22-10-2013, 05:08 PM
|
#34 (permalink)
|
إدارة الشبكة
العــضوية: 5 تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 11,512
| رد: الأخبار الصحافية الفنية ليوم الثلاثاء الموافق 22/10/2013م توابل / مسك وعنبر / الفيلم السوري «مريم»... هارموني «الحب» في سيمفونية «الحرب» الفيلم السوري «مريم»... هارموني «الحب» في سيمفونية «الحرب»
يروي فيلم «مريم» للمخرج الفلسطيني السوري باسل الخطيب معاناة ثلاث نساء في خضم ثلاث أزمات مرت بها سورية في تاريخها الحديث، وينجحن، بفضل الحب، بتجاوز المحن والحروب.
ويبدأ الفيلم بعبارة للشاعر الراحل يوسف الخطيب، والد باسل الخطيب، «لقد فقدنا كل شيء ولكن يبقى لنا الحب»، وهي عبارة لا تمر من دون اثر في بلد يشهد منذ اكثر من سنتين حربا مدمرة أوقعت اكثر من 110 آلاف قتيل وشردت الملايين، وترتدي كل يوم شكلا جديدا من اشكال الوحشية والحقد.
ويقول الخطيب الذي كتب سيناريو الفيلم مع شقيقه تليد، لوكالة فرانس برس ان فيلمه «ينتصر لقضية الحب والسلام والتسامح لتجاوز المحن التي نعيشها»، مضيفا انه «دعوة لتحريك الجانب النبيل لدى الناس».
وتختصر مريم، احدى بطلات الفيلم اللواتي يحملن كلهن اسم «مريم»، ذلك بالقول «مثلما تخرج الحرب أبشع شيء لدى الناس، فهي لدى غيرهم تخرج أجمل شيء».
وحاز الفيلم الجائزة الكبرى مناصفة مع الفيلم المصري «هرج ومرج» في مهرجان وهران للفيلم العربي والجائزة الكبرى في مهرجان الداخلة في المغرب، ويشارك حاليا في مهرجان الاسكندرية.
ويرى الخطيب أن سبب نجاح الفيلم هو تركيزه على «الجانب الانساني».
ويقول لوكالة فرانس برس انه استقى اسم فيلمه من اسم السيدة العذراء، موضحا انه «بالاضافة الى دلالاته الدينية، فإن معنى الاسم باللغة السريانية القديمة هو السيدة المعلمة».
ويقول ان كل «بطلة في الفيلم سيدة ومعلمة ضمن تجربة الاختبار الانساني والتاريخي التي وجدت فيها».
ويتابع ان اسم مريم «يختصر الحالة السورية والمعاناة والمرارة المحملة بالجراح والآلام».
ويتناول الفيلم مرارة الحرب وانعكاساتها في حياة النساء السوريات الثلاث من دون ان «يخسرن قدرتهن على الحب والتضحية والاختيار». وفيه «تحية للمرأة السورية».
وتغطي الحكايات الثلاث فترة مئة عام من تاريخ سورية. وتدور أحداث الحكاية الاولى في عام 1918 عند نهاية الحرب العالمية الاولى. ويرى مخرج الفيلم ان هذه الحقبة «كانت مفترقا تاريخيا، اذ لم يكن مستقبل المنطقة واضحا بعد خروج الاحتلال العثماني ودخول دول الحلفاء إليها».
أما الحكاية الثانية فتروي انعكاس حرب يونيو في 1967 «التي صنعت شرخا كبيرا بالوجدان العربي»، على الواقع السوري، من خلال أرملة ترفض ان تترك منطقة القنيطرة الحدودية مع هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل في تلك الحرب وفاء لزوجها الذي قتل فيها.
وتقول مريم في تلك القصة (تؤدي دورها سلافة فواخرجي): «هذه الحرب ليس هدفها ان تخرب البيوت ولكن ان تخرب روحنا من الداخل... فلا يتمكن أحد في العالم من ان يرفع رأسه ويقول كلمة».
وتتناول الحكاية الثالثة قصة رجل تخلى عن أمه في مأوى للعجزة في ظل النزاع الحالي القائم في سورية، فتواجهه امرأة أخرى هي ابنته لتقول له: «عندما يتخلى ابن عن والدته (...) فإنه يتخلى بذلك عن ذاكرته وعن وطنه وكل القيم النبيلة».
وواجه فريق العمل خلال تصوير مشاهد الفيلم الذي تم بميزانية بسيطة جدا وسط شح كبير في الانتاج السينمائي وأزمة لم تشهد لها البلاد مثيلا من قبل، صعوبات كثيرة واخطارا.
ويقول المخرج ان بعض المشاهد صورت «في مواقع خطيرة جدا بعضها قريب من اماكن شهدت معارك»، مضيفا «كنا كل يوم نخرج للتصوير ولا نعرف ان كنا سنعود أحياء الى منازلنا ام لا».
وشارك في التمثيل الى جانب فواخرجي، عابد فهد وديمة قندلفت وأسعد فضة ونادين خوري وصباح جزائري ولمى الحكيم وميسون أبو أسعد وريم علي ومجيد الخطيب وآخرون.
و»مريم» الفيلم الروائي الطويل هو الثالث للخطيب بعد فيلميه القصيرين «مسارات النور» و»قيامة مدينة».
ويرى الناقد إسماعيل في الفيلم «سيمفونية بصرية توجه نداء صادقا لتلتقي كل اطياف المجتمع السوري».
ويقول ان «مريم» بالتأكيد «أنشودة للحب» في زمن الحرب.
المصدر : جريدة الجريدة
|
| |