[نوره عبدالرحمن "سما"]

عن الحكمة والحكماء


الحكماء .. قليلة كلماتهم .. مختصرة أقوالهم .. مع هذا تستنتج منها الكثير اذا كنت نبيها يقظا ,, هم ايضا يُخرجون من الكلمات القليلة عشرات المعاني و الفوائد .. فقليلهم كثير ,, و كثيرهم كثير! يخرجون الحكمة من كل مكان و زمان .. وأيضا تقول المقولة « خذوا الحكمة من أفواه المجانين « عجيب! ان هذه المقولة لا تدعوك لتأخذ الحكمة من المجانين .. ولا تخبرك بالبحث عنهم .. لكن عمقها يخبرك بأن الحكماء يقظين مستنيرين ..واعين منتبهين .. فلا يهمهم مصدر الحكمة .. ولا يفكرون ولا يحللون المصدر .. المهم لديهم عمل الحكمة .. وقوتها ونفاذها وفقا لما يفيدهم ويفيد العالم ..لان الحكمة غالبا تكون نابعة من الروح والروح لا تكذب ولا تغش ولا تخدع .. ولا تقول الا الحقيقة!
عندما ترى الانسان دائما وفي الغالب لا يعبأ بكلام الصغير .. ولا يهتم بكلام الاجير .. ولا ينتبه لوصف الضرير فاعلم انه غير حكيم ولا مستنير!!
الحكمة موجودة في كل مكان و في كل شئ..!الحكمة فقط تحتاج قلبا مشعا بالنور .. و ذهنا صافيا هادئا كثير الصمت .. الحكمة تأتي بعد العلم والمعرفة .. لذا على كل فرد أن يتعلم ويقرأ و يستمع ويشاهد ما يفيده لتأتيه المعرفة والادراك ثم تأتيه الحكمة .. فالحكمة خلاصات تجارب وخلاصة لحياة ملايين من البشر .. وفوائد خفية لا يدركها كثير من البشر .. لذا تستحق ان نصل لها ونبحث عنها ..
الحكمة من الايمان وهي علامة الايمان العالي ,, فالمؤمن كيس فطن ,, ينتبه للحِكم و الحكماء و دائما ما يجتهد للوصول للحِكم اينما تكون ..و يجتهد للتعلم من الحكماء اينما يكونون .. و برغم ضعف الحديث ومن باب الترغيب فإن « الحكمة ضالة المؤمن « .. فهي ضالته و جزء منه .


جريدة المدينة المنورة (الجمعة, 12 فبراير 2010)
ربيع محمد حريب - جدة