[الهوا هوانا]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في هذا الموضوع سأتطرق إلى أغلب الجوانب التي تمثل الخلاف الجوهري بين الجمهور حول عدد من الفنانين، وكل هذا يقع في دائرة الانتقاد البنّاء غير الجارح والهادف للتصحيح .



الفنان الكبير داوود حسين أحد أهم الممثلين الذين تتلمذوا على يدي العملاق عبدالحسين عبدالرضا، ويأتي على رأس قائمة فناني جيل ما بعد العمالقة، فنان جميل صاحب روح فكاهية عالية وتواضع منقطع النظير، منذ أن ظهر إلى الساحة الفنية وهو ملازم للفنان عبدالحسين في أغلب أعماله في فترة الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، شكّل ثنائياً عظيماً مع الفنانة انتصار الشراح، ولكنه منذ بداية الألفية الجديدة من تخبط إلى تخبط، حتى بدأ نجمه يخبو شيئاً فشيئاً، ولعلي أبرز ذلك في عدة جوانب :
1- رداءة النصوص المقدَّمة إليه، فالكاتب ضيف الله زيد لم يضف لداوود أي قيمة فنية تُذكَر، بل إن نصوصه ( في الغالب ) غير قابلة لمنافسة المسلسلات الأخرى التي تشهد مباراة فنية بين ممثليها واعتماده في الكتابة على الطريقة الكلاسيكية التي سئم المشاهد منها وأكل الدهر عليها وشرب .



2- انتهاجه نهج البطولة المطلقة في مسلسلاته، ومسلسلات النجم الأوحد ولّى زمانها ولم يعد يكفي اسم الفنان - مهما بلغ اسمه وقيمته الفنية – وفي النهاية تكون البطولة مطلقة، المشاهد الآن أصبح يحب أن يشاهد منافسة شديدة بين هذا الدور وذاك في ذات المشهد، فما بالك بمسلسل كامل، وهذا العنصر يغيب في مسلسلات داوود، والممثلون الآخرون كأنهم كومبارس بالنسبة لدوره .



3- حرق نفسه وتشتيتها بين عدة جوانب، فقد أصبحنا نرى داوود الممثل وداوود مقدم البرامج وداوود المحاور وداوود المذيع وداوود صاحب البرامج المنوّعة وووو ...، وهذا الأمر يشتت الفنان ولا يمكّنه من التركيز على خط واحد يجعله يقدم 100% من قدراته أفضل من أن يقدم 20% في قدراته في كل خط، والمحصلة في النهاية عدم قبول الجمهور بما قدّمه .



4- أزعجني كثيراً مشاركة داوود حسين لطارق العلي في مسرحيته الأخيرة، ليس حقداً أو كرهاً في الفنان طارق العلي، بل لضآلة الدور الذي قدمه في مسرحية فارغة فنياً وبطولتها لممثل يُعَد من تلامذته إذا ما قسنا تاريخ الاثنين .



داوود ممثل جيد، ولكنه يحتاج إلى إعادة حساباته من عدة جوانب، وأهمها النصوص المقدَّمة له والتركيز على التمثيل وترك ما دونه
هذا ما في جعبتي، فماذا في جعبتكم ؟

موفقين