17-03-2011, 03:48 PM
|
#4 (permalink)
|
عضو شرف
العــضوية: 1922 تاريخ التسجيل: 18/01/2009
المشاركات: 531
الـجــنــس: ذكر
العمر: 30 | كتابة النص الدرامي مهنة إبداعية والمبدعون عددهم ليس بكثير؟! الكاتب: خلدون عليا الحديث عن الكُتاب والسيناريست في الدراما السورية حديث له الكثير من الشجون، ولعل في مقدمته ما يتم تداوله في الأوساط الصحفية والنقدية السورية وكذلك في أروقة الأوساط الدرامية السورية حول البحث المضني عن نص جيد ومتماسك يواكب التطور الكبير جداً في الدراما السورية إخراجاً وتمثيلاً ومن النواحي الفنية والتكنيكية أيضاً، وفي الحقيقة إن الحديث عن قلة النصوص الجيدة كلام واقعي ومنطقي أيضاً، ولاسيما أن الاستسهال بدأ يأخذ مكانه وبقوة في أوساط هذه المهنة، فبدأنا نرى كُتاباً قد وجدوا أن التحول لهذه المهن هو بمنزلة العثور على مصباح علاء الدين أو كمن يقبض على دجاجة تبيض ذهباً فاتخذوا منها مهنة هدفها الأول والأخير هو الربح المادي وهو ما جعلنا نرى وبكثرة وجود اسم المعالج الدرامي على «تتر» المسلسل وكذلك وجود عبارة المسلسل «فكرة فلان» و«كتابة وسيناريو وحوار فلان»، وهذا ما يقودنا إلى نتيجة أن النص الأساسي الذي قدمه صاحب الفكرة ليس نصاً درامياً حقيقياً بل هو مجرد حكاية تغيب عنها أبسط مقومات السيناريو التلفزيوني، ما يضطر المخرج وشركات الإنتاج للبحث عن كاتب حقيقي يعيد صياغة هذه الحكاية في قالب درامي حقيقي. في الحقيقة لا نغالط أنفسنا حين نقول ان توافر النص الدرامي السليم والمتماسك والمتكامل المبني على أسس تسلسلية صحيحة يعد عنصراً أساسياً للتفكير بإنتاج مسلسل تلفزيوني، كون النص هو المرحلة التي يتم على أساسها اختيار بقية العناصر الفنية، مخرج، ممثلين، فنيين، لتحويل هذا النص المكتوب إلى عمل مرئي يكون قادراً على إيصال صوت ورؤية الكاتب للجمهور، ونؤكد من جديد أن بناء نص درامي ليس أمراً سهلاً ولا يمكن لأي شخص القيام به فهو عمل إبداعي أولا وأخيراً والإبداع لم يمنحه الله لكل البشر، بل اختار أناسا محددين أعطاهم هذه الموهبة وهذه حكمة الله لا دخل لنا بها، ولكن بالتأكيد يجب أن يترافق الإبداع مع الاهتمام والتطوير وهو ما يجعل الكاتب أكثر تألقاً وإشراقاً، وبالطبع فإن التركيبة الثقافية والاجتماعية والكينونة الإنسانية للكاتب ستنعكس على نصوصه الدرامية وعلى مستوى ونوعية الطرح والفكر الذي يقدمه من خلال أعماله الدرامية التي يخطها بقلمه أو بلوحة مفاتيح الكمبيوتر الخاص به وهذا بدوره سيكون مؤثراً إلى درجة كبيرة بالجمهور السوري والعربي الذي أصبح متابعاً لأدق تفاصيل الدراما السورية وما تقدمه من طروحات، وبالتالي فإن المسؤولية التي تقع على عاتق كُتاب نصوص الدراما السورية مسؤولية كبيرة وبالتالي الكتابة ليست مهنة لجلب المال كما يتعامل معها البعض . وعلى الرغم من دخول وجوه جديدة إلى عالم الكتابة فإن الكتاب الجيدين لا يزال عددهم قليلاً جدا مقارنة بعدد الممثلين والمخرجين الجيدين وهذا يعود إلى عدة عوامل يأتي في مقدمتها الاستسهال في إنشاء نص درامي والبحث عن إنجاز أكثر من نص في عام واحد بحثا عن دخل مادي اكبر وبالوقت نفسه غياب المعاهد الأكاديمية المتخصصة بهذا المجال ولعله من المؤسف ان نرى المعهد العالي للفنون المسرحية غائباً عن هذا المنحى بشكل أو بآخر؟!، من منحى أخر لا يمكننا إنكار أن عدداً من الوجوه الجديدة استطاعت أن تفرض نفسها وبقوة في عالم الكتابة الدرامية فثبتوا أسماءهم وبقوة إضافة إلى عدد من الوجوه المعروفة التي أثبتت مقدرتها منذ زمن ليشكل هؤلاء جميعا رغم قلة عددهم حاملاً أو رافعاً من روافع الدراما السورية خلال العقد القادم على الأقل وإذا بدأنا من الكتاب المخضرمين فإنه لا يمكننا أن ننكر أو نهمش الدور الكبير للكاتبين حسن سامي يوسف ونجيب نصير والكاتب حسن م يوسف إضافة إلى الكاتب هاني السعدي والذي على الرغم من انخفاض مستوى عطائه في الموسمين الماضين فإن المأمول منه لايزال كبيراً وبالوقت نفسه لا يمكننا تجاهل الكاتب فؤاد حميرة مبدع غزلان في غابة الذئاب وعدد آخر من الأعمال فهو من الكتاب المأمول منهم الكثير والكثير جداً لأنه كاتب قادر على بناء نصوص درامية جميلة ومميزة في طرحها ومضمونها . ويفرض المشروع الحداثي المتحضر للكاتب فادي قوشقجي نفسه من خلال أعمال ذات نكهة خاصة وذات طرح عميق وبناء متكامل ولعلنا لا يمكن أن نغفل عملاً بحجم ليس سراباً أو عن الخوف والعزلة ليكون قوشقجي أحد الوجوه الشابة والمخضرمة بالوقت نفسه والذي يعد مكسباً هاماً جداً للدراما السورية كنمط مختلف بالشكل والمضمون، وفي سياق تعداد الكتاب المتميزين فإنه لا يمكننا إنكار الحضور البراق لآل حنا «ريم وأمل» فهما كاتبتان من طراز رفيع وصاحبتا قلم ذهبي . ويبدو حضور الكاتب عدنان عودة حضوراً جميلاً ومميزاً بطريقة طرح وذهنية مختلفة وهو يعد من السيناريست المميزين بكل شيء، إضافة إلى الكاتب والروائي خالد خليفة الذي قدم عملاً بحجم «ظل امرأة» وهو عمل من نوع مختلف، وعلى صعيد التأريخ القريب والبعيد يبدو الكاتب قمر الزمان علوش هو الأكثر حضوراً من خلال مسلسلي أسمهان، وكليوباترا، وإن كان هناك بعض الاختلاف حول دقة المادة التاريخية التي يقدمها، أما على صعيد الكوميديا فإن بيضة القبان تتمثل بالمبدع ممدوح حمادة صاحب أسطورة ضيعة ضايعة وللأسف فإنه لا يمكننا أن ندرج اسماً آخر وهذا مؤسف بحق . أما ابرز الوجوه الشابة والحديثة العهد في الكتابة الدرامية فهو الزميل سامر رضوان الذي يعد دجاجة تبيض ذهباً في هذا المجال ولعل مسلسله الأول لعنة الطين وعلى الرغم مما عاناه من حذوفات الرقابة يعد عملاً تكاملياً درامياً على صعيد بناء النص وتسلسل الأحداث وخواتمها واعتقد أن عمله الجديد «الولادة من الخاصرة» كون الظروف شاءت لي أن اقرأ نصه سيفرضه واحداً من أهم كتاب وروافع الدراما السورية في العقد القادم على الأقل. كما أن الكاتبة ريما فليحان استطاعت وعبر عملين خلال الموسمين الماضيين أن تقدم نفسها على أنها كاتبة يمكنها أن تقدم أعمالاً درامية ذات مضمون جيد . وفي النهاية.. نلاحظ أن مجموع الأسماء التي أشرنا إليها قليل جداً بالمقارنة مع عدد الفنانين والمخرجين والفنيين وهو ما يشكل تحدياً كبيراً أمام الدراما السورية في الفترة القادمة للبحث عن منابع فكرية جديدة تغذي مسيرة هذه الدراما http://yarasabri.net/2009-03-14-16-0...02-14-09-02-40 |
| |