نايف النعمة يعيد اكتشاف الممثلين والنص طغى على الإخراج
كتب - فالح العنزي:
على الرغم من ضيق ذات اليد, والفقر الواضح في الإنتاج, وشح مواقع التصوير إلا أنه بالعزيمة والإصرار وقبلهما »الموهبة« تجاوز البرنامج المنوع »عيني عينك« العقبات وأثبت طوال شهر رمضان انه في مقدمة البرامج المنوعة ويحرص غالبية المشاهدين على أخذ قسط من الراحة والضحك مع تقليد بعض الفنانين للبرامج الأخرى وللشخصيات الشهيرة الإعلامية.
وعلى مدار عامين أثبت صاحب فكرة البرنامج والمعد الرئيسي نايف النعمة انه متجدد ومتطور وعرف كيف يستغل ويستثمر ويكتشف مواهب بعض الممثلين أبرزهم شهاب حاجية النجم الرئيس في البرنامج والذي تحمل مسؤولية ما يقارب 15 حلقة من التقليد المميز حيث نجح باقتدار من »هضم« الشخصية وتقمصها »بعمق« ومن ثم الالتزم بالإعداد الذي يحمل مادة نقدية ساخرة وكوميدية بعيدة عن التجريح والشخصانية«.
»عيني عينك« الذي يقف وراء إخراجه وللسنة الثانية على التوالي المخرجان مناف عبدال وحسن أشكناني يظل من البرامج الكوميدية الجميلة رغم بعض السلبيات التي طالته فلا يوجد عمل تلفزيوني يخلو من »الهنات« إنما في ظل حالة »التقشف« التي عانى منها البرنامج فنقول لفريق العمل »كيفتو ووفيتو« في اختيار شخصيات بعينها, أبدع حاجية ومنى شداد في إضحاك المشاهد قسراً, وعلى سبيل المثال تميز حاجية بطبقة صوت ضخمة ساعدته في تقمص شخصية »أبوخرشد« الذي قام بتقليدها أيضاً الفنان داود حسين لكن تميز شهاب باتقانه للصوت والحركة والانفعالات, كذلك أحسن حاجية تقمص شخصية الكاتب فؤاد الهاشم لكنه لم يوفق فيها بشكل جيد مثلما هو الحال في شخصية الكابتن حسن شحاتة فهو لم يوفق فيها قط على عكس حلقتي »المجلس« و»سكوب TV«.
اما بالنسبة لمنى شداد فهي تمتلك طاقة وموهبة تتجلى في حلقة »تفاتيف« التي قامت من خلالها بتقليد مذيعة برنامج »تناتيف« ورود حيات وبصراحة متى اضافت للفقرة الكثير لانها ممثلة من الطراز الاول وسبق ان قامت في السنوات الماضية من تقليد مجموعة من الشخصيات انما في »عيني عينك« تميزت بحسن اختيار الشخصية المقلدة مثلما هو الحال في حلقة تقليد المحامي خالد العبدالجليل وسلوى المطيري وللامانة »يابتها ييب« لكن يلاحظ في هذا العام عدم اعتماد المعد نايف النعمة على الفنان يعقوب عبدالله وخالد العجيرب كعناصر رئيسية حيث شاهدنا ما يقارب الاربع حلقات ليعقوب نجح في حلقة »الاسنصيد« وراشد الماجد.
وبالعودة الى البرنامج وتحديداً الجانب الفني منه نلاحظ انه كان يسير في خطين متضادين على مستوى الاعداد والتقليد من جهة والاخراج من جهة ثانية, نحن نعلم ان المخرجين مناف عبدال واشكناني شُطّار ويمتلكان قدرات مختلفة على الابداع وبرامجهما فشهد لها لكن من يتابع حلقات »عيني عينك« يشاهد بالعين المجردة التعب والجهد المبذول في تحضير المشهد على الورق من قبل المعد وامام الكاميرا من قبل الممثل انما يغيب العنصر الاهم وهو الاخراج الذي يفترض ان يتماشى مع روح الفكرة اللهم في بعض الحلقات كان قريباً من الاخراج الرئيسي مثل حلقتي »شوجي« ولا من غيركلام اطفال" فقد حاول مخرجا البرنامج تنفيذ رؤية اخراجية مشابهة وهذا لا يعتبر انتقاصا من شأنهما بل ذلك يعتبر من صميم الفكرة الرئيسية التي يحاول جاهداً المعد نايف النعمة تطويرها.
تبقى هناك رسالة نبعث بها الى ادارة قناة »فنون« الطالبة بأهمية احتضان البرنامج خصوصاً بعدما لمست نجاحه الكبير على مدار عامين, هذا البرنامج يستحق الاهتمام وتخصيص موازنة مالية, وايضا العمل عى تسويقه اعلانيا واعلاميا لأنه من البرامج الجماهيرية ومن الاولى بها استثمار ذلك ماديا واعلاميا وعدم التقصير مع فريق العمل.
http://www.al-seyassah.com/news_deta...4&snapt=الفنية