقرب غابات الرخام..
مروجً وبساتينَ خضراءُ
وعصافير تغردُ انغامً وترنيمُ سيفاءُ
واشجار نظراء . وغصون توجدُ سيناءُ
وكوخاً ذهبياً يتلألأُ ..وقلبٍ احتواءُ

....................................
قدوم طفلاً وبشائر السعادة
تعم الإرجاء ..
والتغاريد تعلو الإنحاء
في شتاء آذار صباحاً ...
بكيت اماهُ فرحاً ..لميلادي
وبكيتُ معها ..كغيداءُ
والكون جميعا بهجتها ..
والعابي وشقاوة بريئة بها والبكاءُ ..
ونهتف سويا بتمتمات شوقناَ والصفاءُ ..
حبكِ المبتسم لرفاه وجودنا وضاءُ ..
والإكتافَ تحملني كحمامة بيضاءُ ..
واغدو صغيرا .. كشقي والنقاءُ..
وعائلتي وبيتنا وعينا اماهُ التجاءُ ..
وحين قدمتُ في احضان ارتواءُ
واباه واخوتي وقفصٍ جديد وبغبغاءُ..
استقبلتي ورداً.. تتراقص تبجيلا اهتداء
وبهجة اباه وهاجاً يمسكني انحناءُ
وبين ذهولي وثرى الوجد ندي مرتاءُ
هاك وجودي ترقباً للفجر الوضاءُ ..
فيأمره للجلاء قمري والهواءُ..
ويدون بالحبر والحروف الإماءُ
اليوم يكتبُ ميلادي في صفحة بيضاءُ!!