24-01-2014, 11:25 AM
|
#1 (permalink)
|
إدارة الشبكة
العــضوية: 5 تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 11,512
| أفلام المهرجانات خارج حسابات شركات التوزيع ودور العرض في مصر عملاً بالمثل القائل «زامر الحي لا يُطرب» أفلام المهرجانات خارج حسابات شركات التوزيع ودور العرض في مصر
يبدو أن شركات التوزيع ودور العرض السينمائي في مصر لا يؤمنون على الإطلاق بالمقولة أو الحكمة التي تقول «العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة» لكنهم يؤمنون تمام الإيمان بالمثل القائل «زامر الحي لا يُطرب» وألا بماذا نفسر موقف هذه الشركات من الأفلام المصرية الجيدة والعالية القيمة الفنية والتي أصبحت هي وحدها التي تمثل السينما المصرية في المهرجانات الدولية وتحصل على التكريم والجوائز ويحتفي بها العالم مثل أفلام «فرش وغطا» و«الخروج للنهار» و«جرسونيرة» و«فتاة المصنع» وغيرها من الأفلام الجادة بماذا نفسر هذا الموقف المتعنت من شركات الإنتاج ودور العرض من رفض عرض هذه الأفلام جماهيريا في دور العرض وعزوفهم عن توزيعها في الوقت الذي يقبلون فيه بفهم على توزيع وإفساح كل دور العرض أمام أفلام قليلة القيمة ومتدنية المستوى الفني من نوعية «عبده موته» و«قلب الأسد» و«القشاش» و«عش البلبل» وغيرها من الأفلام السطحية التافهة.
لقد أصبح صناع هذه أفلام الجيدة يعانون اشد المعاناة في إيجاد فرص لتوزيع وعرض أفلامهم على جمهور السينما المصرية بعد هذا العنت والتعصب من الموزعين وأصحاب دور العرض الذين لا يؤمنون مطلقا بمعنى وأهمية الفيلم الجيد المستوى ولا يريدون أن يجدوا له مكانا وكأنهم يرون أن يضيفوا للسينما المصرية أزمة جديدة تضاف إلى أزماتها الحالية التي تعاني منها وحجتهم في ذلك أن أفلام المهرجانات هذه ليست أفلاما جماهيرية ولا يرغب فيها جمهور السينما وأن أصحاب هذه الأفلام الجيدة يصنعونها والجمهور ليس في حساباتهم وخارج اهتماماتهم وهذا ما جعل الكثيرين في الساحة السينمائية المصرية يؤكدون أن الساحة حاليا يملكها ويسيطر عليها منتجون من نوعية «السبكي» وفنانون أمثال سعد الصغير ومحمد رمضان ودينا واوكا واورتيجا وغيرهم من أنصاف وأرباع النجوم الذين يسيئون بأفلامهم للسينما المصرية ولا يهمهم من أمرها شيئا ونحن بدورنا نسأل بدهشة: لماذا أصبحت العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة ؟! ولماذا هذا العنت أمام السينما الجيدة؟ وهل بالفعل جناح هذه السينما لا يهمهم الجمهور أو يتعالون عليه وهم يصنعون أفلامهم؟
يقول المؤلف والمخرج أحمدعبدالله صاحب فيلم «فرش وغطا» الذي حصل على العديد من الجوائز في عدد من المهرجانات السينمائية الدولية مؤخرا ما يتهموننا به من إننا لا نصنع أفلامنا للجمهور اتهام غير حقيقي وجائر ولا يمكن أن يصدقه احد فلا يوجد فنان يصنع فنه لنفسه والا كان مجنونا فأي نوع من الفنون لا يعتبر فنا الا إذا عرض على الناس ومنتهى أحلام أي فنان أن يرى الإعجاب والدهشة والسعادة في عيون الناس التي تشاهد فنه وتتعاطاه وليس معنى أننا نلتزم بأقصى معايير الجودة الفنية في أفلامنا ولا نقدم أي توابل أو تنازلات تجارية ليس ذلك أننا نتعالى على الجمهور أو لا نفكر فيه أو نتجاهله فلمن نقدم أفلامنا إذا كان الجمهور ليس في حساباتنا؟! هل نصنعها لنتفرج نحن عليها أو لتحفظ في الأرشيف ونكتفي بعرضها في المهرجانات.
فأفلام السينما في العالم كله تصنع للجمهور وليس من اجل عروض المهرجانات ولا من اجل الجوائز لان جائزة الفنان الحقيقية تكون من الجمهور الذي يقبل على فنه ويقدره.
وأضاف أنا والعديد من زملائي الملتزمين بالسينما الجيدة نعاني من هذه الاتهامات الظالمة كما نعاني من هذا الموقف المتربص من شركات التوزيع وأصحاب دور العرض تجاه أفلامنا وفيلمي السابق «ميكروفون» لم يشفع له كل الجوائز والتكريمات التي حصل عليها من المهرجانات الدولية وتعامل معه موزعو السينما في مصر وأصحاب دور العرض باستهانة شديدة وعرضوه أثناء اندلاع ثورة يناير وفي عدد قليل جداً من دور العرض المعروفة بأنها دور عرض بعيدة عن اهتمام الجماهير وتعللوا وقتها بأن الفيلم ليس فيلما جماهيريا ولا اعرف ما مقاييس حكمهم على الفيلم الجماهيري أو الفيلم الجيد؟ هل هي الأفلام التي يتحمسون لها ويفردون أمامها معظم دور العرض وأهمها وهي أفلام لا أريد أن أسمياه فالجميع يعرفها وهي التي تسيطر الآن مع كل الاحترام لصناعها.
وأشار عبدالله إلى أن العالم كله به كل النوعيات السينمائية الأفلام العالية المستوى جدا والمتوسطة والأقل والجمهور يختار ما يلائمه لكن لا يجب أن يُعرض عليه نوع أو نوعية معينة وواحدة من الأفلام بحجة أنها أفلام شعبية أو جماهيرية وقال: اعتقد أن فيلمي «فرش وغطا» وفيلم المخرجة هالة لطفي «الخروج للنهار» سوف يعرضان قريبا وأتمنى أن ننال جزءا من الترحيب الذي تجده الأفلام الأخرى التي أشرت إليها وأتمنى أن نجد نصف الترحيب الذي نجده من شركات التوزيع الخارجية التي ترحب بعرض أفلامنا خارج مصر.
وتعلن المخرجة هالة لطفي صاحبة فيلم «الخروج للنهار» على ما يحدث بكلمات قليلة حزينة وتقول: ما يقوله الموزعون وأصحاب دور العرض عن أفلامنا وأننا نقدمها ونصنعها للمهرجانات فقط ولا نبالي بالجمهور كلام غير صحيح ولا يصدق فمن هذا الفنان الذي لا يريد أن يقدم فنه للناس؟! وأضافت: اعتقد ا المسألة كلها ليست سوى نوع من الكسل من جانب هؤلاء الذين يتهموننا لأنهم يبحثون فقط عن المشروع الذي يقدم لهم الربح السريع وليس لديهم أي استعداد للمغامرة وتشجيع الجديد والمغاير والمختلف فأنا أتعجب من الذي يعرض فيلما واحداً في ثلاث شاشات لديه ولم يفكر في عرض فيلم آخر في اصغر قاعة وهو قد لا يعلم أن هذا الفيلم الآخر ربما يحقق النجاح أكثر من الفيلم الذي يرى هو أن تركيبته جماهيرية ومضمونة النجاح ويخلي له قاعات لكن للأسف وهناك الموسيقى البديلة التي تحقق نجاحاً كبيراً وأصبح لها جمهورها وربما السينما البديلة تفعل ذلك أيضا لو تم الاهتمام بها.
من جانبه وضع المنتج والموزع السينمائي هشام عبدالخالق توصيفا للحالة وقال لابد أولا أن نعرف ما هي السينما المستقلة وهي في رأيي الأفلام التي تحصل على تمويل من الخارج أو دعم من شركات في الداخل وهذه الأفلام تحصل على هذا الدعم لمواصفات خاصة ليس من بينها إرضاء الجماهير لان هذه الجهات التي تمولها لا تهتم بالجماهير ويهمها أكثر المهرجانات وجوائزها وبالتالي يحاول صناع هذه الأفلام إرضاء الجهة الداعمة والممولة لأفلامهم وأيضا يقدمون نوعيات مختلفة ورؤى مغايرة عن التي التقها الجمهور في الأفلام التي يحبها وهذا ما يجعل الجمهور لا يقبل بسهولة على هذه الأفلام وهم يعلمون ذلك بعد أن اكتفوا بعروض المهرجانات وجوائزها التي تدر عليهم بعض الأموال التي تجعلهم بعيدا عن الخسارة لأن أفلامهم قليلة الكلفة.
وأضاف وهذا ما يجعل الموزعين وأصحاب دور العرض لا يقبلون على أفلامهم ولا يهتمون بها لان الموزع يريد أن يتكسب من عمله فهو لديه موظفون وعمال ومصاريف يريد أن يغطيها والتزامات لابد أن يفي بها من خلال ربحه الذي لا يتجاوز 10 في المئة من إيرادات الفيلم.. وإذا افترضنا أن أي فيلم من هذه الأفلام المستقلة سيحقق إيرادات تصل إلى مليون جنيه على أقصى تقدير فإن ربح الموزع من هذه الأرقام ضئيلا إذا ما قارناه بفيلم آخر يحقق إيرادات تصل إلى 5 أو 10 ملايين جنيه وهذا ما يجعل الموزع يضع جهده وتركيزه في الفيلم الذي يحقق إيرادات اكبر ونجاحه الجماهيري مضمون بدلا من أن يشغل وقته وجهده وقاعات العرض بأفلام مردودها الآلي ضعيف.
أما الناقد علي أبو شادي فهو لا ينزعج من افتقار أفلام المهرجانات والجوائز للجمهور وعزوف الموزعين عنها ويقول: العالم كله يتعامل مع أفلام المهرجانات بطريقة مختلفة عن تلك التي نطلق عليها الأفلام التجارية والمشكلة ليست عندنا فقط لكنها زيادة بعض الشيء لدينا فالموسيقى الكلاسيكية رغم جمهورها الواسع لكنها لا تحظى بالجماهيرية الشعبية التي تحققها أنواعا أخرى من الموسيقى والمسألة كلها ترجع إلى التذوق والتربية الفنية ودائما يقولون انه حتى تحسب السينما لابد أن تفهمها وهذا ما ينقص المتفرج المصري وهو ما يفرق بين المتفرج العادي والناقد الذي يفضل أفلاما مختلفة عن تلك التي تحقق الجماهيرية الواسعة في شباك التذاكر أيضا لابد من صناع هذه السينما المختلفة أن يتباطأو قليلا في طرح أفكارهم ومضامين وشكل أفلامهم حتى تفهمها الجماهير وبالتالي تحب أفلامهم وسيكون هناك حجة للموزعين في العزوف عن أفلامهم .
المصدر : جريدة النهار
|
| |