26-07-2010, 03:31 PM
|
#1 (permalink)
|
خبيرة في التنمية البشرية
العــضوية: 5529 تاريخ التسجيل: 17/09/2009
المشاركات: 3,872
الـجــنــس: أنثى | اشتراطات قصيدة النثر.. أسئلة كثيرة بلا أجوبة بأمسية هافانا اشتراطات قصيدة النثر.. أسئلة كثيرة بلا أجوبة بأمسية هافانا الوطن أون لاين - عدنان الصانع
اعتبر الشاعر العراقي عدنان الصائغ أن هناك التباسا في فهم المقصود بقصيدة النثر، واصفاً إياها بأنها تشبه لعبة التنس، حيث يعتقد الشاعر أن القارئ مسلح بما يكفي لرؤية الكرة وهي ترتطم بالشبكة أو ترتد لكي تتمايز عن كرة أخرى.
وأضاف الصائغ خلال أمسية "اشتراطات قصيدة النثر" التي ألقاها الدكتور سعيد السريحي بمصاحبة الصائغ في مقهى هافانا بمكة المكرمة أول من أمس أن قصيدة النثر لا تخلو من الاشتراطات، ولكن في داخلها قوة ذاتية، بوصفها نصاً تخلى عن رتوش القصيدة العمودية في الوزن والبلاغة والموسيقى، فأصبحت عارية تماما أمام الشاعر الذي إن كان ماهراً شحنها من خارج شروط النص التقليدي، فتغدو القصيدة جديدة تشتعل كالجمر بيد الشاعر وتتركه يحترق مع قارئه في لوعتها.
وصور الصائغ قصيدة النثر في محنة استحضارها، بأنه إذا كان هناك تشابه في رمال البحر، يغدو من الصعوبة تخير الجواهر الثمينة، فالجميع غواصون في بحر اللغة، لكن الشاعر الماهر هو من يستخرج لؤلؤة ثمينة، وهو لا يستطيع استخراجها إلا في إطار اشتراطاتها، التي لم يفصح عنا الصائغ وقال في مداخلته إنه تحسس الاشتراطات ولم يعثر عليها.
السريحي وبدائية اللغة
وساق الدكتور سعيد السريحي جملة من المفاهيم عن نشأة اللغة، معتبراً أن الإنسان نطق بالشعر قبل أن يعرف النثر، فقد كانت لغته مبرأة من العقلانية والتقنين، حين سمى الأشياء بما هي صلته الموضوعية بها، لكن مع تطور هذا الإنسان عقلاً ومدارك صار قادراً على التصنيف، فلم تعد الكلمة تعني له رؤيته للعالم بوصفها حالة شعرية وإنما بما هي عليه كتصنيف عقلاني للموجودات، ومن هذه اللحظة ولد النثر.
واعتبر السريحي في الأمسية التي أدارها خالد قماش أن الشعر سابق للوجود، وهو ما كان محل اعتراض بعض المتداخلين الذين ربطوا بين الشعر وتاريخ اللغة، ليضيف السريحي أن الشعر أسهل من النثر، إذا اعتبرنا أن الشعر موقف من العالم، ولذلك فإن الأطفال هم أقرب إلى التعبير بالشعر، قبل أن تنمو مداركهم ويعقلنوا الكلمات، ولذلك لجأ الإنسان إلى شحن اللغة بطاقة من خارجها مثل الوزن والموسيقى لتكون أكثر تأثيرا، ووصل الأمر في عصرنا الحديث أن تحرر الإنسان من كل ما هو غير إنساني، في الوقت نفسه تخلصت القصيدة من كل ما هو غير شعري، فعاد الشاعر بذلك على اللغة الصافية، وبالتالي اعتبر السريحي أن قصيدة النثر هي الشعر الصافي في اللغة، وفيها يواجه الشاعر صعوبة في إبداعها، حيث لا وزن ولا قافية ولا موسيقى.
غياب المعنى
وفي المداخلات لاحظ الشاعر مسفر الغامدي غيابا لمعنى العنوان، مضيفاً أن البدايات الشعرية للإنسان مرتبطة بالممارسات الدينية والسحرية، فهي تكسر كل حواجز القول بواسطة اللغة، ويرى الغامدي أن الشاعر لا يجب أن يعبأ بأية اشتراطات للكتابة، فإما أن يكون ما يكتب مهماً أو لا يكون.
ورأى محمد السفياني أن الممارسة الثقافية هي نوع من الشعرية التي ينبغي تكريسها، مضيفاً أن ما سمعه يهز قناعات كثيرة حول الشروط المتوجب توفرها في النص الشعري، في حين قال القاص فراس عالم إن ما يسمعه عن قصيدة النثر من نظريات لا يختلف كثيراً عمّا يقال في القصة القصيرة.
وطرح الشاعر محمد سيدي أربعة أسئلة من بينها قلقه من أن يسقط الشعر في الفوضى والعدمية، حيث رد عليه السريحي، ربما كنا بحاجة إلى مثل هذه الفوضى حتى تستقيم الأمور، وكيف يمكن تخليص قصيدة النثر العربية من المؤثرات القصيدة الغربية.
ولم يوفر الشاعر عبد الرحمن الشهري الفرصة ليعبر عن تحفظه في الخلط بين النثر بوصفه نصاً شعرياً وبين النثر بوصفة صناعة عقلية، وأشار إلى أن هناك خلطا آخر بين قصيدة النثر وما يكتب من خواطر ومقالات إنشائية ولاحظ الدكتور محمد بخاري أن الشعر هو الكلمة الجميلة والمعنى الذي يمس وجدان الناس، وأن الكثير مما يكتب لا علاقة له بالشعر، فالشعر هو صورة، إن أجاد الشاعر رسمها فقد كتب الشعر وإن لم يستطع فإن ما يكتبه لا يعد شعراً.
وطرح الشاعر سعد الحامدي الثقفي سؤال البداية والنهاية (ماذا بعد؟)، وقال كأننا ننتظر ما بعد قصيدة النثر، هل سنستمر في كتابة هذه القصيدة بهذا الشكل، أدونيس توقع أن يعود الشعراء إلى كتابة القصيدة العمودية القديمة، ولذلك أريد أن أعرف ماذا بعد قصيدة النثر؟. __________________ لم يكتشف الطغاة بعد سلاسل تكبل العقول... اللورد توماس
|
| |