20-11-2013, 03:59 PM
|
#9 (permalink)
|
إدارة الشبكة
العــضوية: 5 تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 11,512
| رد: الأخبار الصحافية الفنية ليوم الاربعاء الموافق 20/11/2013م بعضها حقق إيرادات في شباك التذاكر أفلام العشوائيات.. موجة جديدة سلبية تغزو السينما المصرية
في العامين الأخيرين ظهرت على ساحة السينما المصرية مجموعة من الأفلام تدور أحداثها داخل عالم المهمشين والمناطق الشهيرة الشعبية وهو ما أطلق عليها النقاد والسينمائيون بل والجمهور أيضا اسم «أفلام العشوائيات» لان أحداثها تدور داخل هذه المناطق العشوائية المكتظة بالبشر والشديدة الفقر والتي يتسم واقعها بالعنف والبلطجة وكان للفنان الشاب محمد رمضان النصيب الأكبر من هذه الأفلام حيث قدم ثلاثة منها هي «الألماني»- «عبده موته»- «قلب الأسد» بالإضافة إلى أفلام أخرى لآخرين مثل «عزبة ادم»- «القشاش» وغيرها.
الغريب أن هذه الأفلام رغم سطحيتها الشديدة والجانب التجاري الذي وصل إلى حد الإسفاف فيها أنها حققت نجاحاً جماهيرياً واسعاً خاصة أفلام محمد رمضان الذي وضع قدمه وسط نجوم السينما بعد أن حققت أفلامه هذه- التي لم يقدم غيرها كبطل مطلق- إيرادات بالملايين بل أصبح على قمة الإيرادات في الموسم السينمائي الأخيرة.
وأصبحت هذه الأفلام تشكل موجة جديدة بدأت تفرض نفسها على ساحة السينما تماما مثل غيرها من الموجات السينمائية التي ظهرت على الساحة خلال الـ30 عاما الأخيرة.. وهذا ما جعل السؤال مطروحاً بقوة.. هل هذه الأفلام تطرح وتناقش بالفعل مشاكل وواقع البشر الذين يعيشون في هذه المناطق العشوائية وهل بالفعل تقدم بشكل فني راق واقع عالم المهمشين؟ أم أنها مجرد موجة تجارية هابطة المستوى فنيا تستغل ظروفاً واضطرابات سياسية واجتماعية يعيشها المجتمع المصري وتقدم فيها هذا الفن السينمائي المتواضع؟
أصحاب هذه الأفلام من مخرجين ومنتجين ونجوم يدافعون عنها بقوة ويقولون انهم ليسوا موجة سينمائية زائفة تهدف إلى الربح التجاري وحده بل يقدمون واقعا مصريا موجودا بالفعل ويطرحون مشاكل بشر مصريين يعيشون في مناطق عشوائية شديدة الفقر، بل أنهم زادوا على ذلك بأن أفلامهم يجب الإشادة بها لأنها تنتمي إلى تيار السينما الواقعية الذي يشيد به النقاد دائما وتعرض في المهرجانات السينمائية الكبرى وتحصل على الجوائز... وينفون عن أنفسهم تماماً تهمة أنها مجرد موجة أفلام تجارية ليس لها هدف سوى الربح المادي وشباك التذاكر يصرف النظر عن القيمة الفنية والمستوى الجيد الذي يجب أن يكون عليه العمل الفني أو حتى المستوى المقبول بعيدا عن التدني والإسفاف المتمثل في اللغة الوضعية والعنف والبلطجة التي تتسم بها أفلامهم.
بل انهم كانوا أكثر صراحة وأكدوا أن السينما في النهاية هي فن جزء رئيس منه هو الترفيه والمتعة وأن كان هناك بعض من قيمة فكرية فلا بأس.. كما أن منتجي هذه الأفلام لابد أن يحققوا المكاسب المادية حتى يستمروا في الإنتاج وهذا أفضل من أن تتوقف عجلة الإنتاج.. ويزيدون أكثر بالقول بأنهم من أن تتوقف عجلة الإنتاج ويزيدون أكثر بالقول بأنهم مهما كانت الآراء الرافضة لأفلامهم فهم قدموا واقع المهمشين بصدق وعفوية وصوروا أفلامهم في الشوارع والحارات والمنازل المتواضعة للغاية التي يعيش بها هؤلاء البشر الذين يعانون من أشد واقسى أنواع الفقر.
وعندما أعدنا طرح السؤال على نقاد السينما جاءت الإجابات مختلفة تماما عن الآراء السابقة التي دافع بها صناع هذه الأفلام عن أفلامهم بقول الناقد حمود قاسم لا يمكن أن تكون هذه الأفلام التي يدافعون عنها أفلاما واقعية طرحت واقع عالم المهمشين أو سكان العشوائيات بصدق وعمق ورؤية فنية واضحة وجيدة فهم ليس بينهم صلاح أبوسيف أو توفيق صالح أو عاطف الطيب أو داود عبدالسيد.. لذلك يمكن أن يكون ما نراه أفلاما واقعية فهم ليسوا صادقين في هذا التوصيف لان ما نراه هو مجرد موجة لأفلام تجارية لأهداف لها الربح المادي لصناعها.
وأضاف هذه الأفلام مجرد موجة من الأفلام الهابطة المستوى فنيا مثل الكثير من الموجات التي مرت على السينما من سنوات سابقة مثل موجة أفلام المقاولات في بداية حقبة الثمانينيات والتي تزامنت مع الانفتاح الاقتصادي وقراراته في نهايات السبعينيات ودائما يكون هناك موجات من هذه النوعية من الأفلام داخل المجتمعات عقب الأزمات أو الحرب أو مواكبة لها لأن الناس والمجتمع يكون في حاجة إلى شيء عبثي يخرجه مما يعانيه وهو ما يحدث الآن نتيحه للاضطرابات السياسية والاجتماعية التي يمر بها المجتمع المصري بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو. ويتفق المخرج على عبدالخالق مع ما قاله قاسم إلى حد كبير ويقول : صناع هذه الأفلام يسايرون ما يريده السوق حاليا وهذه نظرة تجارية خالصة بعيدة تماما عن الناحية الفنية فهم يعتمدون على أن الجمهور حاليا يحتاج إلى رؤية نوع خفيف من الفن غرضه التسلية فقط بعيد عن الفكر والمتعة العقلية والروحية وأغراهم النجاح في شباك التذاكر وقالوا إنهم يقدمون أفلاما واقعية تمس حياة طائفة كبيرة من البشر لهذا تنجح هذه الأفلام لكن الحقيقة الأمر مغلوط جدا فالسينما الواقعية شيء مختلف تماما وتبدأ بتقديم نماذج إنسانية لها قيمة حقيقية لا نماذج مستهلكة تغازل شباك التذاكر من خلال توليفة تجارية تعتمد على العنف والبلطجة والألفاظ الخادشة.
ويشير عبدالخالق إلى السينما التي يمكن أن نطلق عليها تياراً وموجة حقيقية هي التي تقدم صورة واقعية لما يحدث في الحقيقة لكن ليس بهذه الفجاجة وتقدم أيضا في نفس العمل رؤية مستقبلية تطرح حلولا للواقع ولا تقدمه مجرداً وتقدمه برؤية فنية مبتكرة ومختلفة ولا يوجد أي شيء من هذا في هذه الأفلام التي يقول صناعها عنها أنها واقعية وتعكس حياة المهمشين .
ويقول الناقد كمال رمزي عندما أرادت السينما أن تقدم واقع ومشاكل حياة المهمشين قدمتها في أفلام تعد تحفاً سينمائية بكل معنى الكلمة وحققت هذه الأفلام نجاحاً هائلاً فنياً وجماهيريا وعرضت في مهرجانات دولية وحازت على الجوائز مثل أفلام «كابوريا» لخيري بشارة «أحلام هند وكاميليا» لمحمد خان «الصعاليك» و«سارق الفرح» و«مواطن ومخبر وحرامي» لداوود عبدالسيد وغيرها.. وغيرها من الأفلام الأخرى لكبار المخرجين وقبل ذلك أفلام صلاح أبوسيف وتوفيق صالح وعاطف الطيب وغيرهم من رواد هذه السينما الواقعية . وأضاف أما ما يقدمه هؤلاء فهو لا يمكن أن يمثل موجة واقعية صحيح أن الأحداث والشخصيات كلها موجودة في العشوائيات والمناطق الفقيرة لكن الشكل وحده ليس كافيا وما نراه الآن ما هو ألا موجة جديدة من الموجات التي تعاقبت على السينما المصرية عبر تاريخها الأخير مثل موجة أفلام المخدرات وموجة أفلام العرى وموجة أفلام المقاولات وظاهرة أفلام الاكشن وغيرها .
ويؤكد رمزي أن هذه الأفلام التي يقولون عنها واقعية هي مجرد موجة الغرض منها استغلال حاجة الجمهور في الوقت الحالي لفن اقرب إلى قرص المخدر الذي يجعله ينسى لبعض الوقت الواقع الصعب الذي يعيشه حاليا جراء الواقع السياسي والاجتماعي التي تعيشه مصر حاليا.. لكن عندما تتعثر الأوضاع وتستقر الأحوال لن تجد هذه النوعية من الأفلام النجاح على مستوى شباك التذاكر الذي تحصده الآن لأن الجمهور وقتها سيرفضها ويبحث عن السينما الجادة ذات المستوى الفني الراقي..
المصدر : جريدة النهار
|
| |