[جنون أنثى &&]

جدد قلمه وباغت جمهوره بفكرة «الشك المرضي» الجديدة على مجتمعاتنا وانتقى «نجوماً» ونجح مخرجاً لأول مرة
الراشد يُخرج «شر النفوس 3» من التقليدية.. بـ «عقدة النساء»!


رؤية جمانة الشراح:

سبحان مغير الاحوال.. لقد احترنا مع «نايف الراشد».. أمس كان في «العادي» واليوم تحول 180 درجة ليصبح «جاذباًَ» للعيون والعقول، فالبقلم ذاته الذي كتب به مسلسله الذي ارتبط باسمه على مدار عامين، وهو «شر النفوس» استطاع الراشد ان يخرج الجزء الثالث من بوتقة «التقليدية» التي قبع فيها طويلاً عبر جزئيه السابقين ليلحق بالحالي في سماء التجدد والابداع خلال رمضان.

درس الراشد

وحقيقة كان هذا التبدل او التحول او التغير الكلي «مفاجأة» سارة للجميع – جمهوراً ونقاداً - لانهم ما كانوا سيتابعون العمل في عامه الثالث، اعتقاداً منهم بأن الأمر سيظل على ما هو عليه «محلك سر» فالاحداث «واهية» والقصة «اعتيادية»، لكنهم عند القاء «نظرة سريعة» على اول حلقة لاستكشاف الامر، قبل ان تتوالي ايام الشهر الكريم حاملة معها باقي الحلقات، تسمرت عيونهم امام الشاشة، فالقصة اكثر تشويقا، والاحداث واعدة بالاثارة، والابطال هذه المرة كلهم «نجوم»، وهم مزيح حلو المذاق ما بين الرواد المخضرمين، والشباب الثابتة اقدامهم في مجال الدراما، فرأينا العمالقة عبدالامام، والصالح، والشراح، الى جانب مرام، وشيماء علي، وشفيقة يوسف، وهند البلوشي، وبثينة الرئيسي، فكان بحق دروس من الراشد لجمهوره بـ «ضرورة دوام المتابعة»!.

من الألف للياء

ولم يفاجئنا الراشد بقلمه المتجدد فقط، بل كانت مفاجأته الاخرى «الكبرى » في توليه مهمة البناء «من الالف للياء»، اذ تولى اخراج العمل بنفسه الى جانب التأليف والتمثيل في مغامرة جريئة لكن يبدو انه حسبها بدقة شديدة لان آثار نجاحها ظهرت مبكرا بعد ستة السلسلة المتحركة بنعومة من مشهد لآخر.

لوحة إبداعية

ونجح الراشد في هذا الجزء في إكمال بهاء عمله الجميل بحوارات سهلة يفهمها القاصي والداني في شتى ارجاء الوطن العربي، بالاضافة الى ديكورات جاذبة للابصار وخاصة عند تصوير البيوت الكويتية من الداخل فضلا عن الاضاءة الناعمة التي ساعدت على تعايش المشاهد مع الاحداث.

طريق النجومية

ولم يخل العمل بالطبع من اكتمال خطوطه الرئيسية الممثلة اولا في الفقه الجميلة التي حملت الطابع الانساني الاجتماعي لكنها مخلوطة هذه المرة ببهارات الاثارة والتشويق ومرورا بنجومها الذين تم انتقاؤهم بعناية وتسكين كل منهم في دوره الملائم له، فأخرجوا كل طاقاتهم التمثيلية وتلبسوا شخصياتهم بمنتهى الاحترافية، وابدعوا في الاداء «الطبيعي» الراقي وانتهاء بالاخراج المتميز للراشد الناقل لكل الانفعالات والمشاعر والاحاسيس ببراعة.

الشك المرضي

وقد تمكن الراشد بمهارة الكبار من نسج قصته الجديدة بـ«مزاج» بفضل فكرتها الرئيسية التي تأسست عليها الاحداث، اذ جاءت الفكرة فريدة من نوعها لم تخطر على بالنا، وهي «الشك المرضي» الذي لم تعتده مجتمعاتنا الخليجية، فضلا عن «الشفافية» في ابراز قضايا اخرى كالخيانة والتسلط والطمع.

مباراة في الاداء

ونأتي الى الاداء التمثيلي للابطال الذي جاء طبيعيا مليئا بالمشاعر الاحاسيس الانسانية البسيطة والمعقدة بالراشد الذي تفوق على نفسه في تقمص شخصية «أنور» رجل الاطفاء الذي يصاب بعقدة نفسية من النساء، بعد ان ينصدم برؤية زوجته ماتت في حادث مروع وبصحبتها شاب، ثم يتزوج من اخرى وهي شيماء علي ليبدأ رحلة الشك فيها التي لا تنتهي وقد برع الراشد في الدور بلفتاته وحركاته رغم انه دور صعب ومركب.
وامامه كانت هناك مباراة ساخنة في التجسيد المثالي يتنافس فيه الثلاثي شيماء علي والبلوشي والفلاح الاولى اتقنت دور زوجة انور المستكينة المثابرة التي تتحمل بدأب شكوك زوجها وتصبر عليه.

دويتو متناغم

أما البلوشي والفلاح فكونا «دويتو» متناغما في دوري الزوجين الصديقين للراشد وشيماء، وكعادتنا سحرتنا البلوشي في دور الزوجة النكدية الطامعة وفي الوقت نفسه تعاطفنا مع الفلاح زوجها المتدين الذي يتحملها في مواقف عديدة ليحافظ على حياتهما الزوجية ويحمي اولادهما من خطر الانفصال.. وحل الدور على العمالقة عبدالامام والصالح والشراح واكتفي بأن اقول عنهم «ملح الطعام» الذي لا يستغني عنه الانسان ابدا.


قبل… «الكبار»!

(ألفت نظر الراشد الى وجود اسمه واسماء فريق الشباب الذي عمل معه في الجزءين السابقين متقدما على النجوم الكبار في مقدمة المسلسل)!!
ومع احترامي للجميع لا أعتقد ان نايف الراشد الممثل قد وصل بعد الى القدر والمكانة اللذين يتفوق بهما على الكبار فمع اعترافنا بتميزه في دور المريض النفسي، لكن مازال امامه الكثير ليتحقق له هذا الأمر.. مجرد ملاحظة.



http://www.alwatan.com.kw/ArticleDetails.aspx?Id=52658