الدراما ما بين الأمس واليوم
-----------------------------------------------------------------------------------------------
بالأمس كانت لوكيشات الاعمال الفنية او اماكن التصوير تحتوي على طبيعه اهل الخليج ودوما مابتم استخدام العفوية و البساطة رغم قلة الامكانيات وكان هو الواقع اساسا حيث يتم تطبيق حياة اهل الخليج من اسر وعوائل من الطبقة المتوسطة ...
اليوم اصبحت لوكيشنات معروفة وهي عبارة عن فلل فخمة و شركات فخمة و فنادق وسيارات اخر موديل و ... وهذا لا ينطبق على دول الخليج فاليوم الدراما وجهت رسالة للخارج ان اهل الخليج يعيشوا في قصور فخمة وسيارات اخر موديل و كثيري لمياعه و هذه رسالة خاطئة فالمجتمع الخليجي اكثره لازال يعيش في الطبقة المتوسطة وهذا مالا نراه في الاعمال الدرامية الا نادراً .
---------------------------------------------------------------------
بالامس كانت الدراما متنوعة رغم ان الانتاج قليل جدا الا ان الاعمال مختلفة تماماً فهناك من المسلسلات الكوميديا ومسلسلات تراثية ومسلسل تربوية ومسلسلات اجتماعية ومسلسلات مقتبسة من القصص الشعبية و .... والنجم يظهر في كل عام بلون مختلف اختلاف كلي ..
اليوم اصبح عدد الاعمال الخليجية في شهر رمضان فقط حوالي 50 مسلسلاً خليجياً و95% منها عبارة عن مسلسلات اجتماعية فقط عرض ازياء و فلل و ...
----------------------------------------------------------------------
بالأمس كان الممثلين والممثلات يمثلوا شصيات المجتمع الحقيقية شخصيات المجتمع ككل من كبار سن و شباب واطفال ونساء وفتيات بمختلف الاعمار الموجودة في المجتمعات .
اليوم كل الشخصيات متقاربة وتنسخ من بعضها البعض ولا تجديد ولا تمثل شخصيات المجتمع الحقيقية ،الى درجة إن هناك الكثير لايفرق بين هذا المسلسل وذاك لأن النجوم كما هي و الملامح هذه بدون أضافات ويصعب عليهم اضافة كركترات مميزة ترسخ في ذاكرة لمشاهد.
----------------------------------------------------------------------
بالأمس كانت أحداث القصص أو الحبكة الدرامية كانت تتناول عدة قضايا و يمزج فيها السلبيات والايجابيات و يوصل عدة رسالة للمجتمع
اليوم تعتمد الاحداث الثصص والحبكات على تمطيط و جماليات في مظهر النجوم و يتم التطرق من خلال الاحداث لسلبيات المجتمع التي اغلبها غير موجودة أصلاً مثل القتل بالمسدسات و الجرائم و .. ، يتم التطرق لاحداث ليست لها داع مثل ما يجري في غرف النوم ما بين الزوجين او الاحباب و مشاهد حب بأسلوب ممل و الرسالة المراد توصيلها في العمل او الايجابيات تظهر في الحلقة الاخيرة فقط .
------------------------------------------------------------------------
بالأمس كانت تعرض في الأعمال الدرامية صورة المجتمع الخليجي الواقعي ويتم التركيز على العادات والتقاليد واللباس المحترم والملابس الخليجية التي تتميز بها اهل الخليج
اليوم أصبحت الاعمال الدرامية بعيدة كل البعد عن العادات والتقاليد و نادراً ما نرى مشاهد في مسجد أو بعض الممارسات التي أعتاد عليها أهل الخليج والتي تعتبر من العادات ، و حتى الملابس التي يرتديها نجوم العمل لا تدل على إنهم يعيشوا في بلاد مسلم ولا يفرق بينهم وبين الأجانب من ملابسهم ومن طريقة ستايلهم و من لهجتهم و ..
--------------------------------------------------------------------------
بالأمس كان الكتاب ومؤلفي الأعمال الفنية يقتبسوا القصص والحبكات الدرامية من المجتمع نفسه ويتم التطرق لما يعانيه المجتمع الخليجي في حياته اليومية وأحيانا يقتبس قصة خيالية ويمزجها بالواقع خصوصا اذا كانت سياسية .
اليوم يعتمد الكتاب ومؤلفي الدراما الخليجية على سرقة الأحداث والقصص العربية أو الأجنبية و تجعل المشاهد لا يتفعال معها لأنها لا تنطبق على واقعه ، والكثير من الكتاب والمؤلفي هذا الجيل يدخل هذا المجال بسبب تأثيره الطاغي على الأفلام الأجنبية الذي تجعله يتحمس أن يكتب قصص وأفلام تتطابق مع بيئة أجنبية ، والبعض منهم يجمع مشاكله الخاصة ويكتبها في مسلسل
--------------------------------------------------------------------------
بالأمس نجوم الدراما الخليجية كانوا أميين من جانب الثقافة الفنية و لكنهم كانوا موهبين وكانوا عفويين في حواراتهم إلى درجة بأنهم عندما يريدو إنتاج مسلسل لا يقرروا اذا كان هذا العمل كوميدي أو تراجيدي بل يحفضوا الأدوار فقط ويتناولوا الحوار بأسلوبهم الخاص لذلك نرى إن اعمالهم ممزوجة ما بين الكوميديا والتراجيديا
اليوم نجوم الدراما مثقفين اكاديمياً واكثرهم دخلوا هذا المجال لأنهم يثقوا إن هذا المجال مربح مادياً وفي نفس الوقت بإمكانه ان يؤثر على المجتمع ليكون له قاعدة جماهيرية ولتتيسر اموره في الحياة العامة إن حقق لنفسه الشهرة ، و أصبحت الأعمال تقرر إذا كان العمل تراجيدي أو كوميدي ، إذا كان تراجيدي يتم الأعتماد على مشاهد البكاء والضرب و الحب المفرط و لا يستطيع نجم اليوم أن يضيف على الدور المنسوب له أي أضافة وهذا لا يهمه أساساً ، وأن ارادوا المشاركة في اعمال كوميديا و هم ليستوا مؤهلين للكوميديا يضظروا أن يعتمدوا على التهريج والأسفاف .
--------------------------------------------------------------------------
بالأمس كانت الأعمال الخليجية لها رونقها ولها طعمها الخاص خصوصاً وإن كل دولة من دول الخليج تعتمد على نفسها في إنتاج الأعمال فعندما نذكر مسلسل درب الزلق كاتب العمل كويتي بحت و نجومه كويتين واللهجة كويتية و البيئة العمل كويتية بحت ، وايضاً الاعمال البحرينية السابقة كانت تتكون من نخبة من نجوم البحرينين و بيئة العمل بحرينية والمخرج والكاتب بحرينين بحت ، لذلك كان للاعمال الخليجية طعم مميز .
اليوم أصبحت الاعمال الدرامية خليجية بحت فتجتمع لهجة أهل عمان بلهجة أهل البحرين بلهجة الكويت وحتى ولا يختلف الجميع إن دول الخليج ليس بينهم فرق ولكن اللهجات المتعددة تفقد العمل بريقه ، خصوصاً وإن هناك نجوم عرب دخلوا في المجال الدراما الخليجية وأصبح هناك نجوم من أصل مغربيين و جزائريين وباكستانيين و إيرانين و يمنين ولبنانين و هؤلاء عندما يشاركوا في عمل خليجي ويجبرهم المخرج أن يتناولوا الحوارات بلهجة خليجية ويمزجوها بلهجتهم
--------------------------------------------------------------------------
سابقاً الأعمال الدرامية كانت من إنتاج حكومي و كانت هناك رقابة وأهتمام من الدولة على كل عمل و كانت الأعمال مميزة خصوصاً وإن هناك أعمال تربوية و أعمال تبين معنى الأخلاق والبر و حتى المسرح كان له أثر كبير وكانت الدراما والمسرح يتعاونوا معاً لتؤثر على الجمهور والأعمال الفنية تحاول أن تعالج المشاكل الأجتماعية من أسوء إلى الأفضل والأعمال السابقة تشهد على ذلك كـ مسلسل إلى أبي وامي مع التحية و مسلسل الغرباء و مسلسل إشحفان و مسلسل على الدنيا السلام و ...
اليوم أصبح هناك انفلات في الإنتاج وكثرة القنوات لعبت دوراً سلبياً وأصبح عدد الأعمال في الشهر الواحد 50 عمل وأكثر الأعمال ليست عليها رقابة و أكثر الأعمال تعتمد على تزوير المجتمع الخليجي وبعيدة جداً عن القيم التي من المفترض أن تكون هذه الأعمال مساهمة في تطوير المجتمع من الأسوء إلى الأفضل أصبحت على عكس تجعلها سوءاً أكثر و تؤثر في الجيل الواعد من الجمهور وتفتح عيناه في أمور سيئة جدا
--------------------------------------------------------------------------
سابقاً كانت الاعمال الفنية المميزة لا تسوق بشكل كبير خصوصاً وإن عدد القنوات قليلة جداً
اليوم أصبح من السهل تسويق الأعمال ونشرها إنتشار كبير جداً والتي من خلالها أثرت تأثيراً سلبيا في المجتمع وانتشرت ظاهرة فن السرقة و البويات الفتيات المسترجلات و ..
------------------------------------------------------------------------------
سابقاً كان من الصعب أن يقتحم أي أحد مجال التمثيل عدا أهل الاختصاص أو الموهوبين
اليوم أصبح هناك تخبط كبير وأصبح مجال التمثيل مفتوح للكل من عارضات ازياء ومن مذيعين ومن مطربين و من راقصات كلهم دخلوا مجال التمثيل و لم يساهم احدهم في التأثير الأيجابي بل وجوده للحصول على أموال أكثر .
--------------------------------------------------------------------------
الممثلات سابقاً كانت تمثل حياة بيوت أهل الخليج بطبيعتها بالباس والمكياج و الاكسسوار ونادراً ما يتم هناك مبالغات في ذلك رغم ان هناك بعض الممثلات سابقا يتم استغلالهم استغلال تجاري ولكن بشرط ان يكون الدور مناسباُ لتعرض مالديها من ملابس و اكسسوار كدعاية لمحلات تجارية وكانت بنسبة قليلة و هذه النسبة تضيف للعمل ولا تسيئ له.
الممثلات اليوم يتم أستغلالهم أستغلال تجاري حيث تظهر الممثلة في مشاهد تعزية أو عزاء أو مشاهد نوم أو مشاهد بكاء أو مشاهد تراثية يظهروا بصورة لا تتأقلم مع أجواء الدور أو أجواء المشهد خصوصاً إذا كانت الممثلة متفقة مع جهة تجارية كالصالون أو كمحل تجاري لتظهر لهم فساتينهم لتكون دعاية تجارية وتحصل على دعم مالي غير عن أجرها الخاص لمشاركتها في العمل ، فهي لا تهتم بحجم دورها بل تهتم لمظهرها الخارجي فقط وتلمع في رموش العين أو تركب رموش غير حقيقة والباروكات والماكير و المكياج الزائد عن حده حتى لو كانت في مشهد الموت [ميتة] نراها وكأنها ذاهبة لعرس أو لحفلة ، اليوم تظهر المرأة أو الممثلة في مشهد البيت وكل يوم مكياجها يختلف عن اليوم الذي سبق و كل ملابسها واكسسواراتها داخل البيت بشكل كبير مبالغ فيه ، فهذا لا يكون حتى في أسر الأمراء والعوائل المالكة ، البنت من طبيعتها في داخل بيتها تظهر حقيقتها ولا تضع المكياج والماكير و لا ترتدي ملابس التي تتراوح قيمتها بالمئات او الاف الدنانير الا اذا كانت لديها مناسبة خارج المنزل او زيارات – ما يظهر في الدراما اليوم مبالغات لا تتطابق مع ارض الواقع.
--------------------------------------------------------------------------
سابقاً كان الدخلاء في الدراما الخليجية كالفقعات التي تدخل وتذهب بعد فترة بسيطة من وقت دخولها
اليوم أصبحت المعادلة عكسية وأصبح أهل الفن وأخل الأختصاص مبتعدين والدخلاء منتشرين ووجودهم يزداد بشكل كبير من منتجين و مخرجين و كتاب و نجوم ونجمات .
--------------------------------------------------------------------------
بالأمس كان الجهات المنتجة والمتعاونين معاها من كتاب ومخرجين ونجوم يسلطوا الضوء حول القضايا والقصص التي تجذب كل الفئات العمرية و كانت الأعمال تخاطب العقول والقلوب .
اليوم أصبح كتاب ومنتجين يتعاونوا من أجل مخاطبة الغرائز ويتم تسليط ضوئهم على فئة محددة من الجمهور وهما الشباب استغلالاً لتفرغهم الدائم لمتابعة التلفاز ويهمشون الفئات الأخرى من كبار سن وأطفال و ...
-------------------------------------------------------------------------
سابقاً كانت الاعمال الفنية تعرض قضايا مختلفة من قضايا المجتمع من تعاطي المخدرات و الادمان عليها و المشاكل الزوجية و الضرر الذي ينتج في حب المال كل هذه الاعمال أصلحت فئة كبيرة من الجمهور حيث إن هناك بعض المتعاطين للمخدرات من خلال متابعته لبعض الاعمال السابقة توقف وتعالج منها بفضل العمل الذي تابعه ، ممثلة قامت بتقديم دور فتاة ملتزمة محجبة ابتعها العديد من الفتيات واصبحوا يقلدوها بارتدائهم للحجاب.
اليوم أصبحت الأعمال تعرض قضايا غير منتشرة وبفضل هذه المسلسلات يتم انتشار هذه الظاهرات كظاهرة البويات والشباب الناعمين و ...
--------------------------------------------------------------------------
سابقاً كانت مشاهد الحب تعبر عن معنى الحب بكل ما فيه من معاني و كيف ينشئ الحب من كل الطرفين بشكل متدرج رغم ان هناك ملاحظات ولكنها كانت تعبر عن معنى الحب الحقيقي
الان اصبحت مشاهد الحب من المخجل ان يتابعها الأب مع ابناءه او الاخ مع اخواته خصوصا وانها تعدت الخط الاحمر واصبحت هناك مشاهد تقليدية على المسلسلات العربية كالتركية و اللبنانية و المصرية التي لا تمثل دول الخليج ، فاقدة لطعم غير مؤثرة واكثرها تقليدية.
--------------------------------------------------------------------------
لذلك أصبح العديد يتعطش لعودة الكبار معاً ...
وكثروا النقاد لدراما الحالية ..