من أقوالهم
يقول الكاتب الفرنسي جان بول سارتر: إن منظر السلحفاة يهدئ الأعصاب الثائرة ويعلم الإنسان الصبر، فإذا كنت ثائرا لأي سبب من الأسباب وجلست تنظر للسلحفاة وهي تمشي في بطء وتكاسل وكأنها تزحف زحفا، أحسست بهدوء كبير، وإذا تأملتها وهي تحاول أن تصل إلى هدفها دافعة أرجلها الأربع في تثاقل شديد وهي تنوء بهذا الحمل الكبير فوق ظهرها، تعلمت منها الصبر.
فالسلحفاة حيوان مسالم لا يؤذي أحدا، وهي تتقبل الحياة وتقبل عليها راضية قانعة، ومن أجل هذا تعيش السلحفاة بسعادة وبلا مشاكل ولا أزمات، ويقول تشيكوف: لقد أحببت الحياة فأحبتني الحياة، وأحببت الناس فأحبوني، وأعطوني عيونا تقرأ، وعقولا تفكر، أما أنا فقد أعطيتهم روحي وقلبي في كل كلمة، في كل سطرخطته يدي في قصصي ومؤلفاتي، ولقد كنت دائما أنا لا أتغير، لم أقترض مالا من أصدقائي لأحتفظ بصداقتهم، لم أقاطع محدثا، وإنما كنت دائما مستمعا حتى إذا فرغ الجميع من الحديث قلت رأيي في أدب وتواضع، مرجحا كفة الأغلبية، لم أعش في قصر من العاج وإنما نزلت إلى الشارع والتقيت بالفقراء والمعوزين، ومن حياة هؤلاء كتبت أحسن قصصي.
ويلخص فولتير المعنى بقوله: الثروة كلمة يطلقها الناس على المال الذي يجمعونه، ولكن هناك ثروة أخرى لا يسمع بها صاحبها، لأن أحدا لا يتحدث عنها إلا بعد رحيله عن الدنيا، إنها الذكرى التي يتركها الإنسان في قلوب الناس، وهي أكبر وأبقى من كل ثروة في الدنيا مهما بلغت، وهي ذكرى لا تتحقق إلا بالعطاء.
الثروة فيما نعطيه، لا فيما نأخذه من الدنيا ومتاعها، لو عرف الإنسان أنه في الرحيل لا يذهب هو وثروته في طريق واحد لتغيرت الصورة، صورة الحياة كلها على الأرض، وبالتأكيد الكل يعرف ذلك لكن آخر ما يفكرون فيه هو هذا الأمر المعروف.كل ما نتعب من أجله من متاع ومال وجاه سنتركه لغيرنا، ما يبقى لنا، وما سيصلنا في العالم الآخر هو كلمة طيبة، كلمة بسيطة لكن عظيمة (ليرحمه أو يرحمها الله)
|