[بحر الحب]

سؤال مهم يفرض نفسه بعد انتهاء شهر رمضان المبارك: هل تتمكن الدراما الكويتية من الانتشار على المستوى العربي ومنافسة نظيرتها المصرية والسورية في الاستحواذ على المشاهد العربي؟.
وللإجابة عن هذا التساؤل لابد أن ندرك أن الدراما الكويتية شهدت إنتاج وعرض بعض الأعمال الجيدة مثل مسلسل “الحب الكبير” للنجم عبدالحسين عبدالرضا وأيضاً مسلسل “أم البنات” للنجمة سعاد عبدالله ومسلسل “رسائل من صدف” مما جعل الدراما الكويتية تنجح في الانتشار على المستوى الخليجي فقط والذي تحتل فيه المرتبة الأولى بلا منافس .
الناقد رامي عبدالرازق يقول: الدراما الكويتية تطرح بعض القضايا المهمة ومن خلال متابعتي القليلة جداً لبعض الأعمال الكويتية ألمس تطوراً كبيراً في جودة الأعمال التي ينتجونها، كما أن بعض المسلسلات تتناول قضايا اجتماعية جريئة ولكن قد تكون الأزمة الوحيدة التي تقف أمام انتشار الدراما الكويتية عربياً هي اللهجة، فالفن المصري انتشر لسهولة اللهجة المصرية وأيضاً عدم وجود منافسة للأعمال المصرية في فترات طويلة ومن ثم أسهم ذلك في انتشار اللهجة المصرية، أما اللهجة الكويتية فهي معروفة للخليج فقط إلا أنني اعتقد أن حاجز اللهجة لن يدوم طويلاً بدليل أننا كنا نقول ذلك على الدراما السورية وتجاوزت- مع مساعيها للانتشار- هذا الحاجز وأصبحت منافساً قوياً للدراما المصرية.
ويتفق معه المؤلف محمد صفاء عامر والذي أكد أن الدراما الكويتية أصبحت متطورة وتطرح موضوعات جيدة وجريئة قائلاً: الدراما الكويتية معروفة منذ زمن بعيد وقدمت نجوماً كثيرين مثل حياة الفهد وسعاد عبدالله وغانم الصالح، كما أن الكثير من الكتاب والمخرجين المصريين والنجوم أيضاً عملوا فيها في مرحلة السبعينيات والثمانينيات والتقارب بين عادات وتقاليد الشعوب العربية يسهل من انتشار الدراما ولكن مطلوب العمل أكثر من منتجيها لتسويقها عربياً وليس خليجياً فقط كما أن استقدام النجوم السوريين والمصريين قد يسهم في هذا الانتشار كما حدث من قبل.
ويرى عامر أن الدراما الكويتية أقرب إلى الدراما الصعيدية في مصر من حيث حدود الطرح المرجعية الاجتماعية، وهذا يعني أنها يمكن أن تنافس المصرية والسورية خلال الفترة المقبلة ولكن مع كسر العديد من الحواجز التسويقية والإنتاجية.
أما المخرج والممثل الكبير أحمد عبدالحليم، والذي عمل لسنوات طويلة بالكويت، فأشار إلى أن الفن الكويتي متطور جداً خاصة في المسرح والتلفزيون. ويقول عبدالحليم : عاصرت الكثير من الأجيال الفنية في الكويت ولديهم مواهب رائعة في مختلف المجالات ولكن الدراما الكويتية ظلت حبيسة حدود الخليج العربي طويلاً رغم أنها كانت من الممكن أن تنجح عربياً وهذا يرجع إلى المنافسة بين الإنتاج الدرامي المصري والسوري اللذين يحتكران السوق بشكل كامل ولم يدخل لهما منافس إلا الدراما التركية المدبلجة مؤخراً وأعتقد أن الدراما الكويتية هي الأولى على المستوى الخليجي ولكن عائق اللهجة يقف أمام منافستها للدراما المصرية والسورية وببعض التطوير في ما يتعلق باستقدام النجوم وأيضاً التسويق في الدول العربية ستدخل المنافسة قريباً.

http://www.alwasat.com.kw/Default.as...2044&pageId=12