محمد الرشود.. مؤلف مسرحي صعد على أمجاد أخيه الراحل، ومسرحية (انتخبوا أم علي) نجحت بجهود الفنانين لا أكثر!
محمد الرشود.. مؤلف مسرحي صعد على أمجاد أخيه الراحل، ومسرحية (انتخبوا أم علي) نجحت بجهود الفنانين لا أكثر!
مرحبا،،،
محمد الرشود هو من الأسماء التي ساهمت في تخريب الذوق العام في المسرح الكويتي وتشويه الصورة الجميلة التي عرفها الناس عن ذلك المسرح...
وذلك من خلال تقديم أعمال سطحية غير متقنة ولا تحوي لمسات فنية جميلة.. بل كانت في أغلبها تحوي ارتجالا ثقيلا وغير مهضوم باستثناء قلة قليلة جدا...
وكان واضحا أن هذا المؤلف حاول الصعود على أمجاد أخيه المبدع الراحل (صقر الرشود) الذي كان نجمة مضيئة في سماء المسرح الكويتي نظرا لما قدمه من إبداعات خالدة سواء كممثل أو كمخرج...
بدأ محمد الرشود مشواره في التأليف المسرحي من خلال تحويل نص سهرة تلفزيونية من تأليفه إلى مسرحية فكاهية..
وهي مسرحية (يا معيريس) والتي كانت أصلا تمثيلية تلفزيونية تحمل مسمى (السراب) وكانت تناقش قضية رفض الفتيات الزواج من شباب البلد لأسباب تافهة مما يؤدي إلى زيادة نسبة العنوسة... وكانت إدارة تلفزيون الكويت قد تحفظت عليها، فقام الرشود بتحويلها إلى مسرحية...
وفي هذا المقطع جزء بسيط من تلك المسرحية...
للأمانة شاهدت هذه المسرحية كاملة من خلال الفيديو قبل سنوات...
المسرحية جيدة من ناحية الفكرة والمضمون...وكذلك أداء الفنانين (عبدالله الحبيل - محمد السريع - عبدالعزيز النمش - باسمة حمادة - غادة حمدي وغيرهم)... وكان هناك نوع من الالتزام بالنص بشكل متوازن في هذه المسرحية..
ولكن... ماذا قدم الرشود بعد تلك المسرحية؟!
خصوصا عندما بدأ بالإنتاج الخاص من خلال ما يسمى ( مسرح الجزيرة )!!
لقد قام بأخذ المسرح الكويتي إلى منحدر سخيف من خلال أعمال اعتمدت بالمقام الأول على الارتجال وممثلين مزعجين ويستحقون لقب المهرجين أكثر من كونهم ممثلين!
علما بأن هناك ممثلين اثنين وهما (عبدالرحمن العقل وداود حسين)، أشعر بالأسى حين أراهما في مسرحيات هذا المؤلف لأنه يظهرهما بصورة لا تناسب إمكانياتهما نهائيا..
وكانت الكارثة أكبر عندما ابتعد الفنانون الكبار عن المسرح لأسباب رقابية، حيث أصبحت الساحة خالية لمسرح الجزيرة حتى يقدم تفاهات تحت مسمى الكوميديا...
صحيح أن هناك فنانين كبارا اشتركوا في بعض تلك الأعمال.. لكن عنصر المجاملة هو السبب الأبرز لموافقتهم على تلك الأعمال، وكذلك رغبة البعض منهم بالعمل المسرحي على طريقة (هذا اللي موجود)!
وهنا أتذكر كلاما للفنان الراحل (غانم الصالح) في برنامج قديم بتلفزيون الكويت مع المذيعة (دعاء عبدالرحمن)...
حيث اتصل مشاهد وطرح سؤالا قال فيه: بصراحة يا بو صلاح ودي أتكلم عن مسرحيتين (الكرة مدورة ولالوكي) .. في هالمسرحيتين بالذات ما حسينا أنك غانم الصالح اللي نعرفه!
فأجاب الراحل غانم قائلا: أخوي أنت تدري إن الحياة فيها مجاملات والإنسان لازم يجامل الكثير من الأشخاص!
هذه حقيقة مسرحيات (مسرح الجزيرة) والرشود!!
طبعا باستثناء مسرحية (انتخبوا أم علي)، والتي كان نجاحها الساحق بفضل اجتهاد الفنانين بالمقام الأول، حيث كان هناك انسجام وتآلف كبير بينهم مما ساعد على ظهور المسرحية بالصورة الجميلة التي رأيناها فيها...
محمد الرشود... هو اسم شارك في تخريب الذوق لدى جمهور المسرح الكويتي وتقديم أعمال سطحية تفتقد للجمالية الفنية..
من منا يقول إن مسرحيات مثل (لولاكي بجزئيها - بشت المدير - بو متيح - وغيرها) هي أعمال خالدة؟! ولا أدري سبب قيام بعض المحطات بتكرار عرض هذه المسرحيات الخاوية؟!
أنا شخصيا أستمتع حين أشاهد المسرحيات الغنائية الاستعراضية القديمة للفنانة هدى حسين وأختها سحر، والتي كانت موجهة للأطفال، أكثر من استمتاعي بمسرحيات محمد الرشود.. هذا إن كنت أشعر بأي متعة أساسا مع مسرحيات الرشود (طبعا باستثناء انتخبوا أم علي)!!