30-01-2012, 09:42 AM
|
#1 (permalink)
|
عـضـو V I P
العــضوية: 14501 تاريخ التسجيل: 29/01/2012 الدولة: Saudi arabia
المشاركات: 1,458
الـجــنــس: أنثى | «عنبر و11 سبتمبر».. عودة مسرح الثمانينات
ختم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب فعاليات مهرجان القرين الـ 18 بعرض مسرحية «عنبر و11سبتمبر» بطولة سعد الفرج وغانم السليطي وهبة الدري، وكان ختاما فنيا جديدا على المهرجان حيث اعتاد أن يكون الختام غنائيا، لكن المجلس اختار في الدورة أن يكون مسرحيا.
مسرحية «عنبر و11 سبتمبر» تنتقد سياسة أميركا في موضوع حربها على الإرهاب وبالتحديد سجن غوانتنامو، وما يحدث فيه من أمور غير طبيعية بعيدا عن الإنسانية وما فيه من مخالفات قانونية دولية يمارسها القادة الأميركيون تحت غطاء الدفاع عن الإنسانية ضد الإرهاب وبحجة حماية المصالح الأميركية العليا والأمن القومي الأميركي.
عرض تقليدي
قدم السليطي لكونه كاتب العمل وبطله في الوقت نفسه عرضا تقليديا أعادنا إلى عروض الثمانينات التي كانت تعتمد على الحوار الطويل والمشهد الثابت وديكور ثابت ذات أبعاد محددة غير متغيرة في الفصل الواحد.
هذه النمطية التقليدية في العرض جعلت من المسرحية عرضا كلاسيكيا بعيدا عن الواقع الذي نعيشه اليوم أو لنقل يعيشه الجيل الحالي، وإن كان الموضوع والطرح موضوعيا وواقعيا، ولكن التقليدية الفنية للنص أبعدته عن الواقع، فكان بينها وبين الجيل الحالي مساحة قللت من نجاحها، وأشعرتنا كأننا نشاهد مسرح الثمانينات.
مطاردة إرهابي
عنبر رجل متواضع وبسيط، يحب أن يساعد الناس، ذهب إلى أفغانستان لكي يساعد الفقراء والمحتاجين، ولكنه تاه هناك واعتبره الأميركيون إرهابيا لأنه موجود في منطقة صنفت على أنها إرهابية، فكل من يذهب إليها يسجل اسمه على هذه الصفة، فطاردوه واعتبروه إرهابيا من الدرجة الأولى، خاصة بعد أن فجر مطعما مليئا بالأميركان تحت حجة القتال والجهاد ضد الكفار، تم القبض عليه بعد أن بلغ عنه أخواه، لأن كل مصالحهما التجارية والحياتية تعطلت، وبعد أن ظل عنبر في سجن غوانتنامو فترة من الزمن وعذب بكل الطرق اللاإنسانية، أطلق سراحه لأن الأميركان لم يجدوا ما يدل على أنه إرهابي أو له صلة بالإرهاب، خرج عنبر وقرر الانتقام من الأميركان.
رقابة صارمة
واجه الأخوان سعد وغانم مشكلة في تعاملهما مع الخارج، لأن الأميركان وضعوهما تحت الرقابة الصارمة والحظر التجاري، فاضطرا الى أن يتحولا إلى اليهودية لكي تسير امورهما بسلاسة ويسر، وفي إحدى اللقاءات الاجتماعية دخل عليهما عنبر وفجر المطعم ونفسه، بعد أن ضاق ذرعا بما فعله فيه الأميركان تحت حجة مطاردة الإرهاب.
واقع مرير
تطرح المسرحية واقعا مريرا تعيشه الأمة العربية، وتصنف المسرحية ضمن الأعمال السياسية، ولكن السليطي كتبها بطريقة ليست لها علاقة بفن الكتابة المسرحية الحديثة، بل اعتمد على التقليدية في الطرح، وهي مدرسة فنية انتهت مع نهاية الثمانينات، ولذلك ظل السليطي يتحرك في المسرحية بطريقة قديمة، كأننا نحن الجمهور نشاهد أمامنا عرضا مسرحيا إذاعيا وليس مسرحا، لم تكن هناك مؤثرات صوتية، مع أن المسرح اليوم يعتمد اعتمادا كليا على هذه المؤثرات، ولم تكن هناك حركة متناغمة مع الحوار والنص، بل ظل السليطي يعتمد على طريقته في التمثيل وهي «السذاجة وعدم الفهم» في إضحاك الجمهور، وهذه مدرسة انتهت ولم يعد لها وجود.
في مشهد السجن كان عنبر يستهزئ بالجنود والسجانين أكثر من استهزائهم به، فخرجنا نحن الجمهور بانطباع أن الأميركان هم المظلومون وليس عنبر، لأنه كان يستهزئ طوال الوقت، ثم خرج علينا في مشهد الحفل وقرر أن يفجر القاعة من دون أن يقدم لنا أي مقدمات تجعلنا نتفاعل معه، فكانت حادثة الانفجار ضده وليست معه، وتعاطفنا نحن مع الأميركان واليهود مع أن المفترض أن يكون العكس.
نجم كبير
تحتاج المسرحية إلى كتاب شباب جدد لإيصال الفكرة إلى الجمهور، كما تحتاج إلى طرح حديث بعيدا عن المسرح التقليدي الذي انتهت صلاحيته منذ أكثر من عشرين سنة، ومع ذلك كان سعد الفرج نجما كبيرا ومسرحيا متمكنا من نفسه، وموهبة يقل نظيرها في المسرح العربي، ورقما صعبا في العمل المسرحي، كان هو المرتكز في العمل بالرغم من ضآلة مساحة النص له، وقلة حركته على الخشبة، أما بقية الممثلين فكانوا أرقاما زائدة على الحاجة كان يمكن الاستفادة منها.. فعلى سبيل المثال ظلت هبة الدري تقدم شخصية واحدة لم تتغير طوال العمل وهي المرأة الأميركية الصارمة.
جانب من الحضور
المصدر / http://www.alqabas.com.kw/Article.as...&date=30012012
|
| |