26-10-2013, 06:24 PM
|
#1 (permalink)
|
إدارة الشبكة
العــضوية: 5 تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 11,512
| «صباح ومسا».. لم تُصلـح الكوميديا ما أفسد السرد مسرح رأس الخيمة ما زال يراهن على المواهب الجديدة «صباح ومسا».. لم تُصلـح الكوميديا ما أفسد السرد
استضافت خشبة مسرح ندوة الثقافة والعلوم، بدبي، مساء أول من أمس، ثالث العروض المشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان دبي للشباب في دورته الثالثة، عبر مسرحية من إنتاج مسرح رأس الخيمة الوطني، وهي «صباح ومسا» للمخرج الشاب سعود عبدالرحيم، وتأليف غنام غنام، فيما أدى الدورين الرئيسين في العمل كل من إلهام محمد وعلي الحيالي.
وتجدر الإشارة في البداية إلى أن الوجود ضمن المسابقة الرسمية، بعمل تمت إتاحة الفرصة فيه لموهبة شبابية تقوم بالإخراج للمرة الأولى، هو استمرار إيجابي لخيار المراهنة على الطاقات الشابة لمسرح رأس الخيمة، في الوقت الذي انسحبت فيه مسارح أخرى عديدة من المشهد، فيما لم تستطع أعمال لأربعة مسارح أخرى إقناع لجنة المشاهدة والاختيار، قبل أن يتم استبعادها والاكتفاء بالعروض الخمسة المختارة.
غير أن هذه الإشارة لا تنفي أن الكثير من الحضور وجدوا أنفسهم في ورطة حقيقية لمتابعة عرض متخم بالسردية، واحتاجوا الى الانتظار فترة طويلة كي يقفوا على إشارات تحفزهم على استمرار المتابعة، وفي ظل تقلص أحد العناصر شديدة الأهمية للعمل المسرحي، وهو الحوار، بدا ان قليلاً من الكوميديا التي أقحمت على العمل، غير كافية لتعويض رتابة الإفراط في السرد.
من هنا تبدو المشكلة الحقيقية في عمل «صباح ومسا» بالأساس مرتبطة في اختيار النص المناسب للعرض أولاً، على نحو شكّل مأزقاً للمخرج، الذي لم يكن لديه الكثير من الحلول، لاسيما أنه اعتمد بالأساس على ممثلة لديها هي الأخرى مشكلات كبيرة في مخارج الحروف، فضلاً عن الفصحى، ليبقى الممثل علي الحيالي، من خلال حسه وقدرته على خلق الحالة الكوميدية من أنصاف الفرص القادرة على الإضحاك، بمثابة نقطة ضوء في «صباح ومسا».
امرأة مستلقية على مقعد خشبي، ورجل يلهو بدمى هي نقطة البداية لحوار يستبدل بسرد بين الشخصيتين، اللتين يتبدل اسماهما، كما تتبدل حقائقهما، وإن كان اللافت أن المؤلف اختار لهما اسمين متناقضين بالأساس، هما عنوان العمل، وما بين المرأة صباح، والرجل مسا، تدور شطحات وتبدلات، وخيالات تصل بهما أو أحدهما إلى الجنون تارة والانتحار تارة أخرى، وحينما يكون الخلاص في شخصية ثالثة تأتي بمثابة ضمير، أو حل عبر فعل القراءة، تطفأ الأنوار، ويسدل الستار، وكأن حتى الحلول في ما بعد الجنون أو الموت، تغدو مستحيلة.
وعلى الرغم من أن دور الممثل الشاب سلطان بن دافون، كان ثانوياً، حينما كان يأتي في دور رجل أمن بسيط، او ما شابه، إلا أنه كان مقنعاً جداً، وفرصة لكسر رتابة ثنائية الأداء التمثيلي، في ظل سيطرة السرد، فيما لم تتمكن الإضاءة التي جاءت عبر كشافين بشكل اساسي، أن تقدم حلولاً جمالية، وكذلك المؤثرات الموسيقية التي اصطدمت بصعوبة التعامل مع النص السردي، لكنه سيحسب بكل تأكيد لمسرح رأس الخيمة، أنه أتاح فرصاً عديدة لأبنائه، ومن بينهم مصمم المؤثرات الصوتية عمر، نجل الفنان أحمد عبدالرزاق، وهو ليس الوحيد من بين أسرة العمل ممن تقل أعمارهم عن 20 عاماً، حيث أسندت مهمة مساعد المخرج، للشاب جاسم إسماعيل، فيما تولى تنفيذ الإضاءة سالم العسيري، وجميعهم صادفوا مخرجاً في تجربة أولى له، ونصاً بالغ الصعوبة.
المصدر : جريدة الامارات اليوم
|
| |