عرض مشاركة واحدة
قديم 29-08-2013, 04:11 PM   #34 (permalink)
اللجنة الإخبارية والصحافية
إدارة الشبكة
 
 العــضوية: 5
تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 11,512

افتراضي «جوبز».. التفاحة التي غيرت وجه العـالم


آشتون كوتشر قدم واحداً من أجمل أدواره

«جوبز».. التفاحة التي غيرت وجه العـالم










التواقون إلى الكمال.. الذين لا يقبلون التسوية في ما يخص الجمال، هم قليلون يأتون إلى الحياة بفترات متباعدة، لكنهم يتركون بصمة أبدية في العالم. هم قرروا أن يكونوا جزءاً من التغيير للأفضل، من ضمن هؤلاء ستيف جوبز مؤسس شركة «أبل» وصاحب شعار التفاحة المقضومة، الذي يظهر بعد وفاته بعامين تقريباً من خلال الفيلم الدرامي «جوبز» الذي يعرض حالياً في الإمارات، ويتناول جزءاً بسيطاً من حياته العملية، وليس حياته الشخصية، وهذا هو المغزى من كل الحكاية، لذلك قد يتفق عليه النقاد والمشاهدون وقد يختلف، لكن الذي سيجمع بينهم هو الثناء على أداء الفنان آشتون كوتشر الذي لعب دور «جوبز» وترك انطباعاً أن هذا الفنان وما قدمه سابقاً من أدوار كدوره الكوميدي في فيلم «بدون شرط » لم يكن خطؤه بقدر ما هو خطأ من لم يكتشف موهبته وقدرته في تقديم الأفضل. تولى إخراج فيلم «جوبز» جوشوا مايكل شتيرن، في حين قام مات وايتلي بكتابة السيناريو.

«آي بود»
لمشاهدة المزيد من المواضيع عن الفن السابع، يرجى الضغط على هذا الرابط.
الشهقة حاضرة لدى الجمهور في أول مشهد من الفيلم، حين دخل «جوبز» إلى قاعة الاجتماعات والمحاضرات في مؤسسته «أبل»، فالشبه بين الممثل آشتون كوتشر وبين الراحل ستيف جوبز لا يمكن الاختلاف عليه، ليس الشكل فحسب، بل طريقة المشي والكلام وحتى الصوت.

يصل «جوبز» ليعلن عن مشروعه الضخم، من خلال مقدمة لها علاقة بالنرجسية المقترنة بالثقة على تقديم الأفضل، بل والأجمل. خلال المقدمة تدور الكاميراعلى وجوه المستمعين، تظهر معالم رضا ومعالم تذمر وملل وترقب، إلى أن يصل إلى لحظة الإعلان عن جديده، ويقول «الآن اصبح الفرد قادراً على وضع ألف أغنية في جهاز صغير، اسمه ببساطة (آي بود) »، ينتهي المشهد مع تصفيق حار من قبل الموجودين، فلم يختر المخرج أن يبدأ مع آخر اختراعات «جوبز»، لكنه اختصرها باختراع «آي بود» الذي أدى إلى ابتكار «آي باد»، و«آي فون»، وبعد هذا المشهد يعود المخرج للوراء ليحكي المحطات الرئيسة التي خاضها جوبز للوصول الى القمة.

«أبل» والعكس

من الممكن تقسيم الفيلم إلى ثلاثة محاور أساسية يغطي إخفاق ونجاح أحدهم على آخر. المحور الأول يتعلق بالنجاح الباهر الذي كان منوطاً بالممثلين في الفيلم وشبههم الكبير بالشخصيات الحقيقية وأدائهم الطبيعي، أما المحورالثاني، وهو قد يختلف عليه، هو قصة الفيلم واختيار المحطات التي عاشها «جوبز» من دون التطرق إلى الكثير عن حياته الشخصية إلا في مشهد يعبر فيه عن حزنه لأن والديه البيولوجيين تخليا عنه، ليأتي مشهد بعد فترة من الزمن و يعيش «جوبز» الموقف نفسه في رفضه الاعتراف بابنته، لكنه يخضع في النهاية، بل ويحارب مؤسسة «أبل» على مشروع أطلق عليه اسم «ليزا» اسم ابنته، ويكون السبب وراء إقالته من الشركة.

أما المحور الثالث فهو الحيرة بين أن الفيلم كان عن «جوبز» أم عن «أبل»، ليصل المتفرج الى حقيقة أن «جوبز» هو «أبل» و«أبل» هي «جوبز».

ملامح «جوبز»

عندما عاد بنا المخرج إلى الوراء، ظهر فجأة رجل نائم في أروقة الجامعة، يوقظه بعض الأصدقاء، يخرج من الغرفة، يمشي في الساحة وهو حافي القدمين، يصطدم مع استاذه، وحوار موجز بين أهمية الشهادة العلمية من وجهة نظر الأستاذ، وبين وجهة نظر «جوبز» أن أهم من الشهادة الجامعية «هي أن لا تحولني إلى موظف ينتظر ساعات دوامه لتنتهي»، ويمشي «جوبز» حافياً الى أن يصل إلى فتاة ترسم ، يعجب برسمها، هذا المشهد تحديداً ليس عابراً، هو يريد أن يعرّف «جوبز» حبه للتفاصيل، خصوصاً اذا كانت جميلة، هو مستعد أن يأخذ حبوباً للهلوسة ليعيش حياة لا تدور سوى في رأسه، وهنا قرر المخرج أن يجعل «جوبز» وقد تناول من تلك الحبوب، وهو يركض نحو سنابل القمح والشمس تضفي نورها، وكأنه يعزف سيمفونية يريد أن تصل أنغامها إلى العالم كله، وقد فعل، مع أنه لا يستمع فعلاً إلا لصوت وكلمات بوب دلين.

لحظة الانطلاق

هو أشعث الشعر، لا يستحم، وخير دليل رائحته الكريهة التي يشتكي منها كل من حوله، نزق، يحب المشي حافياً مهما كان الجو، الحذاء بالنسبة له شيء زائد على حاجته، لكن براعته هي الأساس في كل من آمن فيه، بدايته كانت في شركة «أتاري» برئاسة «نولان بوشنيل»، الذي يقف أمامه «جوبز» طالباً منه اعطاءه فرصة ليقدم لعبة جيدة ومثيرة مقابل 5000 دولار أميركي، وينجح بالفعل، هذا المبلغ هو بداية تأسيسه لمشروعه الخاص الذي أطلق عليه اسم «أبل»، وكان مقرها الكراج الملحق بمنزل والديه المتبنيين له، مع شريكه «ستيف وزنياك»، الذي يسأله وهما ذاهبان لعرض مشروعهما الأول لـ«كيبورد» متطور أمام مهتمين في مجال الكمبيوترات «لماذا أبل؟»، ليجيب جوبز «نحن بحاجة إلى اسم خفيف على مسامع الناس، ناهيك أن (أبل) وهي التفاحة هي بداية خلق الوجود، ومازالت موجودة»، هنا تحديدا الدقة التي يراد ايصالها عن عقل «جوبز» الذي لم يختر شيئاً جزافاً ودون معنى، هو أراد لشركته «أبل» أن تكون سبب بداية الثورة التكنولوجية ويريد لها أن تظل موجودة. هو يبحث عن التميز، لا تهمه علاقته الشخصية مع الذين وقفوا إلى جانبه في بداية حياته، ما دام هو قادرعلى أن يأتي بمثلهم، ما أظهره بصورة الذي ينسى المعروف، في المقابل هو لا يفكر سوى بأن يكون كل شيء «كاملاً وجميلاً ومستمراً»، لكنه يعي تماماً أن البشر المبدعين الذين يمرون على الحياة بفترات متباعدة هم الذين يقودون البشرية، لكن ليس وحدهم، بل مع فريق عمل كامل، لأنه يدرك أن العبقرية وحدها لا تكفي.

لنغير العالم

جملة واحدة كانت كفيلة بإيمان كل شخص التقى «جوبز»، تتمثل بمواجهة بين «جوبز» وأي شخص يلفت نظره، سواء من معلنين اصحاب اسهم في الشركة أو تقنيين وفنيين.

يقف أمامهم «تعال معي لنغير العالم» جملة من الصعب ألا تهز أي مشكك لتحوله إلى واثق الخطى، تعثر في حياته ليس خطأ منه بقدر ما هو مجابهة بين الحلم وسلطة المال التي كانت أقوى منه في فترة من حياته، حتى أنها أقالته، فذهب وغادر مقر شركته ورحل إلى «ماكينتوش» وأبدع فيها.

وأسس شركته الصغيرة الخاصة «نكسـت» التي عمليـاً اشـترت حصص بقية المســاهمين في شركة «أبل»، وهذا كان المبتــغى أن يصل إلى مرحلة أن يكون هو الآمر الناهي ليس حباً في منصب، بل هو الخلاص من أي عثرة تقف أمام حلمه.. وهنا نهاية الفيلم.




المصدر : جريدة الامارات اليوم


 

 

اللجنة الإخبارية والصحافية غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292