[*هاشم العلوي*]

عبد الحسين عبد الرضا


"لغات من الحب في طبيعة انسان "

رؤية خاصة / هاشم العلوي

حينما تصفحت إحدى المنتديات الإلكترونية في الأيام القليلة الماضية شدني فيها الحديث عن أسرار الحب المتقمص في شخصية الفنان الكويتي المخضرم عبد الحسين عبد الرضا في معظم أعماله سواء أكانت الدرامية أم المسرحية ، فبعض الجمهور قد أرجأ سبب أعمال الحب الضخمة للرجل الفني العريق، إلى الوسامة التي يتمتع بها وخاصة في زمني السبعينات والثمانينات ، فما هي أسباب هذا التجسيد المستمر للرجل العاشق ، في اعتقادي إن سبب تميز الفنان عبد الحسين في أدوار الحب نتيجة الرسالة الهادفة التي يحملها من وراء هذا الحب بجميع أشكاله و ألوانه التي قدمها على شكل قوالب مختلفة في عدة تجارب فنية قد خاضها على مر السنوات.


فدرب الزلق ذلك العمل الخليجي التراثي ، قد جسد دور الإنسان ذو الطبقة الفقيرة الذي وقع في حب فتاة من عائلة ثرية ولم يستمر هذا الحب نتيجة الظروف التي مر بها بين فترة وأخرى في مشاريعه الخاصة مع شقيقه ، بالإضافة إلى شجاره المصنوع بقالب كوميدي مع والدها مما أدى إلى فصله من الشركة .


وما إن جاء فريج العتاوية إلا وقد أخفى حبه الدفين اتجاه فتاة قد تكون بمنزلة ابنته ، ليبقى يدافع عن حقوقها المسلوبة و يحميها من شرور عمها الذي يحاول تزويجها رغماً عنها ، و على غير العادة فإن مشاعر الحب قد خرجت هذه المرة من الفتاة نفسها ، لتكون رسالة هامة موجهة إلى الجمهور الدرامي بأن المرأة في المجتمع الخليجي و العربي من حقها المصارحة بمشاعرها إلى من تحب و تعشق بعيداً عن التردد و الخجل .


وقد يجد الكثير من الجمهور الفني بأن عبد الحسين عبد الرضا قد وقع في حب هيفاء عادل في العمل المسرحي الخالد "باي باي لندن" إلا أنه في اعتقادي أراد أن يوصل مفاهيم هذا الحب الخاطئ الذي قد لا يعد من الحب سوى النزوة أو إرضاء غاية شخصية ، حيث سافرت شخصية MR.FRIDAY إلى مدينة الضباب في العاصمة البريطانية لندن أوهم بذلك زوجته بحجة العلاج من المرض ، ليعكس بهذا بعضا من صورة الإنسان الخليجي الثري في القارة الأوربية الذي يحاول إشباع نفسه بأية طريقة ، حتى وإن كانت على حساب خيانة شريكة الحياة ، ليوضح للجمهور المسرحي من هذا العمل بأن ما فعله هو تلبس بإسم الحب فتارةً يقع في حب الفتاة اللندنية و تارة في فتاة أسبانية ، وليس بالحب الحقيقي الخالص الذي يدل على الوفاء و الإخلاص للزوجة الخليجية .


في حين قدم "بو عدنان" مع "أم طلال" درساً خصوصياً من العام 1981م ، حينما وجه رسالةً في الحب الذي خاضه في حياته الزوجية ، مؤكدأ أنها لا تسير في مسار واحد و نعيم من الجنان بوجود الحب بمفرده فقط ، بل هناك مسؤوليات و أعباء كثيرة ملقاة على عاتق الرجل و المرأة ، على الطرفين تحملها بالتعاون بينهما .


ولنأتي إلى مطلع التسعينات في العمل الكوميدي التراجيدي "قاصد خير" ، فبالرغم من أنه وقع في الحب مرة أخرى إلا أنه لم ينجح في معرفة منزلة الحب التي خاضها ، لعدة عوامل منها ، جاء ذلك بعد شعور بالنقص والحنان اتجاه زوجته الأولى ، فحتم على "أم سوزان" أن تعيش لديه كأشبه بالخادمة التي تطيع أوامره دون نقاش أو عدم إشعارها بأنها زوجة حقيقية ، فنتج ذلك عن خروج حب جديد بداخله ، ولكنه لم ينجح ، وبهذا أوصل رسالة سامية أن شخصية "أبو ردح" لا تستحق الحب ، لأنها حرمت أخته وابن عمه العاشقين لبعضهما منذ سنوات طويلة فلم يقدر هذه المشاعر ومنعهم من الرباط المقدس ، لذلك فإن قاصد خير لم يستمر في حبه الذي غرق فيه بشكل مؤقت مما أدى إلى الانفصال .


في حين لم تخلو الحياة الفنية لرجل الحب من الضغوط التي وقعت عليه ، حين اتضح بشكلٍ جلي في العمل الكوميدي "الحياله" الذي تم إنتاجه في العام 2003 ، فقد وجه "بو عدنان" لونين مختلفين من الحب جاء الأول بعد صبر لسنوات طويلة نتيجة تسلط أخيه الأكبر و منعه من الزواج قبل شقيقته ، فاضطر إلى إخفاء هذا الحب وأدى به إلى الزواج سراً ، وأما اللون الآخر فهو ربط المصالح الشخصية بخيط الحب للوصول إلى المال عن طريق الزواج من المرأة المتفقدة لنعمة الجمال "حكيمة" ، لتتكاثر الضغوط التي تلقاها من أسرته و زوجتيه و تتشابك الأمور ببعضها البعض نتيجة عدم فهم أخيه الأكبر لمفهوم الحب و خطورة تأخر الزواج لدى أخيه الأصغر ، بالإضافة إلى استخدام "بو عدنان" الحب بمفهومه الخاطئ مع زوجته الثانية .


ما أود ايصاله لك عزيزي القارئ أن عبارة الحب التي جسدها الفنان الكويتي عبد الحسين عبد الرضا كانت عبارة عن ألوان مختلفة اللغات تجسدت في رجل الخير و الشر ، الصادق و الكاذب ، وليس كما يطلق من بعض الجمهور الفني ، بأن "بوعدنان" يؤدي أدوار الحب نظرا لوسامته في أزمان ماضية ، بل إن أعمال الحب التي قدمها كانت في عدة قوالب ناهيك عن وجود الصراعات ، وأختتم مقالتي بعدة تساؤلات تطرح نفسها هل لازال الهرم الكويتي عبد الحسين عبد الرضا قادراً على العطاء العاطفي الهادف في الأعمال الدرامية كما صنع في السابق أعمالاً حفرت في الذاكرة و التي لاقت النجاح الباهر على الساحة الفنية ، وكيف السبيل في أن يصنع من الحب دواءً في حل المشاكل العنصرية بجميع أنواعها الإجتماعية التي يعاني منها عالمنا الخليجي و العربي ، وإلى أي مدى يستطيع "بوعدنان" من معالجة و تغيير من ثقافة بعض المجتمعات الخليجية ونظرتها السلبية اتجاه كلمة "الحب"، حتى تصل تلك الدراما إلى الهدف السامي و يتم التفريق من خلاله بين الحب بمفهومه الصحيح و الخاطئ .

[فيصل%]

فعلاً بوعدنان في اغلب اعماله يظهر بالشخص العاشق المحب .. لإيمانه بأن الحب هو "سر الحياة وشريان في كل القلوب " فعليه يظهر لنا في عدة اعماله الحب الحقيقي الصادق المخلص والحب الكاذب والذي يأتي من اجل المصالح .. فباعتقادي هذا مايريد ايصاله العملاق للجمهور ..

اشكرك اخي هاشم على هذه المقاله الجميلة وكتبت فأبدعت ...

[*هاشم العلوي*]

تحية لك أخي الكريم " فيصل " ..
تشرفت بوجودك هنا ..

فائق الحب ..
هاشم العلوي ...