وداد علي رصيف الذاكرة. لغز القلم كان الأديب المصري توفيق الحكيم لا يكتب إلا بالقلم الرصاص وأمامه حمار صغير بحجم كف اليد يتأمله لفترة قبل أن يستغرق في الكتابة، وكذلك أرنست همنغواي يكتب بقلم رصاص ولا يبدأ الكتابة إلا وأمامه كومة من الأقلام المبرية جيدا. وكان ألكسندر دوماس الأب مؤلف أشهر الروايات التاريخية (وأشهرها الفرسان الثلاثة) لا يكتب إلا وهو نائم على كنبة وتحت مرفقه وسادة لينة جميلة الشكل. وكان يكتب قصصه على ورق أزرق وبنوع خاص من الأقلام. ويكتب الشعر على ورق أصفر ونوع آخر من الأقلام. أما مقالاته للصحف فيكتبها على ورق وردي وأيضاً بنوع معين من الأقلام. وكان فولتير يحطم الأقلام التي يكتب بها ويضعها تحت رأسه وينام وفي اليوم التالي يكتب بأقلام جديدة ثم يكرر الحركة نفسها. وكان هتلر يستخدم ثلاثة ألوان من الأقلام، فكان يكتب لأعدائه باللون الأحمر. ولأصدقائه باللون الأخضر. وللناس الذين لا يثق فيهم ويكون حذرا في التعامل معهم باللون الأزرق. لعل الكاتبة الوحيدة التي لم تمسك قلما هي بربارة كارتلند، زوجة والد الراحلة ديانا، إذ كانت تستعين بعدة موظفات تملي عليهن الفكرة وتشرف على سير القصة وتبدي الملاحظات وما إن ينقضي شهر حتى تكون قد انتهت من ست قصص دفعة واحدة.
|