ألا تخجل أيُّها الشرقُ كفاكَ تُهجّرُ العصافير؟!!!
مُهداة إلى موقع الفنان الكبير الأستاذ عبد الحسين عبد الرضا.
مع مودتي.
اسحق قومي
قبل البدء كان الله ...ولنعبده....
في البدء ِ كانَ الفردوسُ يجمعنا،وعلى مساحاته ِ تجلت الآلهة ُ.وكانت البراءةُ والسعادة ُ تحيطان ِ بنا حين لم نكن نعرفُ غير الدهشة ِ،هناكَ كنتُ أنا وكانت حبيبتي، تكاثرنا شعوباً وقبائل وأمم.من رحم الأرض ِ خرجنا وأكلنا وشربنا، حروبٌ وقتال وأنهار من دمّ الأبرياء جرتْ وتجري وستجري، الخرائط ليستْ كُتُباً مقدسة ً، والقوانينُ والدساتير بعضها يشيخُ مع الأيام والأزمنة.بعضها لسعادتكم وبعضها لشقائكم.
والإنسان غاية الوجود والكون وهو أقدس منهما....
لماذا تلوثونَ أنفسكم بجرثومة أفيون ٍ قاتل؟!!!
استخلصوا لكم كُتُباً جديدة ً تدعو للمحبة فيما بينكم.
ارسموا لكم لوحة ً جديدة ً وفجراً جديدا.....
مارسوا فن َّ الإبداع ِ، لا تلتفتوا للوراء ِ،تخلوا عن مملكة المجرمينَ...( أحبوا بعضكم بعضاً)....الحبّ والنهار سيجمعُ البشر....
لكم قواسم مشتركة فلتزدهر من خلال الحكماء والعقلاء ِ منكم. إنها خلاصكم لا تنغلقوا على أنفسكم افتحوا أذهانكم لستم أفضل من غيركم ولستُ أفضل منكمْ إلاَّ في محبتي لكم.
تعلموا فن الإقناع وفن الحوارات المثمرة وليس المهاترات ،أنتم لا شيءَ بدوني وأنا كذلك ....وأنا مهاجرٌ لن أعود إلاَّ إذا ابتنيتم لكم دوراً جديدة ً في أذهانكم.صلّوا مع طلوع الشمس مرة ً واحدة ....الجهات نعرفها فلا تفرقكم.هي من إبداع أجدادنا....هدفها القطب الواحد الذي لا نختلف عليه وجميعنا يسعى له،هو غنيُّ بذاته سرمدٌ وليس بحاجة إلى أن أدافع عنهُ لأني بذلك أنفي عنه ُصفة قدرته الكلية.فكروا بحكمة ومعرفة وليس بالتعصب تتطور الشعوب.ثمة وصية واحدة ً أقولها لكم، تعاملوا بضمير ٍ صالح وليس الضمير المتشنج وبالعقل المنفتح على جميع نتاجات العالم...عقول الحكماء لا الجهلاء والمتعصبين اتبعوا.
أنا سيد البحار والأنهار والأرض والعالم....منذ فجر التاريخ كلفني القطب الواحد بهذا. كنتُ وكنتم.وجعلني القطب سيداً لكلِّ هذه المسافات والأزمنة...علمتكم التسميات وكيف تكتبون النواصب والجوازم والنواهي.لا تنصبوا خبراً ولا تجزموا جملة المحبة فيما بينكم.
في البدء ِ كنتُ وكانت الأرض عاقرة والسماء تنزفُ نجومها...ومع هذا فأنا الماضي والحاضر والآتي من الأزمنة....علمتكم كيفَ تقتفون الأثرَ وتسيرون في الليالي مع الزُهرة وكانت دوماً معكم, السماءُ واحدةٌ لكن مستوياتها معدة لكل من يؤدي الأمانة والمحبة وليس العنف وحب سفك الدماء....تذكروا علمتكم كيف توقدون النار في الليل كما المجوس حين يصلون ..نجمة الصبح أنا، وعلمتكم سرَّ مهنتي فلا تخونوا الأمانة َ، علمتكم فرحي وبكائي وغنائي....
الأمطارُ ستنحسر في أرضكم، لأنَّ وعدي لم يأت ِ بعدْ....أوقفتُ مواسم المزن لأنكم تمردتم على وجعي وقهري وأشبعتم رغباتكم الذميمة من دمي حتى الثمالة.قطّعتم شفاهي وبيد ٍ واحدة تركتم ذراعي ...وأنتم تدعون أنكم أفضل الشعوب والأمم...أبشركم قريباً ستقفون أمام أنفسكم ولن ينفع ندمكم،ستقتتلون حتى تجري دماؤكم أنهاراً على كنوز بواطن أرض أجدادي...التي ستتحول لعنة لأجيالكم..
وقبل أن أودعكم تعلموا سرَّ قوة الأرقام وعلى الرقم السابع ضعوا أثقالكم، صلّوا لئلا يجتاحكم الجراد ، جدي من قاس أبعاد النجوم والكواكب وعلَّم البشرية سرَّ الآلهة....
تعلموا كيف نرتقي بآدميتنا لنعيش معاً....
****
ألمانيا 26/3/2008م
اسحق قومي
شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا
ملاحظة: وردت كلمة أنا في النص فليس المقصود أنا الشخصية بل الإنسان الذي خلقهُ الله وأعطاه السلطان على الوجود والعالم.
مودتي.