أيام الفرج ( 2010 )
ثلاثون يوما عشناها مع هذا المسلسل , وعندما تتحد كافة العناصر الفنية والتقنية في عمل ما .. فانه سيصل الى مرحلة قريبة من الكمال الفني , وهذا ما تحقق مع مسلسل أيام الفرج
الكاتب عبدالعزيز الحشاش رسم سيناريو اعتبره من اهم واقوى السيناريوهات في تاريخ الدراما الخليجية , سيناريو تمرد على التقليدية والنمطية والتكرار البائس الذي جعل الدراما تتراجع خطوات كثيرة الى الوراء , الا ان هذا المؤلف الذكي استطاع ان يقفز بعيدا ويبحث عن التجديد لكي ترتفع اسهم الدراما الكويتية عاليا مثل ما كانت سابقا ولا زالت .
وبالمناسبة قيل ان بعض الافكار اقتبست من فيلم امريكي بعنوان "i still know what you did last summer" ولكن نجاح الاقتباس يعتمد على ذكاء الكاتب وهو كيف يجعل هذه الفكرة قريبة الى المجتمع ومعرفته لكيفية "تكويت" الفكرة ومعالجتها المعالجة الصحيحة , لان الفكرة ليست مهمة بل الاهم هو معالجة الفكرة والقفز بها الى النجاح والريادة , وهذا ما حدث مع الحشاش عندما اضاف بعض اللمسات وبعض التغييرات التي اعطت العمل واقعية شديدة نتأكد من حدوثها في كل مكان وفي كل زمان , بل معالجته كانت اكثر نضجا من العمل الامريكي , لان فكرة الفيلم كانت قائمة على جريمة قتل يختفي بعدها المقتول ليتضح انه مازال حيا ويقوم بقتل من ارادوا قتله واحد تلو الآخر , لكن النضج الكتابي عند الحشاش اضاف واقعية شديدة تجعل المشاهد يندمج مع العمل
~~القصة~~
جريمة قتل خاطئة يرتكبها "خلف" في حق رجل يدعى "نصار" حاول اختطاف ابنة جيرانه "مشاعل" ولم يعلم بهم الا اثنان وهم "ابوخلف" ووالدة مشاعل "ام افراح" , ليتكتموا جميعا على السر ويقوم خلف ووالده بأخذ الجثة ودفنها في الصحراء بفكرة سريعة من "بوخلف" , ولكن شيئا لم يكن متوقع .. وهو ان مشاعل نست هاتفها داخل ملابس المقتول "نصار" وخط الهاتف تعود ملكيته الى شقيقتها الكبرى "افراح" , الامر الذي دفع ابوخلف وخلف بالعودة الى مكان الجثة لاستخراج الهاتف ولكن المفاجأة المدوية انها اختفت !! نعم اختفت !!
ولتدور عجلة الاحداث وتبدأ ملامح التعجب والاستغراب على ابناء بوخلف الثلاثة "غازي" و"عبدالله" و"سعد" وابنة ام افراح "افراح" من الزواج المفاجيء لـ "خلف" من "مشاعل"
وتستمر الاحداث والمفاجآت بعد عودة احد اقربائهم وهو "بدر" الذي تولى قضية فقدان المقتول نصار .. وبعد ظهور رسائل ورقية توضع على سيارات خلف وافراح !! ومن كان يضعهم هي امرأة مدمنة مخدرات قالت بأنها زوجة لنصار المفقود .. وبعد خروج "ابوافراح" من السجن واكتشافه لوجود محفظة "نصار" ملقاة في حديقة بيت "بوخلف" ..وبعد تهديدات من اشقاء نصار لعائلة بوخلف حول صحة قتلهم له من عدمها ... واحداااث كثيرة ألزمت بوخلف على اتخاذ قرار خطير وهو تسليم نفسه للشرطة كـ قاتل ومسؤول عما حدث لنصار , وبعد شكوك وظنون كثيرة ادت الى معرفة اشقاء خلف بكامل تفاصيل الموضوع والاسرار المخبأة وشكوك اخرى تمثلت في ما حدث لنصار .. هل مات ام لم يمت ؟؟ تأتي المفاجأة الغير متوقعة وهي ان نصار مات بالفعل من يومها ولكن "راعي غنم" هو من قام بأخذ الجثة بعد 4 ايام من ليلة الحادثة لمكان آخر كي يبلغ الشرطة , ولكن الخوف جعله يسكت ويقوم بدفنها في مكان آخر
وتأتي لحظة تسليم ابوخلف نفسه للمباحث ويتفاجأ الجميع بأن افراح هي من سلمت نفسها قبل ابوخلف .. كتضحية ووفاء للرجل الذي اعتبرته مثل ابيها واكثر .. ومن جانب آخر تظهر اعترافات خلف الكاملة حول الموضوع ويدخل السجن
وتحدث بعدها تقلبات ونقلات لكثير من الشخصيات في العمل ..
<< ومازلنا ننتظر أيام الفرج >>
خطأ صغير أدى الى اخطاء كبيرة وازمات عصبية ونفسية عاشها الابطال
والخوف على السمعة والابناء من المستقبل يجعلنا نخاف من الاعتراف بما اخطأنا به
والمثالية عندما تتحول الى تمرد
والحب بلا مقابل
وفائدة التأثير على الغير
وامور كثيرة
هل نستطيع ان نقول عنها دروس تعلمناها من العمل ؟؟
ولم لا
~~التأليف~~ تحدثت عن الكاتب في البداية , لكن اهم ما ميز نصه هو الواقعية المفرطة في الاجواء وفي تراكيب الشخصيات , واعطى كل شخصية حقها الكامل في العمل .. كل شخصية تعرفنا على مميزاتها وعيوبها وآلامها وسلبياتها , لم يتم تسطيح الشخصيات مثل اعمال "النجم الاوحد" التي لم تحقق نجاح هذا العام والاعوام القادمة ايضا
~~الاداء~~
عمل مثل هذا يحتاج الى فطاحل وفنانين حقيقيين .. وهم
غانم الصالح في الحقيقة غانم الصالح كان ومازال وسيظل اسطورة الدراما الخليجية بلا منافس , افتتح هذا العقد بدور رائع ومميز , منذ اول مشهد اعلاني له شاهدته قبل اشهر تأكدت من كلامي السابق , شخصية "بوخلف" الاب الحنون ذو اليد الواحدة , دموعنا تتساقط معه في اغلب المشاهد ولا ننسى حالة الابداع الفريدة التي قدمها عندما رأى جثة رجل مقتول يجلس امامها ابنه الكبير خلف .. خوف وفزع وصدمة وخليط من المشاعر يجسدها وهو يملك يد واحدة فقط .. هذا ما لا يفعله الا اساطير الفن امثال غانم الصالح
خالد أمين خالد امين او "الاسطورة القادمة" ظاهرة الموسم ومبدع الفن الحقيقي , شخصية نفسية بمعنى الكلمة تحتاج لممثل محترف مثله , شخصية "خلف" اليائس والذي اصيب بصدمة القتل الخطأ , الشقيق الاكبر الذي ادعى انه القدوة لكنه "قاتل" .. احترافية وتميز في الاداء تمثلت اكثر في مشهد المنازعة والضرب بينه وبين اخوته .. حالة من التصلب والغضب والشراسة والطيبة في نفس الوقت اخذنا بها الى مشهد تألق فيه ايما تالق
باسمة حمادة ابنة العمالقة والفنانة الحقيقية التي كانت ولاتزال تبدع اينما حلت , تمردت على ادوارها مؤخرا لتعلن للجميع وتثبت بانها عملاقة بمعنى الكلمة , فمن ينسى دورها القصير مؤخرا في الهدامة ودورها الآخر في ساهر الليل , اداء تلقائي وموهبة فذة تضع بصمتها اينما حلت , شخصية "افراح" المضحية وطيبة القلب .. وابداع يتحدث عن نفسه
كذلك .. خالد البريكي .. الممثل الذي ولد نجما , كوميديان العمل ابدع في دوره القديرة اسمهان توفيق .. اجادت الدور البسيط والرائع اسامة المزيعل .. فنان جيد اتقن شخصية "غازي" الشقيق الثاني مريم حسين .. الوجه الجديد رغم "البدليات" الا انها اجادت الحالة النفسية للدور يوسف الحشاش .. مفاجأة العمل , اتقان رهيب للدور ولـ "التأتأة" التي كشفت لنا عن فنان قادم بقوة
~~الاخراج~~
لن اتحدث عن جمعان الرويعي الممثل فيكفيني القول نيران وسعدون , لكن لنتحدث عن جمعان المخرج , التجربة قد تكون الاولى مع مسلسله الآخر "وعد لزام" , لكن ان تكون بهذا الاتقان فلا نملك الا الصمت { ايام الفرج .. عمل يتمناه اي مخرج } كانت هذه أولى تصاريح جمعان عن العمل , فعندما التقى النص المكتوب بعناية مع ممثلين كبار ومخرج فذ تكون النتيجة "ايام الفرج" , اسلوب مميز في التعامل مع الكاميرا والممثل والحوار , ورسم ناضج لمشاهد لا تحتوي على حوارات , واختيار اكثر تميزا لاماكن التصوير التي ساهمت بدورها في الحركة المذهلة للكاميرا واختيار زوايا التصوير , حبس للانفاس مع التشويق والاخراج الرائع جمعان ايها المبدع .. ننتظار ابداعاتك القادمة
~~بعض الملاحظات~~
عبدالعزيز الحشاش بذل جهدا كبيرا في رسم الشخصيات رسما فائق العناية والعمق , الا ان بعض الشخصيات كانت بها مبالغة مثل شخصية الممثلة نادية العاصي ( زوجة غازي ) وزهرة دعيج وفاطمة سالم ( ام وشقيقة مشاري البلام ) ولا اكذب عندما اقول بأن بعض المشاهد سقطت بسببهم , اضافة الى التحول المفاجيء في شخصية "ميثم" التي مثلها علي كاكولي بدون سبب , ووجود شخصيات لم يكن لها داعي كبير مثل عائلة امل عباس وباسم عبدالامير , كذلك لا انسى خطأ اخراجي ذكرته في احد المواضيع
لكن مع ذلك يبقى من اكثر الاعمال "اكتمالا" من بين كافة المسلسلات الرمضانية بجانب "زوارة الخميس" و "ساهر الليل"
مع تحيات / بحر الحب
__________________
حياة الفهد قالت :
غانم الصالح أيقونة نجاحي طوال 50 عاما
اما عبدالحسين عبدالرضا قال :
الكويت كلها حزنت على فراقه ,, هو الاخ والصديق والمؤسس
محمد المنصور :
لا أنسى ابداعه في علي جناح التبريزي
خالد العبيد :
غانم الصالح عندما يلبس الشخصية .. يعطيها حقها
محمد جابر :
صداقتي بغانم الصالح خمسين سنة وتسع أيام
عبدالرحمن العقل :
غانم الصالح هو عمري الفني كله
احمد جوهر :
غانم الصالح فارس وترجل عن جواده
محمد السنعوسي :
هل سيأتي من يملأ جزء من اداء غانم الصالح وادواره ؟
داود حسين :
كان يوقف التصوير من اجل الصلاة , و"زارع الشر" يشهد
عبداللطيف البناي :
راح الابو و العم و الفن و الفنان
عبدالعزيز الحداد :
غانم الصالح لا يصرخ .. الا امام الكاميرا وفوق الخشبة
زهرة الخرجي :
افضل ادوار حياتي كانت امام غانم الصالح
باسمة حمادة :
نافسته مرةً على الالتزام بالمواعيد , فسبقني
خالد أمين :
استلهمت أدائي لشخصية "خلف" من غانم الصالح
خالد البريكي :
غانم الصالح لو كان حيا لقال للجميع التزموا بصلاتكم
وبحر الحب يقول :
شخص مثل غانم الصالح لايأتي الا مرة بالحياة , لكنه لايُنسى أبداً