تحظى أفلام السينما الهندية «بوليود» بشعبية طاغية في منطقة الخليج وأجزاء كبيرة من الوطن العربي وهي الصناعة السينمائية الثانية عالميا بعد الولايات المتحدة الامريكية التي تتألق بسينمتها «هوليوود» وقد انتشرت في الآونة الأخيرة، ظاهرة دبلجة بعض الافلام الهندية الى اللهجات الخليجية، ومنها الكويتية وقد قام بالفعل بعض فنانينا بتجسيد مشاعر وانفعالات الشخصيات التي يؤديها ابطال تلك الافلام بأصواتهم.. فهل لاقت تلك التجربة قبولاً أم اعتراضا من أهل الفن والإعلام؟
«الوطن» حملت قلمها ولملمت اوراقها وطارت سريعا لترصد ردود أفعال فنانين كبار وشباب ومسؤولين إعلاميين تجاه التجربة «الوليدة» في الكويت فخرجت بالنتيجة التالية: انقسمت الآراء الى نوعين.. الفريق الاول أيّد التجربة واعتبرها جميلة ومفيدة، تساعد على انتشار اللهجة الكويتية لدى الجنسيات الاخرى ووسيلة سهلة لتوصيل رسالة الفيلم لافهام جمهورنا، فضلا عن انها افضل من الترجمة للعربية الفصحى بالنسبة للأميين الذين لا يجيدون سوى لهجتنا المحلية وهم فئة موجودة في المجتمع كما انها تخرج طاقات وابداعات الفنانين المؤدين للشخصيات بأصواتهم وتدفعهم نحو الافضل في ظل توافر احدث التقنيات التكنولوجية التي تساعدهم على اداء الدبلجة بيسر واتقان.
اما الفريق الاخر فرفضها مبرراً رفضه بان لهجتنا ذات خصوصية في مفرداتها يجب ان نحافظ عليها، ولا بأس من استبدال «الدبلجة» بالترجمة للعربية الفصحى لاسيما انها ستكون افضل للجميع كونها لغتنا المشتركة.. وفي السطور التالية تفاصيل تحقيق «ثري».
مو حلوة
في البداية قال الفنان الكبير غانم الصالح هذه التجربة «مو حلوة» لانها تشوه لهجتنا المحلية التي تحتوي على العديد من المفردات النادرة الخاصة بنا التي لن يفهمها الا من عاش ويعيش على ارض الكويت، كما ان حلاوة الافلام الاجنبية والهندية بلغتها الام لنتمتع بها، ولا اتخيل ابدا ان ابطال بوليود مثلا يتكلمون اللهجة الكويتية مثلنا، لان افلامهم وقتها ستفقد رونقها بدون لهجتهم المحلية.
وفضّل الصالح ان يتم دبلجة او ترجمة الافلام الهندية للغة العربية الفصحى وليس الى اللهجة الكويتية مثلما تمت ترجمة ودبلجة المسلسلات المكسيكية بالفصحى من قبل، واصفا دبلجتها بلهجات دول معينة مثل السورية والمصرية فهي غير جميلة.
خطوة رائعة
ومن جهته تبنى الشيخ دعيج الخليفة الصباح عضو مجلس ادارة شركة السينما الكويتية الوطنية رأيا مخالفا اذ قال: ان خطوة دبلجة الافلام الهندية الى لهجتنا الكويتية خطوة رائعة ورائدة في المستقبل القريب حيث انها اسهمت في انتشار لهجتنا في بعض دول الوطن العربي الذين يتابعون مسلسلاتنا بشغف تام كمسلسل «خالتي قماشة» و«الغرباء» و«سليمان الطيب» ومن ابرز تلك الدول تونس والمغرب والجزائر.
ورأى الخليفة ان تلك الخطوة لها صدى ايجابي كبير رصده بنفسه خلال الفترة الماضية عندما كان موجودا في احد البلدان العربية لانهاء بعض الامور الفنية هناك، مؤكدا اننا نصدر الفن الكويتي للخارج مثلما نستورد الفنون الاخرى.
خصوصية لهجتنا
اما المدير العام لشركة السينما الكويتية هشام الغانم فاكد ان هناك فرقا بين الافلام والمسلسلات التركية المدبلجة بالسورية التي اخذت حيزا كبيرا من المشاهدة في الاونة الاخيرة وبين تلك التجربة التي نحن بصددها.
فمن وجهة نظري لا اجد القبول الكافي لدبلجة الافلام الهندية الى اللهجة الكويتية، لما تتمتع به لهجتنا من خصوصية، لذا فهذا الامر غير موفق، وتلك وجهة نظري كمشاهد وليس متخصصا.
متعة الأميين!
من جانبه وصف حسين الخوالد رئيس مجلس ادارة نادي الكويت للسينما تجربة دبلجة الافلام الهندية بلهجتنا المحلية بأنها تجربة «جميلة للغاية» لانها موجهة للاشخاص الذين لا يعرفون اللغة العربية الفصحى، كما انه من فوائدها ايضا استمتاع فئة الأميين لانهم لا يعرفون قراءة الترجمة على الشاشة، والنجاح الذي حققته هذه الدبلجة ليس نجاحا كليا بل نجاح جزئي وهذا من واقع رؤيتي كمخرج قبل ان اكون رئيسا لنادي السينما.
واعتبر الخوالد هذه الدبلجة سلاحاً ذا حدين، بناء على ما رصده من ردة فعل الناس في الأماكن العامة حيث ان بعضهم اشاد بهذه التجربة، والبعض الآخر سخر منها لانها تحتوي على مفردات كويتية خاصة ستكون صعبة افهام من يسمعها لأول مرة.
وسيلة سهلة
ومن جانبه ايد الفنان عبدالناصر الزاير التجربة لافتا الى ردود الافعال الطيبة التي وجدها تجاه دبلجة الافلام الهندية الى اللهجة الكويتية.
وقال الزاير انها وسيلة لايصال المعنى والمفهوم الى المشاهد بلهجته التي يفهمها، بعيدا عن اللغة الام للفيلم، حتى يتفاعل مع الشخصيات، ويستوعب فكرة الفيلم ككل، مبررا كلامه بأن هذاالموضوع اصبح مقبولا في الوقت الذي اصبحت فيه اللهجة الكويتية اكثر انتشاراً وارتفعت نسبة مشاهدة اعمالها ومسلسلاتها الدرامية عبر المحطات الفضائية.
واوضح الزاير ان عملية الدبلجة لا تمس فكرة الفيلم بل كل مهمتها ايصالها الى المشاهد بلهجته التي يفهما وبكل أمانة، دون اي تحوير في المعنى المراد من حديث الابطال.
واضاف: لقد شاركت في هذا المشروع بدعوة من المخرج محمد دحام ود. عامد جعفر من بدايته كمتخصص في هذا المجال وقمت بتأسيس المشروع معهما منذ انطلاقته الاولى ضمن آلية عمل محدودة، وعليه ستتوالى الاعمال المقبلة على شركتهما المشرفة على ذلك.
ضد الدبلجة
وقالها بصراحة مدير نادي السينما والناقد السينمائي عماد النويري اعارض مبدأ الدبلجة بشكل عام، فلكل عمل فني لغته الخاصة به، حاله حال اي فن لما لذلك من تأثير مباشرة على التركيب اللغوي للمادة المعروضة، وايضا على مستوى المشاعر التي يلامسها العمل من بعض الكلمات المطروحة، وايضا الصعوبات التي يواجهها الممثل من خلال نطق الحروف لكي تواكب عملية النطق خلال عملية الدبلجة.
الترجمة أفضل
وجاء الدور على عادل المشعل امين سر نادي السينما الكويتية الذي قال بثقة: عملية دبلجة بعض الافلام الهندية الى اللهجات المحلية الخليجية ومنها اللهجة الكويتية في الآونة الاخيرة هو امر ليس جيدا لان عنصر اللغة مهم جدا في صناعة الفيلم وجمالياته الا انه لا بأس من وجود الترجمة فهي مهمة وجميلة.
واضاف: ومن جهة اخرى فان هناك العديد من اهل الكويت يجيدون اللغة الهندية بل ان هناك بعض الفنانين الكويتيين يجيدون التحدث باللغة الهندية مثل الفنانة الشابة «ابرار».
وقال المشعل ان الفيلم عندما تتم دبلجته فانه يصبح للمتلقي وكأنه افلام كرتونية كتلك التي تقدم للاطفال فلا تتحقق المتعة الفنية المرجوة منه.
تحتاج إلى احترافية
ومن جانبها ادلت عبير الجندي برأيها في التجربة قائلة: بداية يجب متابعة العمل وملاحظة الشخصيات جيدا قبل البدء في عملية «الدبلجة» مضيفة ان تلك العملية سبق وعُملَ بها خلال الافلام الكرتونية الشهيرة الناجحة ومنها فيلم «ابن الغابة» حيث كان الفيلم ضخما ونال نجاحا كبيرا.
واكدت الجندي ان الفنان الشامل يمكنه ان يؤدي كل الشخصيات والفنون الدرامية سواء اذاعة او تلفزيون او مسرح.
وعن الصعوبات قالت الجندي ان توصيل الاحساس عبر الصوت للمشاهد فيه صعوبة ولكن التجربة برمتها تعتبر تجربة جميلة حيث انها استخدمت كل امكاناتها وقدراتها بصوتها حتى توصل مشاعر الشخصية للمشاهدين وبعدها تبدأ التطبيق لانها كانت تلاحظ كثيرا في اعمال اخرى ان هناك فارقا كبيرا بين الصوت والشخصية، مؤكدة ان عملية الدبلجة تحتاج الى احتراف وابداع وجهد كبير.
ليست جديدة
ومن ناحيتها، اعتبرت باسمة حمادة ان «الدبلجة» ليست شيئا جديدا، كونها دبلجت ومنذ فترات افلام كارتونية عديدة للاطفال، مضيفة ان توصيل الاحساس عبر الصوت للمشاهد ليس بالامر الصعب بل يتطلب المتابعة الجيدة والملاحظة الشخصية وفهمها جيدا قبل البدء بعملية الدبلجة حتى يمكننا كفنانين اتقان الشخصية وتوصيل الاحساس المطلوب للمشاهد.
وعن عملية الدبلجة، قالت حمادة شبيهة بقراءة النصوص وفهمها جيدا قبل التجسيد.
واضافت ان الفنانين الشاملين يمكنهم ان يطوروا من قدراتهم الفنية لتوصيل الاحساس عبر الصوت بكل احترافية، مؤكدا ان اتقان الفنان لتلك العملية شيء جميل والتطوير مهم والفنان يجب ان يواكب كل ما هو جديد على الساحة.
تحد للأفضل
وعلى الصعيد نفسه، قال حسن ابراهيم انه منذ بدايته دخل مع نجوم في عملية «الدبلجة» وخاصة دبلجة الافلام الكارتونية مثل «فلونة» و«افتح يا سمسم» حيث كان جو الدبلجة جميلا وممتعا وفي الوقت نفسه متعبا وشاقا.
واضاف: انا مع الدبلجة، بعد التطور التكنولوجي الكبير في السينما والتلفزيون بالتقنيات والوسائل الالكترونية الحديثة المتوافرة في شتى ألوانها مما يساعدهم على اداء الدبلجة بمنتهى اليسر والاتقان.
واكد ابراهيم انه على الرغم من ان العملية تحتاج الى احتراف وتألق لكن هذا ليس بالغريب على فناني الكويت والخليج، فهي مجرد تحدٍ للوصول للأفضل.
__________________
___________
كونك احد أعضاء هذا المنتدى فأنت مؤتمن ولك حقوق وعليك واجبات
ليس العبرة بعدد المشاركات!!
وانما ماذا كتبت وماذا قدمت لإخوانك الأعضاء والزوار
كن مميزا...
في أطروحاتك..صادقاً في معلوماتك..محباً للخير...
مراقباً للمنتدى في غياب المراقب...
مشرفاً للمنتدى في غياب المشرف...
للتواصل :