ابراهيم الحربي
الكآدر التمثيلي أصبح خآضعاً لأجندة القنوات الفضائية
إبراهيم الحربي : من يرى الإنخفاض في درآما "الكويت" لآ عِلْم له ولا ثقافة بالفن الكويتي
تحرير و تصوير - هاشم العلوي
في ظل الإنخفاض الذي تعيشه الكويت على صعيد مستوى الفن الدرامي في السنوات الأخيرة من خلال رؤية الكثير من النقاد و الإعلاميين ، يختلف النجم "إبراهيم الحربي" مع كل من يرى تراجع الكويت في مجال طرح القضايا الدرامية ، مُعبراً بذلك
"عندما تُخرج الكويت 20 عملاً درامياً ليظهر منها أعداداً قليلة بأعمال سيئة ، فهذا لا يعني أن الدراما الكويت تراجعت للأسوء" .
"الحربي" أحد رواد الحركة الفنية المسرحية و الدرامية في الكويت أشار إلى زاوية أساسية
"إن معظم فنانين الدراما الكويتية متواجدة اليوم بشكلٍ أساسي في الدراما الخليجية ، فهناك من الوارد الدخول منهم في أعمال هابطة ، وبالتالي فإن مقولة انخفاض الدراما الكويتية أجده غير صحيح نهائياً من جميع الأطراف ، ومن يقول ذلك فهو ليس لديه علمٌ ولا ثقافة بالفن الكويتي" .
أما عن مدى الدور الذي يلعبه الإعلام الكويتي في التأثير على الحركة الفنية في بلاده يرى "الحربي" بأنه رغم وجود الدخلاء في المجال وهو موجود في كل مكان، إلا أن الصحافة الكويتية أصبحت متفهمة اليوم و أكثر وعياً جداً في مجال النقد من خلال الكتابة الجريئة و البناءة ، بالإضافة إلى القنوات الفضائية التي أخذت تتسع أكثر مما كانت عليه بالسابق ، ولها الدور الكبير في بناء الفن في الكويت .
ابراهيم الحربي
و شدّد "الحربي" على قضية مقارنة الفن السعودي بالحركة الفنية في الكويت
"علينا ألا نزج الفن السعودي و نضعه في مقارنات مُحرجة ، حقيقة عندما نتحدث عن الفن السعودي نضع تحت خطاً أحمراً ، الفنانون السعوديون لازالوا يحفروا الصخر رغم الإمكانات الغير متوفرة و العنصر النسائي شبه مفقود" مبدياً تعجبه من بعض الإعلاميين و الجمهور "لا نستطيع مقارنة الفن السعودي بالكويتي ، فالأخير أراه صعب جداً ، وسبق الخليج كله على نطاق الحرية الواسعة و له لونه حتى على المستوى الشخصي ، وإن كانت مرحلة الخليج بدأت تدريجياً في الدخول و المنافسة ، ولكن لازال النجاح و رونق العمل الكويتي متواجداً بحضوره القوي"
منوهاً في الوقت نفسه حول مشاركة الفنانين الكويتيين على الساحة بالأعمال الخليجية
"في بعض الأحيان مع الأسف الشديد يتم لصق العمل الخليجي على أنه عمل كويتي بحت ، وذلك بسبب مشاركة بعض فناني الكويت" عائداً بذلك مرة أخرى عن طريق تطرقه للمسرح السعودي "لقد تقدم وإن كان بخطوات بطيئة ، إلا أنهم يُشكر فنانيه على ذلك ، حيث أن القيود لازالت قوية" .
بينما طالب "الحربي" الجمهور و الإعلام الخليجي بنسيان الأعمال الكويتية التي تميزت في حقبة السبعينات و الثمانينات
"أنا أتعجب من الإعلام و الجمهور تشبثهم بالأعمال القديمة ، وإذا كنا نتطرق في تلك السنوات من خلال النسيج الأسطوري و بلغة الألغاز ، فالآن سقف الحرية أصبح جلياً ، وتجاوزنا الأعمال الأسطورية ، فأصبحت العملية مباشرة ، إن الفن الكويتي وصل إلى النقد بكل صدق و حرية ويتناول القضايا التي تجري داخل كواليس مجلس الأمة ، ويوجه انتقاده للوزير دون أية رقابة" .
ابراهيم الحربي
و إن كان الكثير يرى بأن سمات العنف و الجريمة و العلاقات العاطفية بالإضافة إلى جرائم المخدرات بدأت تطفو على سطح الطرح الاستهلاكي في الدراما الكويتية
"حقيقة لا أتفق إن كل الأعمال الكويتية تأخذ ذات المسار ، فهناك أعمال متنوعة ، وأيضاً لكل جواد كبوة ، فكل سنة درامية تجد منها ماهو مكتمل و الآخر متواضع ، وفي بعض الأحيان يكون اتجاه بعض المؤلفين يتشابه إلى حدٍ كبير" منوهاً حول نقطة ينظر لها ببالغ الأهمية "إن الفن اليوم دخلة مرحلة أخرى مختلف تماماً عما كان عليه في أعوام السبعينات و الثمانيات و التسعينات ، وهي مسألة لا تعتمد على الفن فقط ، بل هي أكبر من ذلك بكثير ، إن وجود الفضائيات بكثرتها على الساحة التي أصبحت لها سياساتها الخاصة ولها أسلوبها و تفكيرها الخاص ، وإذا كانت تريد الإستمرار في عملها ، لابد من تسيير أجندتها على المنتج التابع لها ومن يجلب لهم المادة وهم الفنانين ، لذلك يجب على الفنان أن يخضع إلى أجندة هذه المحطة التلفزيونية ، ويتجه إلى المسار التي هي ترغب به ، ربما تنجح فكرة العمل فتطالب الفضائية إلى تكرار هذا النمط ، وإن كانت الشركات سيئة ، فتأتي محطة أخرى تستثمر هذا النجاح لتسلك نفس المسار ، ولهذا أعود وأقول لك بأنه من الوارد أن تجد أكثر من عملٍ درامي متشابه ، لرغبة القنوات التلفزيونية ، لقد اختلفت الأمور كثيراً و دخلت في متاهات و دهاليز أخرى " .
في حين يتفق "الحربي" مع الكثير من رواد الفن في الكويت حول ما يتعلق بمحاربة المسرح الكويتي بشتى الوسائل
"إن الفن بشكلٍ عام لازال محارباً في الكويت ، بسبب نظرة المسؤولين على أنه يفضح التلاعبات و الفساد التي تظهر من خلال أفعالهم ، فالفن يبقى سلاح ذو حدين ، وهو بالتأكيد مزعج بالنسبة لمثل هذه الفئات" نافياً بذلك حول ما وصل إليه الفنان الكويتي من المحدودية في الطرح المسرحي و عدم استطاعته في طرح القضايا السياسية في المجتمع الكويتي "الفن في الكويت أصبح أكثر حرية ويتطرق لأي شيء رغم الرقابة التي لم تعد موجودة من الأساس ، والتي دخلت في متاهات القنوات الفضائية ، فأصبح السقف مفتوحاً لا تستطيع الرقابة الحد منه أو إيقافه" .
و اختتم رائد الحركة الفنية في الكويت حديثه عمن يمتلك سلطة التوجيه من العناصر الثلاثة ،الفن و الإعلام و الجمهور "إن الفن تقع على عاتقه المسؤولية الكبرى في تثقيف و رفع ثقافة الجمهور ، ولا نستطيع أن ننكر أهمية ودور الإعلام في التوجيه و النقد الجريء ، الذي سيعطي للفن أكثر تطوراً وبناءً نحو الأفضل" .
ابراهيم الحربي
ابراهيم الحربي
ابراهيم الحربي
ابراهيم الحربي
سمير القلاف و ابراهيم الحربي