عبد العزيز الحشاش يعترف: أدين بالفضل لدحام الشمري
الكاتب والسينارست الشاب عبدالعزيز الحشاش شق طريقه بخطى ثابتة في سنوات قليلة، وفرض بصمته في الدراما الخليجية من خلال أعمال متميزة مثل «عيون الحب»، «رسائل من صدف»، «أيام الفرج»، «خيوط ملونة»، «راعي الديوانية» وغيرها. أكثر من عشرة أعمال جددت الدماء في شرايين الدراما التلفزيونية والإذاعية، وكان محظوظاً في تعاونه من خلالها مع كبار الفنانين في الكويت والخليج وعلى رأسهم:عبد الحسين عبدالرضا، حياة الفهد، سعاد عبدالله، عبدالعزيز جاسم وغيرهم.
ودشن الحشاش مع أبناء جيله أمثال وهج وهبة مشاري مرحلة جديدة أكثر جرأة، وأكثر انفتاحاً على هموم الشباب. كما شكل ثنائياً مهماً مع المخرج والمنتج محمد دحام الشمري.. فما سر الانفصال بينهما؟ وما صحة هجومه عليه؟ وما حقيقة الكلام عن أن والده يكتب له؟ لماذا ينتقد مخرجي أعماله؟ وما جديده في رمضان المقبل؟ عشرات الأسئلة الجريئة وجهها قراء «النهار» ورد عليها الحشاش بكل صراحة وفيما يلي التفاصيل:
يوسف: ما جديدك؟
عندي مسلسل «هذه ليلتي» حلقات منفصلة وهي أول تجربة تلفزيونية لي في الحلقات المنفصلة مع المخرج محمد حسين المطيري ومن إنتاجه وشاركتني في الكتابة المؤلف وهج، كل منا كتب 15 حلقة والأحداث تدور في أجواء اجتماعية رومانسية.. وأتوقع نجاح المسلسل وأن يكون له جزء ثان.
هل سيعرض في رمضان؟
لا، في الغالب سيعرض قبل رمضان.. لكن بالنسبة إلى رمضان عندي مسلسل «حريم أبوي» ومسلسل «الدخيلة» وهذا اسم مؤقت.
أربع زوجات
عبد الوهاب: سمعت إن عندك مسلسل اسمه «حريم أبوي».. صح؟
صح.
شنو قصته؟
عن أربع زوجات يعشن مع زوجهن وعيالهن لكن الزوج ينحاش من البيت وتبدأ الأحداث.
بطولة منو؟
هدى حسين، إلهام الفضالة، وسلمى سالم.
والزوجات ما يتواءمن مع بعضهن؟
لأ.. الزوجات على قلب واحد عكس الشائع.
ما راح تقدم مسلسلاً نفس «خيوط ملونة»؟
«حريم أبوي» يشبه «خيوط ملونة» فيه كوميدي ودراما.
سمعنا إنه تم حذف مشاهد كثيرة من «أيام الفرج».. شنو السبب؟
كان الوقت زيادة عن 45 دقيقة فاضطررنا نحذف.. وهذا أثر قليلا على العمل. وفي أعمالي الجديدة أحاول أقلل عدد الصفحات حتى ما يكون هناك حذف.
لولو: ما في عندك مسلسل مع محمد دحام الشمري؟
إن شاء الله.. ونخليها مفاجأة.. وإن شاء الله تكون سنة 2011 سنة الأخبار الحلوة. وما أقدر أصرح عن التفاصيل الحين.
منو مخرج مسلسل «الدخيلة» و«حريم أبوي»؟
مسلسل «حريم أبوي» إخراج منير الزعبي.. لكن «الدخيلة» فاحتمال جمعان الرويعي.
يوسف: قرأنا إنك هاجمت المخرج محمد دحام الشمري وأسأت إليه؟
بالعكس.. ما أسأت إليه.. والمخرج محمد دحام يعرف إنني في كل اللقاءات والمناسبات الإعلامية أتحدث عنه بالخير فهو صاحب فضل وهو كان السبب في دخولي المجال الفني وقدمني في الساحة بقوة.. وكنت أعرف 60 في المئة من الكتابة وهو عرفني على الـ 40 في المئة المتبقية ولا يمكن أن أنكر فضله وتوجيهاته التي أفادتني جداً.
إشاعة
طيب.. شنو سبب الإشاعة؟
من بعد رمضان كان ظهوري الإعلامي قليلاً للتحضير لأعمالي الجديدة.. فالبعض يصطاد في الماء العكر مع ابتعادي عن الإعلام.. وأيضا بعد مسلسل «عيون الحب» فضلت الابتعاد وتجريب حظي مع مخرجين آخرين والاستفادة من تجاربهم.. وكل التجارب بسلبياتها وإيجابياتها استفدت منها.. ويمكن البعض فسر عدم التعاون بيني وبينه على أنه بسبب وجود مشاكل أو خلافات وهذا غير صحيح.. بالعكس الآن صار عندي رغبة أكبر في التعاون معه مجدداً واشتقت لكاميرا محمد دحام الشمري.
هل هناك من يحاربك ويسعى لتخريب علاقتك معه؟
لا أعلم.. يمكن في ناس تخشى من أن أتعاون معه.. ما أدري!
خالد: البعض يتهمك بأنك تحمل الملاحظات على أعمالك إلى المخرجين؟
هذا ما حصل معي.. ولما سألوني لم يكن لدي إجابة غير ذلك.. ففي «رسائل من صدف» تم عرضه عشرات المرات وكانت القصة مميزة وأداء الممثلين رائع.. لكن المخرج الأردني أحمد دعيبس لم يستطع توصيل روح العمل الذي يمزج بين التراث والمعاصرة.. والبعض رأى إنه كان من الأفضل إسناد الإخراج إلى مخرج ملم بالجو التراثي مثل دحام أو محمد القفاص. وفي «أيام الفرج» إخراج جمعان الرويعي كانت المشكلة التي تحدث عنها الجميع تتعلق بالإضاءة وهذا ليس ذنبي ككاتب والمخرج نفسه تحدث عن ذلك لأن الإضاءة لم تكن قوية لتناسب الكاميرا السينمائية التي استخدمها الرويعي. وطبيعي أن تكون هناك ملاحظات على أي عمل لكنني أستفيد من أي ملاحظات وأطور نفسي وأطالع إلى الأمام.
جرأة
البعض يتهم الكتاب الشباب بالجرأة أكثر مما يجب.. ما ردك؟
لا أستطيع الكلام بالنيابة عن زملائي الكتاب.. لكن بالنسبة لأعمالي فأنا حريص جداً من خلال المحتوى على البناء وليس الهدم وعلى تأكيد القيم الإيجابية.. وأي أمر سلبي أحوله إلى فعل إيجابي أو على الأقل يعاقب المخطئ ولا يفوز. فمثلا عبدالمحسن النمر في «رسائل من صدف» ظروفه جعلته يدخل السجن أكثر من مرة ويدمن.. لكن في النهاية تاب وساعد الشرطة في القبض على تجار المخدرات وتزوج وأدى العمرة وصحح حياته.
يعقوب: أنا من أشد المعجبين بمسلسلاتك وأعمالك؟
تسلم.. هذا من ذوقك.
وأتمنى نتواصل معك وتزرنا في الديوانية.
أتشرف بك.
شلون علاقتك مع الكتاب الشباب.. وهل في غيرة بينكم؟
للأمانة ما أعرف كلهم.. لكني متواصل بشكل دائم مع هبة مشاري حمادة ووهج لأننا تعرفنا على بعض منذ البداية من خلال أمي الغالية الفنانة القديرة سعاد عبدالله. ولا توجد أي غيرة بينا.. بالعكس دائما نشجع بعض.. وبينا منافسة حلوة.
أحلام: شلون وجدت تجربة التعاون مع فنانين كبار؟
أكذب عليك إذا قلت إني عشت بريقها.. فأنا ما حاولت استثمرها كهالة إعلامية بقدر تركيزي على شغلي وعلى الكتابة والنص.. لأنني إذا التفت البريق سأفقد زمام الأمور في الكتابة.. لكنها تجربة حلوة وأضافت لي الكثير وأشعر أنني محظوظ بالتعاون مع الفنانين الكبار عبد الحسين عبد الرضا وحياة الفهد وسعاد عبد الله. ومجرد موافقة فنان بوزن «بوعدنان» على نص لي شرف كبير واختصر أمامي الكثير من الخطوات.. وصراحة ما عدل أي شيء في نص «راعي الديوانية» باستثناء تعديلات بسيطة في الحلقات الأخيرة ويومها قال لي جملة غريبة لحد هذه اللحظة لم استوعبها قال لي: سامحني عاد إحنا في الكوميديا لازم نزيد ونضيف.. وهو موقف لن أنساه يدل على أخلاق «بوعدنان» العالية واحترامه لكلمة الكاتب حتى لو كان شابا في بداية المشوار. وبعدها طلبني في المكتب ودعاني على شاي وأكد لي إنه بابه مفتوح لكل الشباب كما تعرفت على أم طلال الفنانة القديرة سعاد عبد الله بعد مسلسل «عيون الحب». وتعلمت منها فضيلة التواضع بلا تصنع ولا تكلف والالتزام بالمواعيد والتشجيع والتعامل بروح الفريق الواحد بعيداً عن النظرة الفوقية.
لماذا لا نجد هذه الروح بين الشباب؟
لا أستطيع الكلام عن الآخرين.. للأسف بعض الشباب يعاني من الغرور وإذا جاءهم الخير مرة واحدة والشهرة والفلوس تفسد أخلاقهم.. لكن في فنانين شباب متميزين ويسيرون على خطى الكبار مثل خالد أمين ومحمود بوشهري.
ما الذي شجعك على الكتابة؟
أنا أكتب منذ الطفولة وفي المرحلة الجامعية كتبت في جريدة آفاق مقالات وقصصاً قصيرة.. وكبر هذا الحلم معي.. فالكتابة هي كل حياتي.. أضحك وابكي مع الشخصيات وأتقمصها على الورق.. إلى أن فوجئت باتصال من mbc وترشيحي لورشة كتابة وكان معي هبة مشاري ووهج ونوف المضف التي كتبت «جادة 7» وظللنا معا لفترة.
نواف: ما ردك على الكلام بأن والدك الكتاب القدير مبارك الحشاش يكتب لكل أعمالك؟
أعتقد هذا الكلام انتهى مع أول مسلسل قدمته.. والآن في رصيدي حوالي عشرة أعمال ما بين الإذاعة والتلفزيون.. ومن يتابعها سيدرك أن لوني في الكتابة غير.. والنفس غير.. وفي النهاية والدي من مؤسسي الدراما في الخليج والكويت.. ومكتبة الإذاعة ثلاثة أرباعها من أعمال والدي.. وأتمنى أن أصل لمستوى والدي وأن أكتب حلقة واحدة مثل «رقية وسبيكة». ومن الصعب تقليد كتاب الدراما الكبار مثل أسامة أنور عكاشة أو مبارك الحشاش في الكويت.
هل تأخذ رأي والدك في الفكرة اللي تكتبها؟
لا.. لأنه زهق مني من الصغر.. من كثرة ما كنت أعرض عليه الأفكار والنصوص.. فهو تركني مع نفسي حتى دخولي المجال كان مفاجأة له وفرح لي.. وكأي مشاهد تابع أعمالي وبعضها أعجبه وبعضها لم يعجبه.. وكأب يتمنى لي الأفضل وأن أتعاون مع أسماء بعينها.. وبصراحة أكثر عمل أعجبه «عيون الحب» ودائماً ينصحني على كل عناصر العمل حتى لا يفلت أي عنصر وأحاسب عليه.
أعمال كثيرة
هلا: ما تشوف إن أعمالك كثيرة في وقت زمني بسيط؟
والله هذا شيء لم أخطط له.. عندي حوالي خمسة أعمال في التلفزيون وستة في الإذاعة.. وأنا أكتب ولا أعلم متى يصور العمل أو متى يعرض.. وأحيانا أتفاجأ بعرض مسلسلين في وقت واحد.. كما حدث مع «أيام الفرج» و«خيوط ملونة» وكان عندي مسلسل لم يعرض هو «لا طاح الجمل» لدرجة إن البعض قال شنو هذا.. يكتب وهو نايم؟! وللأسف ما يذكرون الله.. أنا أكتب منذ سنوات ولا أتوقف.. يمكن سأحاول في المستقبل التنسيق مع الجهة المنتجة على توقيت العرض.
راض عن أعمالك؟
الحمد لله.. راض على الأقل كنصوص.. أما التنفيذ فهناك شركاء لي أجادوا في توصيل النص وشركاء آخرون يتحملون جوانب النقص.. وفي النهاية مازلت في البداية فليس هناك مبرر لمحاسبتي ككاتب لديه تاريخ طويل.
تشوف إن بعض أعمالك ظلمها التوقيت؟
في هذه الأيام نعاني من كثرة الفضائيات وزحام المسلسلات وسوء توقيت العرض وكلها أمور لا علاقة لها بجودة النص ولا بجودة تنفيذه.. ولهذا السبب بعض الأعمال الجيدة تظلم لسوء توقيت عرضها أو لبثها في وقت مزدحم كما في رمضان.. وأحيانا تعرض الأعمال من دون دعاية كافية.. وهذا ما حدث مع مسلسل «خيوط ملونة» لكن الجميل إن إعادة البث على أكثر من قناة هو رد اعتبار للعمل.
منصور: من الكتاب اللي تشوفهم مثلاً أعلى لكل؟
في الخليج وداد الكواري وفي مصر الراحل أسامة أنور عكاشة وطبعاً والدي والفنانة القديرة حياة الفهد. وأنا أيضا مدمن مسلسلات أميركية مثل «مفقود» و«زوجات يائسات».