الحكمة في خلق الإنسان من ذكر وأنثى:
إن الحكمة في خلق الإنسان من الذكر والأنثى, خفية على الناس, ولو تمنعوا فيها, لسجدوا شكرا لله على هذه النعمة – وكم من نعمة تغمرنا آناء الليل وأطراف النهار, ونحن عنها غافلون -.
فلو خلق الله الإنسان من خلية واحدة, تنقسم كما تنقسم الأميبيا والبكتيريا لأصبح الناس جميعا, صورة مكررة مملة, لا يعرف الإبن أباه, ولا تعرف الأم ابنها, فجميع الناس نسخة واحدة, متشابهون في كل شيء.
ولكن الله تعالى بحكمته وعظمته, ربط التناسل بالذكر والأنثى, بحيث ينفرد كل إنسان عن غيره, ولو كانا توأمين.
فالخلايا تحمل في طياتها جسيمات ملونة, تدعى (الكروموسومات), وهذه الجسيمات, تحمل خصائص البشرية, وخصائص الوراثة.
تنقسم الخلية في خصية الرجل ومبيض المرأة, بحيث يحتوي الحيوان المنوي (ماء الرجل) على نصف العدد من هذه الكروموسات, وكذلك البويضة (ماء المرأة), فإذا اجتمعا كونا النطفة الأمشاج, المختلطة من ماء الرجل وماء المرأة.
وهكذا يتنوع البشر ويختلفون . . . ويصبح كل فرد منهم مميزا عن الآخرين, وإن ارتبط بهم برباط النسب والدم . . فالأصل واحد . . والناس لآدم . . وآدم من تراب . . ولكن شتان بين معادن الخير ومعادن الشر . . وشتان بين نوح – عليه السلام – وابنه . . وبين ابراهيم – عليه السلام – وأبيه . . وبين لوط – عليه السلام – وزوجته.
تلك هي إحدى حكم الزوجية, وإحدى حكم اختلاف الجنسين, الذكر والأنثى . . فسبحان الله . .
المصدر: كتاب المنهج التربوي والعلاقة بين الجنسين
المؤلفين: د. عبدالله عبدالرحمن الكندري
د. أحمد محمد أحمد عبدالله
د. محمد عبدالمنصف حمودة