24-06-2012, 04:28 AM
|
#9 (permalink)
|
المدير التنفيذي للشبكة الإعلامية
العــضوية: 3100 تاريخ التسجيل: 29/04/2009 الدولة: البحرين
المشاركات: 4,776
الـجــنــس: أنثى | رد: موسوعة خاصة [ الدراما البحرينية ] + رسالة عتاب ندوة صحيفة الوقت البحرينية مع المبدعين المؤسسين لدراما البحرينية المخرج احمد يعقوب المقلة + الكاتب القدير راشد الجودر الفنان عبد الله ملك + الفنان قحطان القحطاني + الفنانة مريم زيمان ضمن الاستعدادات لشهر رمضان المبارك، والاشتغال المكثف الآن للمنتجين البحرينيين على إنتاج أعمالهم، ارتأينا أن نخصص ندوة ‘’الوقت’’ الفنية لمناقشة شؤون الدراما البحرينية في الوقت الراهن، لنتساءل: ماذا يحدث الآن في مجال الإنتاج الدرامي البحريني؟ وإلى أين سنصل؟ وهل سنشاهد إنتاجا مختلفا في شهر رمضان المقبل أم تكرارا للسنوات الأخيرة الماضية؟ في الجزء الأول طرحنا تقييما عاما للدراما من وجهة نظر المشاركين، وهل حدث تقدم أو تراجع لمستوى الإنتاج؟ وكذلك ما مضمون ما يُقدَّم؟ وفي الجزء الثاني والأخير نتناول الحرية المسموح بها، وظروف الإنتاج المتعلقة.
وإذا انتقلنا بعيدا عن مضمون ما يقدم في المسلسلات - ناقشناه في الجزء الأول وهنا تتمة له -، إلى ظروف الإنتاج التلفزيوني فستجدها صعبة، وربما يرى البعض أنها ‘’غير مُبشرة’’. إنهم الممثلون والمخرجون يعانون من عدم تقديرهم ماديا ومعنويا، فالأجر الذي يستلمه الممثل البحريني يخجل من ذكره لأقرانه من الخليجيين.
إضافة إلى احتكار جهة الإنتاج لمن يملك المال والنفوذ.
ضيوفنا هم:
المخرج البحريني القدير المُجدد أحمد المقلة،
والممثل البحريني صاحب الخبرة الطويلة والقائم على الإنتاج سابقا في تلفزيون البحرين قحطان القحطاني
ومؤلف سلسلة الأعمال التراثية في تلفزيون البحرين الكاتب راشد الجودر
والممثل القدير المتوهج عبدالله ملك
والممثلة البحرينية القديرة رئيسة قسم الدراما في تلفزيون البحرين مريم زيمان.
وفي نهاية الجزء الأول من ندوة ‘’الوقت’’ الفنية، التي تطرح موضوع الدراما البحرينية، ‘’ترحم’’ الفنان عبدالله ملك على ما أسماها فترة ‘’الثلاثي’’.
إليكم تكملة الحوار الذي جرى.
الوقت: هل يوجد تباين كبير في مستوى الإنتاج الدرامي في العشر سنوات الماضية؟ - عبدالله ملك: نحن الآن نترحم على الفترة الماضية وأقصد تحديدا فترة الثلاثي: المرحوم طارق المؤيد، وهالة العمران، وقحطان القحطاني. فعلى رغم وجود بعض الملاحظات في طريقة التعامل مع الآخرين، إلا أن تلك الفترة بمثابة نهضة الدراما لدينا. كان يوجد هناك من يريد أن يعمل دراما، والآن الأمر مختلف. لجنة الدراما في تلفزيون البحرين خلال سنتين تعاقب عليها ثلاثة أشخاص ومن يأتي لا يعلم ماذا فعل سابقه. ببساطة التخطيط غائب.
الوقت: هناك نقطة أخرى تتعلق بالمضمون، وهي حرية النص.. ما الحدود المسموح بها لكاتب النص ولا يستطيع تجاوزها؟ هل يضغط تلفزيون البحرين على الكاتب لتناول موضوعات معينة؟ - راشد الجودر: هذه المشاكل لا تعاني منها البحرين فقط، فالدول الأخرى الخليجية تعاني من المشكلة نفسها أيضا. إنها مسألة نسبية تختلف من مجتمع إلى آخر. - عبدالله ملك: الحرية موجودة ومفرطة أيضا، يكتبون ما يريدون، ولهذا تجد نقدا من الشارع لما يُقدم في الموضوعات الأخلاقية والموضوعات الأخرى. ربما نحن لا نملك الجرأة للخوض في القضايا السياسية والدينية. توجد لدينا محاذير وخطوط حمراء في الجانبين المذكورين، ولكن فيما عدا ذلك الجمهور يتذمر مما يشاهده من هذه ‘’الحرية’’ التي تطرح ‘’إباحية’’. - أحمد المقلة: المؤسف أن الجانب الأخير الذي ذكره عبدالله ملك هو الذي يقولون عنه إنهم حصلوا فيه على ‘’حرية’’، مؤسف حقا ‘’قلة الأدب’’ التي نشاهدها. لقد تم استغلال الحرية بشكل مسيء جدا. في تصوري هناك خطوط حمراء كثيرة أمام الكاتب، ولا توجد الحرية التي نتكلم عنها.
الوقت: إذاً.. من يضع حدود هذه الحرية التي نتكلم عنها؟ الدولة أم المجتمع؟ - أحمد مقلة: دعني أوضح لك أكثر. على سبيل المثال قبل سنتين طرح موضوع مسلسل على تلفزيون البحرين، ثم بعد ذلك تغير موضوع هذا المسلسل 180 درجة بسبب أن العمل يحوي بعدا سياسيا. تحول موضوع المسلسل من مسلسل سياسي إلى مسلسل اجتماعي عادي.
الوقت: لماذا حدث ذلك وتغير موضوع المسلسل.. أليس ذلك غريبا؟ - أحمد المقلة: إدارة التلفزيون رفضت الفكرة. - راشد الجودر: الحرية لا تعني الفوضى. الحرية تعني الالتزام. طريقة معالجة الموضوع تتحكم كثيرا في هذه العملية التي نتحدث عنها. سأطرح لك مثالا هو مسلسل ‘’سعدون’’ الذي احتوى على مضامين سياسية كثيرة مثل وجود المظاهرات وتوزيع المنشورات ومقاومة الإنجليز، فحينما طرحت هذه الفكرة رفضت في بادئ الأمر، ثم تحولت إلى واقع درامي، وتفهمت إدارة التلفزيون أبعاد هذا المسلسل. لكن كيف جرى ذلك؟ تدخل أحد المسؤولين الكبار في التلفزيون في ذلك الوقت وتساءل عن تفاصيل كثيرة في هذا المسلسل، وجرى بيني وبينه حوار وتفهم تماما أبعاد مضامين المسلسل. أريد أن أؤكد أن طريقة التناول هي التي تحكم أن تكون مقبولة أو تكون من المحرمات.
الوقت: هل أفهم من كلامك أنك تلقي باللائمة على المنتجين لأنهم يخافون من طرح القضايا السياسية؟ - راشد الجودر: إني أحمل المسؤولية الكاتب وكيف يتعامل مع الموضوعات الحساسة. - مريم زيمان: هناك كتاب يدرسون الموضوع بجدية ويعرفون كيف يطرحون موضوعاتهم، والبعض الآخر ‘’ينشرون الغسيل’’ ولا يقدمون معالجة حقيقية. الدراما ليست عرضا فقط، الدراما نعيشها ونشعر بها، وقبل ذلك الكاتب يعيشها.
الوقت: ننتقل إلى موضوع آخر يتعلق بظروف الإنتاج. الكثير من الفنانين البحرينيين يشتكون من قلة الأجر وقلة التقدير.. لنقل بصريح العبارة: لا تقديرا ماديا ولا تقديرا معنويا. من يتحمل مسؤولية ذلك في اعتقادكم؟ - عبدالله ملك: كانت هناك محاولات وحتى في مرحلة قحطان لتصنيف الفنان البحريني. كنا في البداية نتلقى أجرا هو 70 دينارا و75 دينارا، ثم منذ مسلسل ‘’أولاد بوجاسم’’ (أنتج في العام 1994) ارتفع الأجر إلى 120 دينارا. والآن نحن في اعوام الألفين للتو ارتفع الأجر إلى 150 دينارا، وهو الأجر العادي الذي يتلقاه أي ممثل عادي في الخليج. حينما سألنا سعادة الوزير في لقاء سابق، وكان أحد الممثلين الخليجيين حاضرا، ‘’ما الأجر الذي يتلقاه الممثل الخليجي’’، فذكر الممثل الخليجي مثالا معينا وقال له ‘’يتلقى ذلك الممثل الخليجي في الحلقة الواحدة 700 دينار بحريني’’. هناك ممثلون نجوم يستلمون في الحلقة الواحدة 1000 دينار و1500 دينار. - أحمد المقلة: سأضيف ما تفضل به عبدالله، هناك ممثلون أعداء لأنفسهم، فلا يعطي لنفسه قيمة. هناك ممثلون وصلوا إلى درجة الاحتراف ولا يعرفون كيف يفرضون شروطهم على المنتج. لماذا لا يكون العقد واضحا، ولا يتم خداعهم، أو خداع أنفسهم، فهذا الأمر لا يوجد فيه حياء، فأغلب الممثلين البحرينيين يذبحهم الخجل. المفترض أن الممثل البحريني يرفع من قيمته ويطالب بالأجر نفسه الذي يدفع للممثل من خارج البحرين. - عبدالله ملك: إننا نخجل من ذكر أجورنا لزملائنا الفنانين الخليجيين. اللوم يقع على إدارة تلفزيون البحرين التي لم تقم بعمل تصنيف يحافظ على الفنان البحريني. واللوم يقع كذلك على الممثل الرخيص الذي رخص وقلل من شأنه. يجب أن يرفض الممثل الأجر حينما يكون قليلا. كرامة ومبدأ الإنسان يجب أن لا تتزعزع بحجة أن ‘’الجمهور نساني’’ أو ‘’هذا رزق’’، إذا كان هناك تنازل سيكون تنازلا جماعيا، أو بسبب أن هذا منتجا لأول مرة، ولكن المشكلة أن أغلبهم يقولون إنهم ‘’منتجون لأول مرة’’. - قحطان القحطاني: لما كنت أتولى منصبا قياديا أثناء عملي في تلفزيون البحرين، وردا على سؤالك عن ظروف الإنتاج، كنا مربوطين بموازنة محددة وفي حدود 900 ألف دينار وكانت تشمل الإنتاج والبرامج سوية، وللأسف الشديد لم نكن في قسم الإنتاج أو البرامج نتلقى أي بيان يحدد لنا كمية الصرف أو المبلغ المتبقي. الموازنة موجودة، قسم البرامج يأخذون منها ما يسعهم، وأهل الدراما يأخذون ما يسعهم وفي نهاية العام لا يوجد شيء في الموازنة، ولا يوجد ما ندفعه كأجور للفنانين، فما يحدث (حدث ذلك أكثر من مرة) أننا ندخل في موازنة العام الجديد وندفع للممثلين الأجور المتبقية. لقد رفعت أجور الممثلين من 70 دينارا إلى 120 دينارا وكانت طفرة كبيرة، ولقيت معارضة شديدة عليها. وبالنسبة إلى تصنيف الممثلين اشتغلت على هذا الموضوع وبعثت برسائل إلى مجالس المسارح الأهلية الثلاثة في ذلك الوقت وهم أوال والجزيرة والصواري، وطلبت منهم مساعدتي في عملية التصنيف. وللأسف وحتى اليوم لم أتلق أي رد من أي مسرح. حاولنا تطوير الوضع، وهو يأتي على مراحل. - أحمد المقلة: هنا نقطة مطروحة للنقاش. هل نجوم وممثلي الخليج وراءهم جهة أو تلفزيون يدعمهم وقام بتصنيفهم؟ هل يتعطل الممثل وينقص من شأنه إذا لم يتحرك الآخرون له. - مريم زيمان: أؤيد فكرة وجود تصنيف للممثلين. لا بد من وجود جهة تتابع مستوى الفنانين، وتقوم بتقييم أدائهم، ومن المفترض أن يقوم التلفزيون بعمل ذلك.
الوقت: برأيكم كيف يتفاعل الجمهور البحريني مع الإنتاج الفني المحلي؟ هل مازال التفاعل ما كان في الماضي؟ - عبدالله ملك: حتى قبل خمس سنوات، كان الناس هنا يعتبرون الدراما من أساسيات الحياة، فكما كان المواطن يطالب بالماء والكهرباء ومستلزمات الحياة الأخرى، فقد كان يطالب بدراما بحرينية راقية. الآن هذا النداء اختفى، لأن الدراما افتقدت تأثيرها على الجمهور. صارت صناعة الدراما ‘’فبركة’’. __________________
ZaHra_BaH2 |
| |