[اللجنة الإخبارية والصحافية]

أكدوا أن له أبعاداً سلبية ويثير الخلافات في المجتمع الإسلامي
علماء الدين: إيقاف مسلسل «الحسن والحسين» ضرورة درءاً للفتنة


المطوع: استفتينا الكثير من علماء الشيعة وأجمعوا على عدم جواز تجسيد شخصيات أهل البيت

عبدالله جاسم

بدات ردود الافعال تطفو الى السطح قبل عرض المسلسل التاريخي «معاوية والحسن والحسين» والذي بدأ مؤلفه ومنتجه محمد العنزي يسوق له عن طريق عدة لقاءات ومقابلات تلفزيونية في الاونة الاخيرة معلنا تحديه لكل من يقف في وجه مسلسله الذي تحدى به جميع الظروف والاعتراضات والتحديات وكلفه ما يقارب الـ 8 ملايين دولار لاتمامه.

وكان العنزي قد استند الى 30 فتوة واجازة شرعية من علماء مسلمين من بينهم 4 شيعة على حد ادعائه وانه اسند الدور الى ممثلين من الشباب مجسدا شخصية الامامين الحسن والحسين بالصوت والصورة ، وهذا الامر لم يلق قبولا من علماء الشيعة وعوامها داخل وخارج الكويت ، «النهار» تابعت الموضوع والتقت بعض المشايخ واستفسرت عن ارائهم في هذا الشأن وخلصت الى التقائهم في رأي واحد وهو عدم جواز ذلك التجسيد والتخوف من تأثيره في مجتمعنا وردود الفعل المتوقعة.

ومن جانبه اكد الشيخ حسين المطوع ان تم استفتاء الكثير من علماء الشيعة داخل وخارج الكويت واجمعوا على عدم جواز تجسيد شخصيات اهل البيت ابتداء من الرسول الاكرم -صلى الله عليه وآله وسلم- وانتهاء بالامام المهدي المنتظر عجل الله فرجه مشيرا الى ان مثل هذا الامر ان حدث سيكون له تأثير كبير وسلبي يثير امور المجتمع الاسلامي بغنى عنها فضلا عن المجتمع الكويتي.

وأشار المطوع الى ان عرض المسلسل سيثير ردود افعال غير متوقعة على منتجه ومن يعين على دعمه وعرضه لافتا الى ان شهر رمضان الكريم وشهر محرم سيشهد تذمرا وردود فعل كبيرة تنطلق من المنابر الحسينية.

واوضح المطوع انه شاهد بعض المقاطع من المسلسل ولاحظ انه يحتوي على اقاويل وافتراءات لم يستند اليها المؤلف الا الى خياله ومنها ما يظهر براءة يزيد بن معاوية من مقتل الامام الحسين - عليه السلام- بالاضافة الى رضا الامام الحسن بحكم معاوية بن ابي سفيان وهي امور مغلوطة تسبب اثارتها فتنة كبيرة.

وقال المطوع اذا كان المسؤولون في العالم الاسلامي حريصين على وحدة المسلمين فليمنعوا بث هذا المسلسل واذا كانوا يريدون الفتنة والفرقة فليسمحوا بعرضه ليتحقق لهم ما يريدون من فتنة لان غيرة الشيعة لن تسمح لهم بالسكوت عن تلك الاساءات.

من جانبه شدد الامام والخطيب في مسجد الامام الصادق الشيخ عبدالله المزيدي على ضرورة الرجوع الى رأي الفقهاء المجتهدين المعتد بهم في هذا الامر لافتا الى ان مثل تلك القصص تستلزم نقل القصة بالامانة دون اي التواء او التفاف حول الحقائق وهذا الامر لا يتحقق من خلال الراي الذي ينتج عن الانسان المخالف لمذهب أهل البيت- عليهم السلام- ما يخدش في حقيقة الاحداث.

واوضح المزيدي ان راي الوكلاء غير مجزٍ الا اذا كان منقولا عن المجتهد وحسب ما نقل عن المجتهد الميرزا الراحل «لا يمكن نائبا بالتمثيل الا الامام المجتهد» مشيرا الى ان مسالة ظهور المعصوم في الاعمال الفنية فيه اشكال وغير لائق ان شخصاً عادياً مليئاً بالذنوب يجسد شخصية امام معصوم.

وبدوره قال رئيس وقف الامام الاحقاقي الدكتور صالح الصفار نرفض تجسيد شخصيات الرسل والائمة عليهم السلام لان لهم مكانتهم ووضعيتهم المقدسة فلا يجوز ذلك الا رمزا او اشارة وهو غير مقبول.

وبشان ما اثير حول استنكار المسؤولين عنه لنية البعض رفع شكاوى قضائية في حال عرض المسلسل وقولهم ان لا احد يملك وكالة من الامامين الحسن والحسين عليهما السلام- اكد الصفار ان ذلك الحق يمنحه القرآن الكريم والسنة النبوية للجميع وهو حق عام لافتا ان احدا لم يطالب من يدافعون عن الصحابة بوكالة من احد واعتبرناه من حقهم. واضاف الصفار انه من المعيب القبول بان يمثل شخصيات الائمة عليهم السلام اشخاص لا نعرف تاريخهم وشخصياتهم ومدى التزامهم.

وحول هذا الموضوع قال الشيخ علي الجدي بسم الله والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد واله الطيبين الطاهرين ، قال تعالى في كتابه الكريم «ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب» وقال رسول الله -صلى الله عليه واله وسلم - «الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنه» ومن الواجبات الشرعية الاسلامية لاهل القبلة تعظيم شعائر الله من مثل القران الكريم والبيت الحرام والمساجد والنبي الاكرم صلى الله عليه واله وسلم واهل البيت عليهم السلام.

وتابع الجدي ان من اعظم مصاديق اهل بيت النبوة الامامين الحسن المجتبى والحسين عليهما السلام ، وعلى ضوء الاية الشريفة من القران الكريم والحديث النبوي الشريف لا يجوز شرعا انزال مقام اهل البيت عليهم السلام الى ميدان التجارة والمكاسب المالية والاهواء النفسية لافتا انه لا يجوز شرعا تجسيد اهل البيت في ادوار تمثيلية بالاعمال الفنية.

جريدة النهار