شبكة الدراما والمسرح الكويتية الخليجية > القاعات الكبرى > الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) > «الهدّامة» رؤية بصرية عالية الجودة
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-09-2009, 01:59 AM   #1 (permalink)
عضو شرف
 
الصورة الرمزية بحر الحب
 
 العــضوية: 3807
تاريخ التسجيل: 01/07/2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 4,963

افتراضي «الهدّامة» رؤية بصرية عالية الجودة




يمتلك الروائي الكويتي هيثم بودي مقدرة رفيعة في تحليل الأحداث واستدعائها، عبر نسق درامي مشبع بالشخوص والأحداث وأيضاً الظروف الموضوعية التي تحيط بها، وهو كذلك في جملة أعماله الروائية، التي حملت بصمته ونهجه الروائي، الذي يذهب الى الحدث مباشرة، ثم يترك تلك الشخوص تذهب في لجة ذلك الحدث المجلجل من تاريخ الكويت والمنطقة... وهو هنا يستدعي في هذا العمل، حادث وسنة «الهدامة»، بل انه يذهب الى أبعد من ذلك، الى رقعة زمنية عريضة تمتد من 1932 وحتى 1961، وهذا يعني كم من الأحداث المجلجلة.. وهذا ما لمسناه من ذي قبل في أعماله مثل «الدروازة» وغيرها، حتى في عمله الروائي الأخير «الفنار» يعمل على (التعشيق) بين حدثين ومرحلتين مثلهما المقاومة والتحدي والكينونة.

وفي «الهدامة» أو «منيرة» (حسب النص الأصلي) نحن أمام شخوص تذهب الى قدرها، تواجه الموت، ترفض الاستسلام والانكسار، مواجهة مع الطبيعة.. والزمن.. والفقر..

شخوص نابضة بالحياة والإرادة والتحدي، وسط ضربات قدرية رعناء، تحتاج كل شيء.. الحلم. والأمل.. وربما الغد..

حينما تذهب الى النص الروائي عند الكاتب هيثم بودي، تجد نفسك في ورطة القراءة.. يدفع بك الى الأحداث يجعلك تعيش الشخوص ووجعها، ونلهث من تداعي الاحداث بايقاعها المتسارع، وزمنها المتعاقب، ورغم الرقعة الزمنية التي يرصدها «الهدامة» الا اننا نجد انفسنا وسط تلك العوالم والصورة والاحداث في حالة من اللهاث خلف الزمن.. والحدث.. والشخوص.. وذلك المزاييك النادر في التفاصيل في كل شخصية.

قصة حب.. عذرية.. مشبعة بالتضحية والبراءة.. والبساطة بين منيرة وعبدالله.. ومن خلال تلك القصة او العلاقة تستدعي هيثم بودي الزمن والحدث والكارثة، فبعد سياق تلك القصة وظروفها، تزدحم الوجوه وتعصف الحياة.. تارة عبر المواجهة مع الواقع والمجتمع.. وتارات مع الطبيعة، حيث تفتح السماء لتسهل شلالات المطر وسط جغرافيا مفككة... ومجتمعات تعاني من الفقر والحاجة، ولكنها تمتلك الارادة.. والعاطفة التي تتفجر لتحولها الى حالة من التحدي.. مسلسل أو نص درامي يعود بنا الى مطلع الثلاثينيات، في مرحلة ما قبل النفط، ليستدعي «الهدامة» وأيضاً «الجدري» وهي مواجهات يريدها بودي لأنها تمثل المقدرة على المواجهة والتضحية والايثار وأيضاً الصمود وهو فيما يستدعي تلك الاحداث الجسام، فانه (يعزل) ما يريد من قضايا، وشخوص، وموضوعات، وطروحات، حول ذلك المحور الثري، القادر على استيعاب عشرات الأعمال والاحداث والشخوص...

مقدرة على البحث والتحليل..

وفهم متميز للمرحلة..

وهو يخلق علاقات جدلية وموضوعية، بين الهدّامة الأولى والثانية، وايضا «الجدري» والحرب العالمية الثانية وتداعيات كل حدث، حتى استقلال الكويت 1961.

وعند العودة الى النصوص الروائية، عند هيثم بودي، نجدها ثرية بالصور والمشهديات الدرامية، وايضا الكتابة القريبة من السيناريو السينمائي والتلفزيوني، ما يوفر لاحقا، عند المعالجة التلفزيونية كثيرا من الوقت والجهد، لاننا امام نص ثري بالصور والمشهديات والاحداث والتكتيك الكتابي الخصب، ولهذا ينقل الاشتغال الى المضمون في الحوار لاثراء الصورة.

مسلسل «الهدامة» شاهد على مرحلة، عبر كتابة ثرية بالاحداث والشخصيات، وهو ايضا وثيقة لكفاح جيل وشعب، وقصة حب عذرية سخي بالاحاسيس والقيم والخلق الرفيع.

ونذهب الى تلك البصرية التي قدمها المخرج الفنان محمد دحام الشمري، حيث حالة عالية من النضج الفني، بالذات، على صعيد المشهديات وتكوينها، والتأكيد على الرواية البصرية.. واللونية...

كل شيء في «الهدامة» مدروس، حركة الكاميرا.. وحركة الممثل والديكورات والاكسسوارات.. وايضا الأداء...

نسق يعتمد البصرية، بعيدا عن الحوادث والسفسطة والغوغائية، الى ايقاع بصري يثري الاحداث ويعمق دلالاتها وقيمها..

نص روائي يشاهد..

واذا كان هيثم بودي يورطنا في متعة القراءة.. فان محمد دحام الشمري يورطنا هو الآخر في متعة المشاهدة، وهو يختلف (شكلا ومضمونا) عن جملة اعماله السابقة، بل حتى في عمله الاخير، آخر صفقة حب (نعود اليه لاحقا). لانه هنا يرتكز على نص روائي ثري، وحينما تأتي القراءة الاخراجية، فانها هي الاخرى تعمل على تعميق حالة الثراء...

وكما يشتغل الشمري على تصميم المشهد.. والصورة.. فانه يشتغل على اداء الممثلين، وهنا في هذا العمل امام وحدة متناسقة في الاداء.. تتداخل بعذوبة.. وتنساب بلا تكلف..

فريق عمل استوعب التجربة، منذ جلسات التحضير.. وترك للكاميرا ان تذهب الى ملامحهم.. وادائهم.. فكانت المباراة العذبة في فن الاداء الدرامي بين عناصر العمل، وبلا تكلف.. او مبالغة.. او صراخ.

في - الهدّامة - تأصيل لجميع المفردات الخاصة بهذا العمل الدرامي الكبير، تأصيل للحدث والشخوص والقضايا، وأيضاً الرؤية الاخراجية والتمثيل.

وفي «الهدامة» قيم يتم التوقف عندها للتأكيد عليها اعتباراً من استدعاء الاحداث الى القراءة العالية الجودة للمضامين، حتى تلك الصورة المشبعة ببهاء الحرفة.

في الهدّامة (منيرة) النص والمسلسل، حينما ينتهي العمل فانه سرعان ما يشخص في الذاكرة، يحاصرك بأسئلتها وشخوصها وطروحاته.. والمه ومعاناتها وقسوة الظروف.. وايضا بالتضحيات السخية.

وفي «الهدامة» اداء جديد بكل مفردات الاشادة ونشير الى غازي حسين وصلاح الملا وباسمة حمادة وهيفاء حسين ومحمود بوشهري وفاطمة الحوسني. ونحن هنا أمام اداء مختلف.. يخلو من تلك الصيغ والحلول المكررة، والتي لطالما شاهدناها عند النسبة الاكبر من الفنانين.. ولان النص مختلف.. والمخرج يذهب الى رؤية بصرية مختلفة ومتطورة، فإن الاداء الذي يذهب الى ذات النهج.

واعترف بانني اشاهد اداء جديدا، عند عدد من الكوادر في هذه التجربة، بالذات، الفنان الشاب محمود بوشهري، الذي «انزلق» في الاعوام الماضية الى كم من الشخصيات والاعمال والاداء الباهت.. فاذا به لهن يفاجئنا.. ويدهشنا..

وهكذا الامر بالنسبة للفنانة الموهوبة هيفاء حسين.. التي تعرف بان الكاميرا تعشق ملامحها العذبة.. وفي الاتجاه ذاته، الفنانون الكبار غازي حسين وصلاح الملا وباسمة حمادة..

فكل منهم يعرف ادواته.. يفجرها وقتما يريد.. ولهم في العمل حضور سخي.. وممتع..

ويبقى أن نقول.. رائع ان تتكئ الدراما التلفزيونية على النصوص الروائية، لانها تمثل زاداً ثرياً في زمن القحط الدرامي..

ملاحظة: نعتذر عن مستوى الصور لعدم وجود مصدر لتزويدنا بالصور.

http://www.annaharkw.com/annahar/Article.aspx?id=165970

 

 

بحر الحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تسريب حلقتين كاملتين من مسلسل طاش 17 فتى نجد الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 4 30-07-2010 03:39 AM
عاجل :تسريب طاش 17 خاطف الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 17 27-07-2010 06:59 AM
التجربة الشعرية (رؤية موضوعية ) نوره عبدالرحمن "سما" قاعة الأدب والكتب ( القاعة الثقافية ) 0 28-06-2010 04:35 PM
الذكاء - تنمية بشرية نوره عبدالرحمن "سما" القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 1 15-02-2010 12:57 AM
رؤية حول مسلسل أم البنات ( بقلمي ) زارع الطيب الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 16 22-10-2009 01:41 PM


الساعة الآن 12:43 AM


طلب تنشيط العضوية - هل نسيت كلمة المرور؟
الآراء والمشاركات المدونة بالشبكة تمثل وجهة نظر صاحبها
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292