بداية آسف جدا على التأخير في الرد واستكمال الموضوع :
شكرا أخ أحمد على التفاعل
جوابا على أسئلتك :
لماذا لم تخرج مع أهلك خارج الكويت ؟ أقصد مبرراتك تجاه نفسك "حديث النفس"؟
كان لا بد من بقائي وذلك للمشاركة في أداء الواجب الشرعي والوطني
كانت منطقتنا بحاجة لكل جهد
وكنت مسئولا في العمل الشبابي الدعوي
وكنت قد تسلمت مهاما في لجنة التكافل بالمنطقة فكنت مسئول
لجنة النظافة ومسئول نوبة تنظيم طابور المخبز الآلي من الساعة
6 صباحا وحتى الثانية ظهرا وتوزيع الخبز في المنطقة ورعاية
أسر المعتقلين ومهام أخرى منها رصد تحركات الجيش العراقي
في المنطقة والمعلومات المهمة أولا بأول وتبليغها للأخ بو مصعب
لينقلها بدوره إلى غرفة تحرير يوميات الأحداث وقد علمت بعد
التحرير أنها في منزل أحمد العربيد بوأنس في الخالدية حيث كانت
ترسل الأخبار والتحركات يوميا إلى قوات التحالف حيث تلقت هذه
الغرفة كتاب شكر من نورمان شوارزكوبف بعد التحرير وهذا
الكتاب موجود رأيته في جمعية الاصلاح بعد التحرير وعملت في
توزيع الأموال التي كانت ترسلها الحكومة لمناطق خيطان
( عبر عدة أشخاص ) والعارضية ( عبر ديوان المنيع ) والأحمدي
( عبر أبناء عائلة السالم ) ، وتنظيم دورات الإسعافات الأولية
بالتعاون مع الهلال الأحمر الكويتي عبر الأخ الفيلكاوي نسيت
اسمه وتنظيم مراقبة محطات المجاري الرئيسية في منطقتي
مشرف والفروانية ، وعملت في توزيع بعض المواد الغذائية من
الهلال الأحمر الكويتي والإمامة في مساجد متنوعة وخطب الجمعة
في مساجد متنوعة وقراءة البيانات في المساجد أوائل أيام
الاحتلال ثم تم الاكتفاء بتوزيع النشرات فقط بعد تعرض بعض
الاخوة للاعتقال والتعذيب وغير ذلك مما تيسر مثل إلقاء الدروس
والخواطر وصلاة القيام بعدة مساجد على فترات متقطعة فصليت
مثلا عدة مرات صلاة القيام بعد صلاة العشاء في منطقة خيطان
بمسجد الشويب ومسجد الجويزي ومسجد العثمان وفي منطقة
العارضية بمسجد اللهيب وفي منطقة الروضة بمسجد الملا مرشد
بجانب بيت خالي وبمسجد الزير وفي منطقة السرة بمسجد جابر
بن عبدالله بجانب مدرسة الإسراء وهناك كان يصلي خلفي الفنان
خالد العبيد وكان ملتحيا .
ونسأل الله تعالى الاخلاص والصواب والأجر والثواب قال تعالى
( ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين )
هل كنت تخطب الجمعة طوال الغزو ؟
وهل حصلت لك مضايقات ؟
نعم كنت أخطب الجمعة طوال مدة الغزو وأنقطع على فترات
منتظمة ، ولكن كانت التعليمات ألا يستلم أحد إمامة مسجد ثابت
في الإمامة والخطابة بل يتم التناوب وتنويع المساجد حتى لا
تصبح المسئولية على أحد معين عن الدروس والخواطر وتوزيع
المنشورات وتعليقها في المسجد ، وبهذا بحمد الله لم تحدث لي
مضايقات مباشرة .
الكثير لا يعرفون حركة المرابطون .
هل من الممكن توضيح أثرها في المجتمع الكويتي إبان الغزو ؟
وما هو دورك ؟
كانت لحركة " المرابطون " الآثار الايجابية الكبيرة في بث الإيمان
في النفوس وإشاعة معاني الصبر و التعاون والثبات والتراحم
والتكافل والصلة ونشر الطمأنينة ومعاونة المحتاجين وتقديم
الخدمات وتسيير حركة الحياة والشئون اليومية وتنظيم متطلبات
الحياة ومعينات الصمود كما كان لها دورا في المقاومة المسلحة .
وقد ذكرت دوري في إجابتي على السؤال السابق وقد كان كل ذلك
ضمن لجنة التكافل التي هي جزء من حركة المرابطون .
الأخت الأصيل
عليكم السلام
شاكرة لك أخي الكريم مشاركتنا هذه الأحداث و أتمنى أن تنشر
مذكراتك بالصحف المحلية و العربية فهذه الأحداث تعتبر توثيق
لهذا الحدث ( عسى الله لا يعودها من أيام )
الجواب :
ادعوا لي بالتوفيق لإكمال هذه المذكرات لتجد بعد ذلك طريقها إلى
النور من خلال النشر
الأخ الفاضل الشيخ
أبوعبدالرحمن الرحال
الله يعافيك ويحفظك
وإضاءتك جميلة في النقاط الأربع التي ذكرتها
الأخ بوعلي وفقك الله
أشكرك على الاطراء
------------------------------------
الأخت Backpacker Girl
شلون كنت تزور أخوك في بغداد أثناء الغزو ؟
وشلون عرفت مكانه؟
وشلون يسمحون لك تشوفه؟
وشنو كان يقول لك؟
الجواب :
يقال أن عائلة قبازرد وكان لديهم أبنا أسيرا ، هم من ذهبوا إلى
بغداد وقابلوا بعض المسؤولين هناك وأقنعوهم بالسماح للعوائل
الكويتية لزيارة أبنائها ، وبالفعل قد تم السماح بزيارة الأسرى ،
وقد لقيت العم بوعثمان يوما أثناء فترة الاحتلال فقال لي : زرت
أخوك
فقلت : شلون أزوره
قال : ما تدري فتحوا باب الزيارة احنا زرنا عثمان
قلت له : شلون ؟
قال : روح المطار واحجز تذكرة لبغداد وروح بالطيارة واسكن
هناك بفندق شيراتون أو فندق فلسطين ( ميريديان) وراح تلقى
هناك العوايل الكويتية تزور اعيالها ، اطلع من الفندق الصبح
مبكر واركب تاكسي من هالتكاسي وقول له يوديك مديرية الأسرى
بمنطقة الكاظمية مقابل الحديقة العامة وهناك قدم طلب زيارة
أخوك.
وهكذا فعلت وعندما وصلت إلى مديرية الأسرى هناك رأيت الناس
تقدم طلبات مكتوبة بخط اليد وكان الجنود بالاستقبال عند باب
المديرية يرفضون الطلبات لانها مكتوبة بصيغ غير مقبولة عندهم
والناس محتارة وسمعت الجندي يقول : هاي شنو هووا هيتشي
يكتبون كتب لا واجبات أركان لا أسلوب هسة شلون نودي هاي
الطلبات للضابط غير ….حظنا ( كلمة بذيئة مؤداها أن الضابط
سيؤذيهم لقبولهم لطلبات كتبت بطريقة خاطئة ولا ترضيهم ) .
فعرفت أنهم يريدون صياغة الكتب بالتنظيم العسكري للكتب وهو
ما يسمونه في العسكرية واجبات أركان وهذا هو مجال خدمتي في
التجنيد حيث خدمت قبل الغزو كمجند في معسكر قوة المدفعية
بالجهراء كتيبة صواريخ أرض أرض 22 بقيادة الرائد محمد
الفارسي ذلك الانسان العظيم والقائد المحنك والمثالي والنقيب
مجزع نقا الظفيري ذلك الرجل الشهم ، وكنت خطاطا في القلم
( السكرتاريا وهكذا يسمونها في الجيش )
وكان العراقيون لا يرضون أي ذكر في الكتاب لكلمة أسير أو أي
إشارة للأسرى لأنهم لا يعتبرون من لديهم أسرى لأنهم لا يعترفون
بالكويت كدولة ويعدون الكويتيين رعايا للدولة العراقية خسئوا
فإن أقروا بتسميتهم أسرى فهم يعترفون بالتالي بالكويت كدولة
وهذا ما لا يريدونه ، خسئوا وخاب مسعاهم ومرادهم .
فقمت باقتراح صيغة للجندي فأجاب بالموافقة وأخذت منه
المعلومات اللازمة للكتاب وقمت بصياغة كتاب طلب زيارة أخي
الموقوف عندهم وذكرت اسمه وبياناته وطبقت في الكتاب جميع
واجبات الأركان التي تتضمن ضرورة كتابة التاريخ أعلى أيسر
الصفحة ثم الشخص الموجه إليه الكتاب ثم التحية على اليمين
وتحتها في وسط الصفحة الموضوع ثم كتابة الطلب وترك مسافة
أول السطر الأول فقط ثم تسجيل بيانات مقدم الطلب متضمنة
الاسم والتوقيع والرقم المدني أسفل الصفحة على اليسار .
وما إن قدمت الورقة ورأى الناس أنه قبلها حتى جاءتني الناس
زرافات ووحدانا وصدقوني يا إخواني والله الذي لا إله إلا هو
ظللت أكتب للناس الذين اصطفوا طابورا طويلا أمامي وأنا أكتب
لهم الطلب تلو الطلب ، أقسم بالله منذ السابعة والنصف صباحا
وحتى الخامسة مساء والناس تسلم طلبها وتأتيها الموافقة بعد
ساعة أو ساعتين على الأكثر وتستلم كتاب الموافقة وفيه مكان
وموعد الزيارة ثم تنصرف وقد حدث موقف مضحك وهو أن العمة
موضي العبيد غفر الله لها ورفع درجتها في الفردوس الأعلى من
الجنة والدة الصديق فهد المياس عندما استلمت كتاب الموافقة
على زيارة ابنها أكثرت من سؤال الجندي عن موعد الزيارة
ومكانه بالتحديد وكان ابنها في معتقل الموصل وظلت تسأله عن
طريقة الذهاب للموصل حتى مل وغضب فقال لها : حجية والله لو
ما تمشين هسة والله والله لآخذ منك كتاب الزيارة وأشققة وأفتته
ألف قطعة ، فقامت المسكينة على الفور بالانصراف ووضعت
الكتاب في حقيبتها وضمت الحقيبة على صدرها وانصرفت في
الحال وهي تضم الحقيبة على صدرها ، يقول ابنها فهد وطوال
الطريق في التاكسي وأنا أطلب منها رؤية كتاب الموافقة وهي
ترفض قائلة لالالا أخاف العراقيين ياخذونه ، يقول ورفضت
إعطائي إياه إلا بغرفة الفندق عندما أصبحنا وحدنا إنه شغف الأم
بولدها .