السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه مقامة كتبتها منذ فترة .. ولكن هذه المرة مقامة رياضية
تتحدث عن المنتخب الذي طالما عشقته ، منتخب الارجنتين
كنت قد نشرت هذه المقامة في أحد المنتديات الرياضية ، والآن أحببت أن أضعها هنا
............................
"الــمـقـامـة الأرجـنـتـيـنـيـة"
حدثنا لوتشيانو بن بافاروتي :
استيقظت في الصباح ، والعصفور يرفرف الجناح ، ليس لي طاقة على النهوض ، كما ليس لي طاقة لدفع القروض ، جسمي بالسرير ملتصق ، فأنا معه دائماً متفق ، تمكنت من القيام بعد جهد جهيد ، ولكن الطريق لباب الغرفة بعيد ، هذا هو حالي كل يوم فهل من جديد ؟
أخيراً أصبحت مستعداً للجامعة ، ومعدتي للشاي والخبز جائعة ، أفطرت بسرعة وانطلقت ، ولمحطة الحافلة قد وصلت ، ركبت الحافلة والنعاس يقتلني ، أخذت قيلولة والتعب يجهدني !!
أخيراً وصلتُ للمكانِ المطلوب ، وكأن الشقاء عليّ مكتوب ، فقد انتبهت إلى أن هاتفي معطوب ، كنت أريد أن أعرف كم السّاعة ، فللجلوس أكثر ليس لدي استطاعة ، أحمد الله أن هناكَ ساعةٌ في المكتبة ، رأيت الوقت وقلت يا ليتها كاذبة ، قد رأيتُ شيء خطير ، كانت إلى الثامنة تُشير ، محاضرتي تبدأ في الساعة العاشرة ، جَائت في خُلدي أفكار عابرة ، ماذا أفعل قبل بدء المحاضرة ؟
توجهت لقراءة الصحف المحلية ، ليت لم تأتني هذه الفكرة الغبية ، أخبار كثيرة عن الحروب والدمار ، دول آمنة وأخرى تحت الاستعمار ، والأخبار في كل الصحف متطابقة ، ولا توجد صحيفة لأختها سابقة ، ابتعدت عن ذلك المكان ، فقلبي لم يعد يتحمل الأحزان ، عدت من جديد للغرفة الدراسية البالية ، علّني أدرس للاختبارات القاسية ، فتحت أوراقي واستعدت أنفاسي ، ولكن عادت لي المآسي ، قوانين نيوتن الفيزيائية تشعرني بالغثيان ، قوة وحركة ومتجهات ودوران ، في الانجليزي كيف تكتب المقال ، ملل وكلل فوق الخيال ، وفي اللغة العربية القهر ، دكتورة تجلب الضجر ، تكامل وتفاضل في الرياضيات ، وفي الحاسوب لا بد من البرمجيات ، دروس مملة باختصار ، ومعلم يعاملك باحتقار ، يا ربي ماذا أفعل ، يا ربي إليك أتوسل !
ولأن وضعي المأساوي جعلني قتيل ، إذن لا بد أن أفكر بشيء جميل ، قلبي من مكان لآخر يسرح ، حتى وجد له مطرح ، شيء جميل ؟ بالتأكيد إنه الأرجنتين ! فلا أجمل من أن أفكر ببلاد المتعة ، فغدوت أفكر بمن سيشغل الرقم تسعة ، لا يوجد مثل باتيستوتا الذي رحل ، وكأن نجم رأس الحربة في بلادنا قد أفل ، كريسبو ما زال في الاحتياط يقبع ، اغويرو وحده في الهجوم لا ينفع ، كافيناغي هداف الدوري الفرنسي مع بوردو ، ليساندرو يمتع ويبدع في بورتو ، هيغواين أضحى المعشوق الأول لريال مدريد ، ورصيد أهدافه من مباراة لأخرى يزيد ، ميليتو في جنوى هو الأمير ، ودينيس لديه من الروعة الشيء الكثير ، بالتأكيد مارادونا سيحتار ، فأمامه عدد من النجوم الكبار ، على مارادونا أن يكثر المباريات الودية ، ليخلق بينهم المنافسة والندية ، ثم يختار الأفضل من هؤلاء ، وللجميع كل التقدير والثناء.
في مركز رأس الحربة لدينا مشكلة ، ولكن مع المهاجم الثاني ليس هناك معضلة ، فالاتليتكو متعملق مع اغويرو الفنان ، لافيزي يثير الدهشة في بلاد الطليان ، أما تيفيز فابداعه بانجلترا مستمر وساري ، رغم أن فيرغسون يفضل عليه برباتوف البلغاري ، مارادونا لديه من هذا النوع عدد وافر ، وهم مثله أحجامهم كأحجام السنافر ، رغم ذلك يأتون بالروائع ماضِ وحاضر.
إلى خط الوسط دعونا ننتقل ، هنا لوحة الإبداع تكتمل ، من منا يغفل ميسي الفنان ، أو نجم البوكا الرسام رومان ، قائد الاتليتكو ماكسي المقاتل ، غويتيريز ملهم جماهير نيوكاسل ، لا يمكن أن أنسى الساحر الصغير ، وأتوقع أن يعتمد عليه اعتماد كبير ، هناك أيضاً آيمار ابن الريفر ، رغم الإصابة إلى أنه يبقى "very clever" ، مؤخراً أرى اسم الساحر بيلوتشي دائماً ، ربما احتمال ضمّه للمنتخب ما زال قائماً ، أنا بالطبع لست خالد بيومي ، ولكن واضح أن لدينا قوة ضاربة في الوسط الهجومي.
أحبائي أعضاء وزوار منتديات كووورة ، نحن نمتلك أفضل ارتكاز في المعمورة ، الوحش الكاسر ماسكيرانو ، من جعله مارادونا الكابيتانو ، ولكن ليس له بديل مع الأسف ، أرجو أن يكون مارادونا بـ اهومادا يعترف ، أرجو ممن لم يكن أرجنتيني أن لا يطمع ، فبالتأكيد ليس لديكم لاعباً بمواصفات كمبياسو الأصلع ، لا أنسى غاغو العنيد ، روحُ وقلبُ من حديد . في الوسط نمتلك توليفة في منتهى الجمال ، بلا شكل الكل يعقد عليها كل الآمال.
لمن أصابه الملل من موضوعي أقول له المعذرة والوداع ، أما المتابعين له فأقول لقد وصلتم لخط الدفاع ، القوة هنا موطنها ، والصلابة هنا مسكنها ، كيف لا ولدينا ديميكلس القيصر ، غونزالو لاعب الفريق الأصفر ، صامويل حائط الانتر ، نجم البارسا ميليتو الجوهر ، هاينز من الصعب أن يُقهر ، باريخا اكتشاف الأولومبياد الأجدر ، باختصار .. كل مهاجم يتجرأ سوف يُقبر !! هؤلاء للأرجنتين عجائب ، وللمنافسين مصائب.
قلوب الدفاع عندنا مجزرة ، إذاً فلننتقل معاً للأظهرة ، سأبدأ من جهة الشمال ، فمنها نحن نرى الأهوال ، لاعباً مثل سورين لم نشهد بعد ، هذا السندباد الذي كان يجلب السعد ، بعده أصبح هذا المركز يتيم ، ولكن أعتقد أن الدوري الأرجنتيني ليس بعقيم ، لا بد أن نجد لهذا المركز اللاعب المناسب ، لأن مارادونا إذا اختار هاينز فسيدفع الضرائب . مركز الظهير الأيمن ليس خالي ، كيف لا وبه لاعب مثالي ، إنه خافيير زانيتي الغالي ، يخوض أصعب التحديات ، بقوة وإصرار وثبات، ولكن ليس للهروب من الواقع سبيل ، مشواره مع الكرة شارف على الرحيل ، ولذلك لا بد أن نتقبل فكرة البحث عن البديل ، زاباليتا مع مانشستر سيتي واثق من نفسه غير مهزوز ، الدليل الاكبر على ذلك شهادة مدربه مارك هيوز ، تواجده من البرازيليين لا يمنعه من تقديم الأفضل ، وبالتأكيد قرار مانشستر بالتعاقد معه كان الأمثل ، شخصياً أراه هو من لـ زانيتي خليفة ، دفاعياً جيد وله هجومات مخيفة ، وإن عدنا معاَ للدوري المحلي ، لاعبين مبدعين بشكل واضح وجليّ ، هنالك لاعب أعتقد أنه ظُلم من باسيلي الكوكو، باولو فيراري الملقب بـ "التوبو"، ربما الآن ليس بكامل قوته ، ولكن لا مانع من تجربته .
وصلنا للمركز صاحب الرقم واحد ، حارس المرمى بين مخضرم وواعد ، البعض ما زالت ثقته بـ باتو كبيرة ، والبعض الآخر ملّ من أخطائه الكثيرة ، كاريزو حصل على الكلوزورا مع الريفر وكان تحت الأنظار ، بل وجعلته الفيفا في العالم من بين الخمسة الكبار ، انتقل إلى لاتسيو بعد عناء مشكلة الجنسية الايطالية ، واعتقدنا أن شباك لاتسيو سوف تتصف بالعذرية ، ولكن ظنونا لم تكن صائبة ، وغيوم الأمطار كانت كاذبة ، بل ودخلت الأهداف في مرماه كالمطر ، وكأنه لم يكن هو الذي كان مع الريفر ، رغم كل ذلك فأنا واثق من قدراته ، فالأهداف أغلبها من هفوات المدافعين لا هفواته ، شخصياً أراه الأفضل لو استعاد الثقة ، حينها سترون أنهار الإبداع منبثقة ، لا ننسى أن هناك أيضاً حرّاس آخرين ، اوستاري و روميرو كانا في الاولومبياد حماة العرين ، الأول للتو عاد من الإصابة الخطيرة ، والآخر عليه أن ينتقل لأحد الأندية الكبيرة ، لأن الكمار بكل صراحة ليس بمستوى الطموح ، وعند انتقاله فإن أمل تواجده مع المنتخب سوف يلوح ، شخصياً لا أرى أن هناك مشكلة في الحراسة ، ولا أعتقد أن موضوعه سيكون عند مارادونا قيد الدراسة.
الآن وصلنا للمحطة الأخيرة وهو المدرب، دييجو الذي كان عندما يلعب للحراس معذب ، فهل لحلم الحصول على كأس العالم يُقرّب ؟؟ دييجو آرماندو مارادونا ، كان ولا زال على خلاف مع غروندونا ، أتمنى أن لا يؤثر ذلك على المنتخب بالسلب ، لأن أي خطأ سوف يصيب الفريق بالقلب ، لأن دييجو الآن هو قلب اللاعبين وروحهم ، كذلك مصدر تفاؤل ولإعطائهم ثقة في أنفسهم ، لا زلت لا أعلم ما الخطة التي سيتبعها ، فـ نوعية اللاعبين التي اختارها هي التي تقررها ، ولكن ما أعرفه هو أنه تنتظره صعاب المهمّات، وعلى عاتقه أثقل المسؤوليات ، مسؤولية إعادة الهيبة في التصفيات ، الهيبة التي مع باسيلي فقدناها ، مباريات سهلة قد خسرناها ، بتشكيلة اللاعبين التي عندنا ، نقبع ثالثاً في الترتيب .. يا ويلنا !!
أخيراً انتهت تلك الأفكار العابرة ، اوه .. مرّت نصف ساعة على المحاضرة !!
انطلقت راكضاً بسرعة للمكان المنشود ، وإذا بالدكتور يصرخ أخرج .. أنت مطرود !!
أطلت عليكم الحديث .. اعذروني ، إنها مجرد أفكار .. سامحوني !!