* زراعة الخوف قطف لثمرات النفاق الإجتماعي * زراعة الخوف قطف لثمرات النفاق الإجتماعي
رؤية - هاشم العلوي
صباحكم معطر مملوء بماء الورد ممتزجاً بلحظاتٍ من الإبتسامة و شعور بالسعادة ..
تطرقتُ في إحدى الكتابات الشخصية السابقة ، على أنه من أهم الأسباب الرئيسية في فشل المجتمعات نحو التطور الفكري و الثقافي هو توقف الفكر و تجميد العقل ، و أن الطفل في مجتمعاتنا يكتسب بعض ما يتعلمه من والديه ، حيث أنه يولد في بيئة مليئة بالقيم الإجتماعية فمنها ماهو صحيح و خاطئ .
حقيقة بعد تجارب بسيطة في عالم الحياة الشخصية توصلتُ إلى أن من تلك الطرق التي توهب للفرد من قيم منها ما يأتي بالخبرات الشخصية ومنها ما يأخذه من الأسرة بشكل عام ..
فشتّان بين هذا و ذاك ، كالفرق بين سلوك الإنسان المفسر عن طريق الإدراك العقلي للواقع الموجود أمامنا و بين القيم المزيفة التي تكون عائقاً لتطور المجتمعات .
عزيزي القارئ : إن أحد أسباب تمزق علاقاتنا الإجتماعية هي حب الظهور و امتلاك السلطة بجميع أنواعها و البحث عن المصلحة الخاصة ، حيث أن كل ما عليك هو الحضور إلى أي اجتماعٍ ما أو دعوة عشاء و الرؤية بعينيك كيف يقف الصغير و الكبير عند احترام تلك الرموز الزائفة التي لم تستفد منها المجتمعات بشيء سوى التقدم نحو الخلف و نسيان تلك الطاقات الإبداعية التي تحاول لأن تعطي و تضيف لمجتمعاتها الشيء الكثير من الثقافة و الوعي .
هناك غرابة لا أحتملها وهي إن عمية التلميع و مبالغة بعض العقول في تقديس الكثير من أصحاب النفوذ الديني أو المالي و الإجتماعي و حتى السياسي ، يجعلهم لا يستطيعوا تجاوز هذه الهاله وكأنها منزلة من السماء و نسيان أنهم هم من صنعوها بأنفسهم أو حتى نقدها و إبراز أخطائها ،ومن هذا المنطلق أعطي لفئة المتملقين فرصة بالزحف وراء أصحاب هذا التغلغل و منهم المتلبسين بإسم الدين لنيل ولو بالقليل من هذه السلطة .
إن ما يضحك في الأمر هو إن أصحاب النفوذ أنفسهم كسبوا هذه الوجاهة بواسطة العقول المتخلفة فكرياً بالإضافة إلى مساعدة من الباحثين عن مخلّفات حب الظهور مع الذين يسمون بعلماء الدين ، في حين لا نستطيع الإنكار أو التناسي بأن أصحاب النفوذ بجميع أنواعهم مقدمون في مجتمعاتنا ولهم مكانة عالية بين الناس حتى و إن كانوا قليلي المعرفة و الثقافة و الوعي الفكري .
ختاماً : إنها لحقيقة مؤلمة أن يتربّى الطفل الناشئ على النفاق الإجتماعي الذي يدسه المتملقون و أصحاب الجهل الفكري في عقليته و يرى في مجتمعه كيف ينحني الكثير أمام أصحاب المال و أمام أصحاب السلطة الدينية و السياسية و الإجتماعية ، لينمو فيه الخوف و تزرع في رأسه البحث عن المصلحة الشخصية على حساب المصلحة العامة . |