لم يفارق المصحف والسجادة طوال مرضه
"رُب ضارةٍ نافعة".. هذه الحكمة هي إحدى الفوائد المهمة التي خرج بها الفنان المصري طلعت زكريا من رحلة مرضه الشديد الذي كاد يصل به إلى الموت.
زكريا الذي بدأ في التعافي مؤخرًا من مرضٍ حار الأطباء في تشخيصه فتح قلبه لصفحة الأمل، موضحًا أن هذا المرض الذي أدخله في غيبوبة رغم مرارته إلا أنه خرج منه بعددٍ من الدروس المهمة.
وفي مقدمة هذه الدروس المستفادة أنه عاهد الله ألا يؤدي مشهدًا يغضبه حينما يعود للسينما من جديد، وأن يحج ويعتمر بعد أن يتعافى تمامًا، مشيرًا إلى أنه طيلة فترة المرض لم يترك المصحف وسجادة الصلاة، وظل يردد الشهادة مئات المرات في الساعة الواحدة.
رحيق الجنة
زكريا لفت أيضًا إلى أنه خلال فترة المرض كان يحلم بالجنة ويشعر برحيقها، وإن كان في نفس الوقت فزعًا من النار ومن لقاء الله عز وجل خشيةَ أن يكون ظلم أحدًا دون أن يشعر، أو خالف ضميره يومًا دون أن يدري.
كما وجه زكريا نصيحةً عامةً لكل الناس ولزملائه في الوسط الفني خاصةً قائلاً: "لا تتصارعوا على المال ولا اكتنازه لأنه زائل، فماذا تفعل القروش في المرض والرقود على السرير وأنت فاقد القدرة على مجرد تحريك يدك لرد السلام.. إنها معاناة أدعو الله أن لا يذوقها أحد".
كما تعلم زكريا من مرضه أن: "العلاقات الإنسانية الطيبة هي ما يبقى للإنسان، وأن العتاب والخصام ليس منهما فائدة.. فسؤال الإنسان على أخيه لا تساويه كنوز العالم، فكم كنت سعيدًا حينما كان يأتي طفل حاملاً بيده الصغيرة وردة.. كنت قبل أن آخذ الوردة أقبِّل يده الحنونة التي عطفت على شخصٍ مثلي كان لا يقوى على فعل شيء".
قيمة الحياة
درسٌ آخر استفاده الفنان المصري من هذا المرض وهو "حب الحياة والتمتع بها في كل لحظة، وأن لا يجعل الدموع تغلبه وتدفع به إلى المرض لأن المرض (يهد البدن) ويضعفه، فعلينا أن نضحك ونسعد لأن التمتع بالصحة الجيدة هو أهم شيء في الحياة".
ومن هذا المنطلق أكد زكريا أنه سيتمسك بالحياة أكثر وأكثر ما أمدَّ الله في عمره وذلك لأنه لم يدرك قيمتها إلا حينما كان على أعتاب الموت، معتبرًا أن هذه هي طبيعة الآدمي أنه لا يشعر بقيمة الشيء الذي يملكه إلا إذا فقده.
وأشار الفنان طلعت زكريا إلى أن الناس دائمًا ما تنظر إلى الحياة نظرةً قاصرةً فتظن أن فيها الأمان والسكينة ولا تدري أن الموت أسرع من طرفة العين، وهو ما شعر به في شهور مرضه التي مرَّت عليه وكأنها سنوات ما بين الحياة والموت.
وأكد زكريا أنه لم يشعر بالإحباط طوال فترة المرض، بل إن إرادته كانت قوية جدًّا، حتى نجح في اختبار الصبر وتحمل المرض.
وردًّا على سؤالٍ عمن عادوه خلال فترة مرضه قال زكريا إن الكثيرين قاموا بزيارته، مثل الفنان أحمد السقا ويسرا ونهال عنبر وغيرهم ممن لم يكن يتوقع أن يزوروه، فيما اتصل به فنانون آخرون، نافيًا ما يتردد عن جحود الوسط الفني بأهله.