بلا كتاب = الفراغ الفكري و الثقافي بلا كتاب = الفراغ الفكري و الثقافي
(المعرفة الطريق نحو بناء الأمم والنهضة بالمجتمعات) إن القراءة مفتاح العالم".
"اقرأ كي تحيا".لـ ألبيرتو مانغويل"
الخواء الفكري خواء سلوكي ..تغييب الفكر تغيب للمجتمعات عن التقدم والحضارة
بداية نحن لا نحيا مرتين والقراءة طريقنا نحو البدء من حيث انتهى منه الآخرون ، ثمة ضرورة ملحة تدفعنا للحديث عن واقع الشباب والكتاب، وهذه الضرورة تكمن في أن الشاب بلا كتاب = الفراغ الفكري والثقافي، مما يجعله عرضةً للارتواء من أي نبعٍ كان!! لذا نحن نميل للرأي القائل: بضرورة الاحتماء بالكتاب، لمواجهة أي عائق، ولتجاوز أي نوعٍ من السدود، وهذا التأكيد ناشئ من الواقع الذي نعيشه يوميًا من خلال ما نلمسه من سلوكيات سلبية تصدر من فئة جيل الشباب.
ومن الأمور المسلَّم بها أن الشاب القارئ، هو شابٌ قادرٌ على أن يعيش عصره، ليبقى منتجاً فعَّالاً، وقبل ذلك نجده ذا شخصية قوية، فالقراءة وكما هو ملاحظ، تُساهم بدرجة كبيرة في صقل شخصية الإنسان، والارتقاء بطريقة تفكيره، ورسم واقعه الاجتماعي، كما أنها تساهم في تنمية الاتجاهات والقيم المرغوب فيها لدى الشباب.
وعندما نوَّد الحديث عن العلاقة المتبادلة بين الشباب والكتاب؛ فأظن بأننا سنخلص إلى كونها علاقة سلبية، تتمثل في رفض الشاب للركون إلى الكتاب الذي عُدَّ يوماً ما كخيرِ جليسٍ للإنسان، ومن أراد أن يتأكد من صحة هذا الادعاء؛ فليسأل أقرب طالبٍ إليه، من الطلبة الذين لا يزالون يدرسون في المرحلة الثانوية أو الجامعية؛ ليسمع الحقيقة المرة بنفسه.
لغة الأرقام تقول إحصائية قديمة منشورة في جريدة الحياة، جاء ضمنها أن معدل إنفاق بعض الشباب الجامعي في بلدٍ عربي على الكتب لا يتجاوز (10%)!!
الحديث حول هذا الموضوع حديثاً مهماً وضرورياً، فما دمنا نقول بأن العلاقة سلبية، فهذا الأمر، يُحتِّم علينا البحث في جذور المشكلة لوضع العلاج المناسب والملائم لها.
علماً بأن مسألة العزوف عن القراءة ليست مشكلة تخص الشباب، بل هي مشكلة المجتمع بأسره، وربما كان تركيزنا على هذه الشريحة بالذات، باعتبار أنها الجهة المعوَّل عليها لتغيير واقعها والمجتمع معها عبر تمسكها بالكتاب. ثقافة الكتاب وثقافة الإنترنت
نظل بحاجة إليهما معاً، إذ لا يمكن أن يدعي إنسان بأنه قادرٌ على الاستغناء عن أحدهما دون الآخر؛ فلكل وعاء فائدته، ولكل وردٍ رائحته!!
مع تأكيدنا على الفرق الواضح والجلي بين من يأخذ زاده الثقافي والمعرفي عبر الكتاب، عمن يقتصر على الإنترنت وحده، نعم، الإنترنت هو الوسيلة الأسرع والأسهل للحصول على أي معلومة يحتاجها الباحث والمتابع، ومع ذلك -على ما أظن- فإنه لا يُعد الوسيلة المثلى للبناء الثقافي الرصين والجاد.
ولا يخفى أن الباحث عادة ما يستخدم الإنترنت كوسيلة للبحث عن معلومة معينة، وقد يضطر لقراءتها مطبوعة على الورق، إن كانت تتسم بالطول.
ولتوضيح الفكرة بشكلٍ آخر، أقول: هل بإمكان الفرد منَّا أن يقرأ رواية من (500) صفحة بواسطة الإنترنت، وبشكلٍ مركزٍ؟ أظن بأن ذلك -وإن كابر البعض- ليس بالإمكان، ولك أن تسأل من شئت.
إذاً، يحق لنا الإدعاء بأن الإنترنت ليس بقادرٍ على إزاحة الكتاب من يد قارئه، كما أنه ليس بالإمكان التخلي عن الإنترنت في عصر ثورة المعلومات وانفجار المعرفة، بالاكتفاء بقراءتنا لكتاب , وربما يصح لنا القول: بأن شبكة الإنترنت قد ساعدت في ترويج الكتاب ونشره، ولم تستطع أن تحل محله، إذ بقي كل واحدٍ منهما محافظاً على موقعه، كما هو شأن المعركة بين الصحافة والإذاعة، أو السينما والتلفزيون قديماً.
ومن الطريف أن المفكر اللبناني (علي حرب) كتب عرضاً لكتاب: (العمل بسرعة الفكر)، وهو من مؤلفات (بيل جيتس) -صاحب شركة مايكروسوفت وأحد نجوم العالم المُعَوْلم- وقد خلص علي حرب إلى أن "تجربة جيتس، مؤلف الكتب، تشهد على أن الكتب الورقية لن تموت مع الحاسوب والثقافة السمعية والبصرية، فإذا كان جيتس، الذي يُعدّ من أبرز رجالات الثورة الإعلامية، التي يخشى منها الناس على الكتاب، يلجأ إلى تأليف الكتب من أجل أن يتحدث عن معنى تجربته وآفاق مشروعاته، فإن ذلك يعني أن الكتاب المطبوع باقٍ، ولن يحل محله الكتاب الإلكتروني".
يمكننا التأكيد هنا على مسألة السرعة والسهولة -التي تتاح عبر الإنترنت- أثناء تلقي المعلومة المطلوبة، وكذلك أثناء نشرها..
فشبكة الإنترنت أتاحت للإنسانية فرصة كبيرة للتقدم والنمو والارتقاء: معنوياً ومادياً، لذا علينا أن نستثمر هذه الوسيلة من أجل: نشر العلوم النافعة، والقيم الحقة، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. كيف ننمي الحس المعرفي و الاطلاعي لدى شبابنا؟
بتوفير الأجواء المساعدة والتي من شأنها اجتذاب الشباب لمختلف مصادر المعرفة المتاحة. والمسؤولية في ذلك تقع على كاهل كل من: الأسرة، والمدرسة، والمجتمع، ووسائل الإعلام، والدولة. فمثلاً:
- الأسرة القارئة قادرة على صناعة ابن قارئ، إن هي وفرت المناخ المناسب، داخل المنزل.
- والمدرسة بإمكانها أن تدفع الشباب دفعاً باتجاه الثقافة والاطلاع، إن هي وفرَّت المناهج الكفيلة بغرس ملكة الإبداع، والبحث عن المعرفة في أنفس الطلاب.. المناهج البعيدة عن أسلوب الحفظ والتلقين، والتي لا نجني منها إلاَّ مزيداً من النسيان.
- والمجتمع بتشجيعه ودعمه -المادي والمعنوي- لمن يعمل في حقل الثقافة والعلم.
- ووسائل الإعلام المختلفة بتبنيها لصنَّاع الثقافة والعاملين على إثرائها.
- والدولة إذ هي القادرة على أن تكون أماً للثقافة والمنافع، أو أماً للجهل والمساوئ، ولك أن تتأمل في واقع شعوبنا كيف نستثمر واقع المدرسة ثقافياً؟
قد لا نجانب الحقيقة لو قلنا بأن المدرسة تُعد من أهم الأركان المعول عليها للنهوض بالجانب الثقافي والمعرفي، من أجل تخريج الطالب المثقف، وإنسان المستقبل الفاعل.
لكن، هل المدرسة -وفي هذا الزمان- تقوم بهذا الدور؟ هذا هو السؤال..
لسنا بحاجة لبذل جهدٍ كبير للكشف عن الحقيقة المؤلمة المتمثلة في إخفاق المدرسة في هذه الجنبة، وخريجو المدارس -بل والجامعات- خير شاهدٍ على ما نقول، فلك أن تجلس مع خريج مدرسة ثانوية لتدير معه حواراً ثقافياً في أبسط الأمور، لتلمس بنفسك ثقافته الضحلة رغم أننا نعايش عصر ثورة المعلومات وانفجار المعرفة!!
تقصير المدرسة أمرٌ واضح لكل من دخلها أو تخرج منها.
أما عن كيفية استثمار واقعها ثقافياً، فيمكننا أن نوجز ذلك بعددٍ من المقترحات، علماً بأن بعضها قد جربت عملياً من قبل بعض الأصدقاء والمعارف، وهي الآتي:
1- تخصيص جائزة لمن يتفوق على زملائه في استعارة أكبر قدر ممكن من كتب المدرسة، ويفضَّل تشجيع الطلاب على كتابة ملخصات للكتب التي قرءوها في دفتر خاص، تحت عنوان: الكشكول، أو ثمرة القراءة، أو مما قرأت...الخ؛ وذلك بهدف التحقق من قرائتهم لها، ولتقوية أسلوبهم الكتابي والأدبي.
2- إلقاء المحاضرات، وعقدت الندوات الثقافية داخل مكتبة المدرسة، سواء كان المحاضر مدرساً في المدرسة نفسها، أو أحد علماء أو مثقفي المنطقة، ومن باب التجربة الشخصية، فقد نظمنا بعض المحاضرات يلقيها الطلاب أنفسهم، وقد لفت بعضهم أنظار المدرسين بقوة الطرح، وحسن التعبير، بالرغم من إلقائهم للمحاضرة بطريقة مرتجلة.
وقد صرّح بعض المدرسين بصدقٍ قائلين: لقد تفوق تلامذتنا علينا؛ فنحن لا نتمكن إلاَّ من شرح الدرس المقرر، وليست لدينا المقدرة على إلقاء محاضرة في ظل جمعٍ كهذا!!
3- تخصيص جوائز متعددة لمن يكتب أفضل: (بحث، مقالة، قصة، قصيدة، خاطرة، مسرحية...الخ)، على مستوى المدرسة، أو القطاع.
4- إصدار النشرات الثقافية والتربوية، وتشجيع الطلاب على الكتابة فيها، وكذلك العمل على نشر بعض موضوعاتها في الصحف المحلية.
5- تفعيل المكتبة المدرسية، وتزويدها بالكتب المناسبة للطلاب، والتي تتميز بخاصية الجاذبية في الشكل والسلاسة في الأسلوب، والعمق في المضمون. الطالب ما بين ثقافة الكتاب والمنهج
الكتاب المدرسي، أو ما يُعبَّر عنه بالمنهج، يُعد من المكونات الرئيسة أثناء تأدية العملية التعليمية؛ بل هو المحور الذي ينبغي الانطلاق من خلاله تعزيز جانب التحصيل العلمي والمعرفي، فهو حلقة الوصل بين المعلم والطالب، وبين الطالب والعملية التعليمية ككل.
ومن المسلمات أن ذاك الزمن الذي كان المعلم فيه يلقِّن طلابه العلوم والمعارف متصوراً أنهم (آلة تسجيل) تعيد ما سجل فيها، قد انتهى من غير رجعة، كما أن الأبحاث والتجارب الميدانية أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك بأن الدروس التي تأخذ عن طريق التلقين لا تستقر في الذهن طويلاً، بعكس المعلومات التي يسعى الإنسان من أجل تحصيلها عن طريق القراءة الخارجية عبر التعلم الذاتي.
حول ذلك يتحدث الكاتب (عبد التواب يوسف)، في كتابه المعنون بـ (أطفالنا وعصر العلم والمعرفة) ص75-76، قائلاً: "لقد مرت بالعالم كله مرحلة التلقين.. كانوا في أميركا يشكون منها، ويقولون: إن الكبار -آباءً ومعلمين- يظنون أنفسهم إبريق شاي، ويتصورون الأطفال أكواباً فارغة، ويروحون يسكبون فيها مما لديهم.. وسمعتها في الصين.. الكبار يحسبون الأطفال "بطاً بكينياً، يقومون بعملية (تزغيطه)
إذاً، لا بد لمن يرغب في تطوير ثقافته -سواءً كان طالباً أو متخرجاً- من أن يقبل إقبالاً كبيراً وواسعاً على ممارسة عادة القراءة وتنمية التعلم الذاتي، ولو نظرنا في سيرة العلماء المتميزين، وقرأنا سيرة القادة العظام لرأينا أن الواحد منهم ما انفك عن مصاحبة الكتاب يوماً إن لم نقل لحظة .
إذاً فالكتاب المدرسي المقرر، والكتاب الثقافي غير المقرر، كلاهما وجهان لعملة واحدة، وليس بالإمكان الاكتفاء بأحدهما دون الآخر، ومما يؤسف له أننا نجد انكباباً من قبل الطلبة -المهتمون منهم- على الكتب المقررة فقط، وانصرافهم عن الكتب الخارجية، وذلك في مختلف المراحل الدراسية، من الابتدائية وحتى الجامعية ، بل نجد أن بعض الآباء قد يأمر أبناءه بعدم الركون لقراءة أي كتاب خارجي، بحجة ضرورة التفرغ للكتب الدراسية!!
من خلال ما كتبنا عرفنا أن الكتاب و المدرسة طريق لتنوير العقل و التخلص من الخواء الفكري للنهوض بالفرد والمجتمعات و لاشك أن البيت و المدرسة هي مدخلات لمخرجات مجتمع اكبر متى ما جادت مدخلاتنا هذه جادت مخرجاتنا و أصبح لدينا مجتمع منتج و معطاء
مرة أخرى نعود إلى موضوعنا الفراغ الفكري و هو مع كل الأسف بات ظاهرة متفشية في جميع طبقات المجتمع وأصبحت تشمل الجميع سوى كانت فردية أو جماعية، حتى المؤسسات التي ينبغي أن تكون محصنة من هذا التلوث أصبحت الرائدة في ذلك بل المروجة له من حيث لا يشعرون وحالت بين الوعي والمجتمع لتصبح عائق وهم مزعج للكثير من الذين يحملون طموح التجديد و التأثير
قرأت منذ فترة وجيزة دراسة في أحدى المواقع المختصة في الدراسات الإستراتجية و تشير هذه الدراسة على إن الغباء في العالم وصل إلي 80% ونحن في الوقت الذي نبحث فيه عن موضع قدم لنا في هذا العالم المتسارع والذي بات يتطور كالنار في الهشيم أين نجد إعرابنا في ميادين العلم والمعرفة هنا بالضرورة طبعا ليس لنا موضع قدم في دول العالم الثالث ناهيك عن الدول المتقدمة الذي بلغت ما بلغت من العلم والرفعة والرفاهية الاقتصادية .
يحتاج هذا الموضوع إلى دراسة نتناول الأبعاد المنهجية من شتى جوانبها أي كيف نفكر نحن و كان استنتاجه إلي هذا المستوى المنحط الفكري الفراغ الفكري ما نقصده هنا التفكير الخطأ والذي ينتج عنه خواء نفسي و سلوكي غير بناء والذي يكون نتيجة تفكير واستنتاج خاطئ والذي نريد أن نستبدلهُ بشيء صحيح يكون استنتاجه صحيح يعود بالنفع للعقل لا زيادة التعقيدات والحزازيات الفكرية لندور في زوبعة فنجان.
حسب اعتقادي أن العنف الفكري هو أحد الأسباب المهمة والتي إذا ما مورست بالشكل المفرط الذي يستخدم حالياً في مجتمعاتنا يتولد الفراغ الفكري ويتوارد في أذهان من تسول لهُ نفسه في كسر العقدة الثقافية المتراكمة وهنا ليس موضع بحثنا أي في العنف وهذه تحتاج إلى موضوع مستقل بذاته .
التبعية العمياء هي سبب ونتيجة أي دافع لبروز هذا الخط أعني هنا (الفراغ الفكري)وفي نفس الوقت ستكون النتيجة واضحة أي صورة مستنسخة لهذا الخط ترتسم في الجيل الجديد وهذه الطبقة الواسعة في المجتمع شريحة لا تكلف نفسها في فهم فكر من يتبعونه ومعرفته بل يكتفون بالغوغاء والشعارات الاستهلاكية (كُل فتاة بأبيها معجبة) ورفع الصور وما على شاكلته من هذه الأفعال .
للأسف نحن نشهد موجة من تنميط الفكر و المشاعر والسلوك نحو مجتمعات خاوية من الريادة والعطاء
ما يهمنا هنا و النقطة الأهم في بروز هذا الخط هو الأصالة مرادف كلمة حداثة فالقلق على الإرث الذي تناقلهُ الآباء عن الأجداد لا بد أن لا يتغير حسب نظرتهم تجاه الإرث ليبقى على شكل قوالب فالتجديد حسب ما يطلبه الوضع مرفوض وأن كان يصب في مصلحة الإسلام وفي حقيقة الأمر هذا الخطر الحقيقي على الإسلام لئن العدو داخلي وقد تجلى في صورة الحامي والمدافع لننشغل في الأعداء الوهميون الذين خلقناهم من الفراغ الفكري أي العدو الواضح المعالم والذي لا يشكل خطر علينا نحن كإسلام صاحب حضارة متجذرة وثقافة متأصلة في كيان مجتمعاتنا المحافظة.
الفراغ الفكري هو نتيجة للتفكير الخاطىء من حيث تشخيص الحالات وقابلية الفكر الذي يستوعبونه ويطلبونه ويكون محل قبول لديهم ( حدث الناس بقدر عقولهم) منذ فترة قرأت فتوى إلي مفتي أحد الدول العربية الإسلامية يقول فيها بجواز الزواج من الجنية ! هنا ينتقل الموضوع من الفراغ الفكري إلي الكارثة الفكرية أي لا يعلم المفتي بماذا يفتي حتى لجىء إلي هذه الفتوى المضحكة المبكية ! وهذا نتاج طبيعي من مجتمع يستشري فيه الفراغ الفكري ولا يدري ماذا يقرأ وماذا يكتب وبماذا يفتي فتكون هذه النتائج .... الفتاوي الجنونية.
الفراغ الفكري ليس وليد الساعة لكن هذه الساعة بات خطيراً للغاية لماذا؟ لئن في السابق وقبل عقود من الزمن عند ما أتى المد الماركسي كان من السهولة التصدي له من خلال تعرية الفكر و نقضه ومن ثم طرح الفكر الإسلامي القويم وتبيانه ورأينا كيف هذا الفكر يتلاشى كقنديل يلفظ أنفاسة الأخيرة إلا أن ما نسبشر به أن هناك جملة من الدعاة و مفكري الإسلام والمثقفين يقومون بهذا الدور نحو العودة إلى المبادئ والقيم الإسلامية التي غيبت و التي توجه الفكر و تملأ القلب والعقل حكمة و ثباتا و نورا نحو الخيرية والإنسانية والعطاء .
الفراغ الفكري من أخطر الأسلحة التي توجه لنا نحن كشعوب مستضعفة ومن السهولة اختراقنا لئن أرشيفنا خاوي ومن السهولة أن يوضع لنا أي شيء وأي سلعة رخيصة ما دام فارغ وسيتم قبوله تدريجياً من قبلنا مهما كان هذا الفكر لكن إذا كان أرشيفنا ممتلىء بالفكر الواعي ليس من السهولة اختراقنا بل يمكننا تصدير فكرنا وهذا ليس صعب إذا كان الوعي هدف لنا والحقيقة مقدسة عندنا ..
يقال أن الفراغ الفكري هو كذلك نتاج عن عزف القارئ عن الكتاب الذي لا يتوافق مع اختصاصه أو عدم تماشيه مع فكره بصورة معممة وتوسيع الإطلاع الثقافي وهنا أن صح المجاز يطيب لنا أن نطلق عليه بــ (الإنتحار الفكري) المحرم !( و أنت لا تقرأ إلا ما يعجبك أنت لا تتعلم أبدا ) لئن العلوم الإنسانية بلغت ما بلغت من التقدم فعلى سبيل المثال علوم الاجتماع الغربية وإن كنا نتحفظ على القاعدة الذي يتخذها الغرب في تشخيص المشاكل النفسية ولا يسعنا هنا تناول الخلاف وليس أصل الموضوع أصلاً تبقى علوم راقية أخضعت لنقد شرس وتصحيح حتى وصلت إلي هذا المستوى الراقي من الطرح وأعراضنا عنها تعني الانتحار والتقوقع والاستمرار في دائرة البهيمية والتبعية و عدم التأثير ولو رجعنا إلي صدر الإسلام لوجدنا أن الإسلام عند ما أتى إلي العرب كانت العرب تفتقد إلي أبسط أدوات الثقافة الحضارية وقد أمر الإسلام بتبني حضارات أخرى والأدهى من ذلك هو تطويرها وتطويعها بما يتوافق مع التوجه الإسلامي الثوابت الدينية القيم والمبادئ الأخلاقية التي ينطلق منها كل أساس حضاري ونجاح وكانت الحضارة الفارسية لها سهم الأسد الجائع في ذلك ...و قد شاهدنا ذلك صار على مرأى للعيان وفي من عهد عمر بن الخطاب شوهد و بشكل كبير حين تبنيه فكرة الدوواين ( الوزارات ) من نظام الفرس و الروم و ازدهر النظام السياسي و الاقتصادي والاجتماعي وبلغ أوجه في عهد العصر الذهبي للإسلام الذي امتدت رقعته من بلاد الأندلس من غربا إلى بلاد السند ( الصين ) شرقا علما و حضارة إنسانية
السؤال هنا هل بإمكاننا تبنى الفكر الآخر ونطوعه ونصححه كما يتوافق مع ديننا و كما فُعل في صدر الإسلام ؟
البيت والمدرسة مدخلات المجتمع الأول بل وعدت وسائل الإعلام هي نظام لمدخلات لهذا المجتمع و المجتمع ككل و التي إن جادت ، جادت مخرجاتنا مجتمعنا ككل ..الخواء الفكري خواء للنفس والعقل و السلوك البناء و لن ننهض بمجتمعاتنا حتى ننهض بسلوكياتنا ونملأ هذا الفراغ الفكري بالاستفادة والانفتاح على تجارب و خبرات الآخرين مع تطويعها وفق قيمنا و ثوابتنا الإسلامية التي تدعو إلى النبل و الأخلاق " و إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " و نحن أمة أقرأ فلنقرأ حتى نرقى و ننهض بأمتنا و نستعيد مجدنا من جديد نحو الخير والعطاء والنفع
بالاعتماد على عدة مصادر و كتب متخصصة __________________ لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس
|