[بحر الحب]

قال الفنان غانم الصالح ان غيابه عن الأعمال الكوميدية أتى نتيجة عدم توافر النصوص الجيدة وقلة الكتابة في هذا المجال، وأشار الى أنه يشارك في رمضان في ثلاثة أعمال درامية، هي «ليلة عيد» و«إخوان مريم» و«المنقسي»، يجسد فيها أدوارا مختلفة. وأكد أن غزارة الدراما الرمضانية باتت ظاهرة سنوية، ويفترض أن تتوزع الاعمال على مدار السنة وألا تكون مقصورة في فترة محددة. ورفض الصالح دخول تجربة الإنتاج الدرامي لكونه يقيد الفنان، وقال أنه يسير على المثل القائل «راعي البالين كذاب». أما بالنسبة للمسرح فبين أنه طلقه بالثلاث لأن العروض المسرحية الحالية أصبحت وليدة المناسبات، الى جانب أن التلفزيون سحب البساط من المسرح تماما. أمور كثيرة يتطرق إليها الفنان غانم الصالح عبر الحوار التالي:

• ما الذي تحمله شخصيتك في مسلسل «ليلة عيد»؟
- أجسد فيه دور أب لديه أربع بنات، وهو عسكري يتعرض لصدمتين في حياته ويتغير من جرائهما، فأول صدمة هي الهزيمة العسكرية في السبعينيات من القرن الماضي وخسارة الأصدقاء، والصدمة الأخرى تعرض شقيقته لحادث ألحق العار بعائلته، علما بأنه صاحب أسرة متفهم وإنسان عادي، لكن الظروف المحيطة به تجبره على التعامل بعصبية في بعض الأحيان.
• ماذا عن تعاملك مع الفنانة حياة الفهد مجددا؟
- سبق أن شاركت «أم سوزان» في مسلسل «الخراز» قبل سنوات، وأنا سعيد بالتعامل معها فهي فنانة راقية وحريصة كل الحرص على أعمالها من كل النواحي. ومسلسل «ليلة عيد» سيكون إضافة جديدة الى رصيدها الفني الطويل.
ظاهرة العروض
• كيف ترى كثرة الدراما في رمضان، وهل تساهم في تشتيت ذهن المشاهد من ناحية المتابعة؟
- المشكلة أن ظاهرة كثافة الدراما في رمضان تتجدد في كل عام، ليس على المستوى الخليجي فقط، بل حتى على صعيد العالم العربي. وكثرة الدراما تؤدي إلى تشتيت المتابعة، ويفترض أن تكون هناك أعمال على مدار السنة وألا تظل مقصورة على فترة محددة، ففي فصل الشتاء مثلا تحلو متابعة الدراما، لكننا لا نرى لها وجود. إضافة إلى أن رمضان أصبح يشكل منافسة ساخنة بين المحطات الفضائية لاستقطاب أفضل الأعمال وعرضها في أوقات الذروة، خاصة في فترتي الفطور وما قبل السحور، لضمان أكبر نسبة متابعة من المشاهدين.
«إخوان مريم»
• ماذا عن الدور الذي تقدمه في المسلسل التراثي «إخوان مريم»؟
- أجسد في المسلسل شخصية بدوي اسمه «أبونايف»، يترك البادية ليذهب ويعيش في المدينة، ويفتتح محلا تجاريا لبيع القهوة والهيل وغيرهما من المواد التي ترتبط ببيئته، ويرتبط بعلاقات اجتماعية مع شيوخ الكويت وتجار الديرة ويصبح جزءا مهما من هذه الحياة آنذاك. المسلسل من تأليف شريدة المعوشرجي وإخراج مصطفى عزمي ويتناول مسيرة مهمة من تاريخ الكويت.
• لكن في المسلسل التراثي «المنقسي» تقدم شخصية مختلفة تماما؟
- بالفعل في هذا المسلسل أؤدي دور النوخذة «سيف» الذي يمتلك مركبا خاصا به، وتتسم شخصيته بالطمع وحب جمع الأموال، وبالتالي يتاجر في تهريب الذهب الذي كان يتم آنذاك ما بين الكويت وآسيا، ضمن أعماله التجارية غير المشروعة. لكنه يعاني من متاعب التهريب على الرغم علاقته بعائلة إبراهيم المنقسي التي تشتهر بالقدرة على السباحة لمسافات بعيدة، ويتعرض للسجن، إلا انه يواصل العمل في تهريب الذهب.
افتقاد الكوميديا
• لماذا ابتعد غانم الصالح عن الكوميديا تماما في السنوات الأخيرة؟
- ليست هناك نصوص جيدة ولا كتاب يجيدون تأليف الكوميديا. في بداياتنا كان هناك كتاب ومخرجون قديرون ومحترفون في هذا الجانب لكن الساحة الفنية افتقدتهم. وفي الوقت الحالي أصبح من الصعوبة إيجاد كتاب نصوص كوميديين اللهم سوى في وضع كركترات معينة. الكوميديا مفقودة لدينا تماما الآن، وقد نراها في برامج المنوعات فقط.
دراما تراثية
• هل ترى أن الأعمال الدرامية التراثية في الوقت الحالي تقدم الصورة الحقيقية للتراث؟
- لو ضربت مثلا بمسلسل «إخوان مريم»، فهو لم يجز إلا بعد مراجعة تاريخية للأحداث والموضوع المطروح، اللهم إلا اللهجة فانها اعتمدت على العامية لكون اللغة الفصحى صعبة على المشاهد، أما مسلسل «المنقسي» فاتسم بمفرداته القديمة. وأرى أن النكهة القديمة مطلوبة في الدراما التراثية لأنها تمنحها صبغة صحيحة بالنسبة للأحداث والموضوع.
الجميع يعمل ويجتهد في الدراما التراثية، لكن يظل الحكم بيد المشاهد أولا وأخيرا. وأنا أعشق الدراما التراثية وأفضلها على الأعمال الأخرى.
• عادت دراما التراث في مسلسل «السندباد بن حارب»، لكننا لم نر معها عودة للفنان غانم الصالح؟
- عندما بدأ تصوير هذا العمل كنت مشغولا بتصوير مسلسل آخر، بالتالي حتى إن عرض عليّ كنت سأعتذر عنه لكوني مرتبطا بعمل آخر. وأنا سعيد بعودة دراما التراث مجددا عبر شاشة تلفزيون الكويت، وأتمنى المزيد من الأعمال خلال الفترة المقبلة.
الإنتاج مستبعد
• لماذا لم تخض تجربة الإنتاج حتى الآن رغم انك أعلنت أكثر من مرة انك بصدد إنتاج عمل درامي جديد؟
- الإنتاج ليس لعبتي وهو لا يأتي بسهولة لأن «راعي البالين كذاب». أنا لا أفهم في لغة الأرقام وأرى أن الإنتاج يقيد الفنان ويضعه في زاوية معينة. الى جانب أن سني لم يعد يسمح بذلك، ولقد صرفت النظر عن هذه المسألة تماما والبركة في المنتجين الموجودين الذين تزخر بهم الساحة في الوقت الحالي.
• لماذا لا نرى لك وجود على مستوى الدراما الخليجية؟
- اكتفيت محليا لكون الساحة لدينا زاخرة ونشطة بالأعمال الدرامية على مدار السنة، والمشكلة أن بعض ارتباطاتي بالدراما المحلية تحول دون مشاركتي في أعمال خليجية.
• ما سبب ابتعادك عن العمل الدرامي الإذاعي خلال الفترة الأخيرة؟
- بالفعل ابتعدت عن الدراما الإذاعية منذ عام ونصف العام تقريبا، رغم انني قدمت العام الماضي عملا إذاعيا. وقد تكون ارتباطاتي بالدراما التلفزيونية هي العائق دائما لكن الإذاعة بيتنا الأول كفنانين ولن نبتعد عنه.
مسرح مناسبات
• أين أنت من العمل في المسرح؟
- لقد طلقت المسرح بالثلاث لأنني لا أرى له وجود في الوقت الحالي، وأصبح مسرح مناسبات فقط لكون الجمهور عزف عنه وهو لا يلام. أرى أن التلفزيون سحب البساط من المسرح تماما وأصبح المشاهد أكثر متابعة للدراما. كان المسرح في السابق يقدم طوال العام ولا يتوقف، وكان على تواصل دائم مع الناس، وتتطلب عودة المسرح قيام المجلس الوطني بدور مشجع يعيد للمسرح نكهته. كما يعاني المسرح من قلة دور العرض. وأنا إن وجدت نصا قويا فسأعود الى المسرح مجددا.
• هل تمنح الفرصة لأفراد أسرتك في نقد أعمالك؟
- أسرتي حالها حال المشاهدين، فهم يشيدون بأعمالي أو ينتقدونها، وأنا أرحب بآرائهم الى جانب أن من حقهم متابعة الأعمال الأخرى. وأنا أتقبل النقد البناء من الناس وأعتبرهم الترمومتر الحقيقي للفنان، فالإجماع على جودة عمل درامي معين هو مقياس نجاح الفنان بحد ذاته.

http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=27082010