ودّع الساحة الفنية بعد مشوار حافل
الدموع سبقت الكلمات في رحيل غانم الصالح
حافظ الشمري
خسرت الحركة الفنية الكويتية والخليجية يوم أمس فارسا من فرسانها الكبار برحيل الفنان غانم الصالح، الذي وافاه الأجل في لندن حيث كان يعالج هناك، لكن القدر لم يمهله لينتقل إلى جوار ربه بعد رحلة طويلة مرصعة بعشرات الأعمال الفنية، قدم من خلالها عشرات الأدوار التي لن تمحى من الذاكرة، مثل دوره في مسرحية «باي باي لندن» ودوره في تمثيلية «الاحتقار» ودوره في مسلسل «الغرباء» ودوره في مسلسل «خرج ولم يعد» وعشرات الأدوار التراجيدية والكوميدية التي أداها بإتقان تام.
فمن منا ينسى دوره الذي قدمه في مسلسل «خرج ولم يعد» مع حياة الفهد وسعاد عبدالله ومن منا ينسى دور قفة في المسرحية الرائعة «علي جناحي التبريزي» التي أخرجها المسرح الراحل صقر الرشود وأذهلت نقاد وحضور مهرجان دمشق المسرحي وكانت نقلة مهمة للحركة المسرحية الكويتية ومن منا ينسى تلك الأدوار التي جسدها الراحل في أعماله التراثية كمسلسل «الغرباء» التي لازالت تعيش في ذاكرة المشاهدين.
أعمال كثيرة لا يمكن لنا ان نحصرها في هذه العجالة فتاريخ الفنان الراحل غانم الصالح مليء بعشرات الأدوار التي لا يجيد اداءها إلا غانم الصالح
والراحل فنان من الرعيل الأول الذين قامت على أكتافه الحركة الفنية والمسرحية، ومن مؤسسي فرقة المسرح العربي لم يبخل يوما بالعطاء، كان سباقا على الدوام في العمل من أجل الحركة الفنية الكويتية، وكان مثالا حقيقيا للالتزام والتفاني والبذل.
تعرض غانم الصالح لأزمة صحية يوم 9 أكتوبر الجاري ونقل إلى أحد المستشفيات في العاصمة البريطانية لندن حيث خضع هناك للعلاج من التهابات حادة في صدره.
زملاء الراحل الذين صدمهم رحيله المفاجئ أدلوا بشهاداتهم عبر هذا التحقيق:
سعاد عبدالله: عملاق لا يعوض
الفنانة سعاد عبدالله تحدثت في كلمات تغلبها الدموع وقالت انها عندما سمعت الخبر لم تتمالك نفسها ولم تصدق الخبر لأنها اتصلت بابنه وطمأنها على صحته لكنها مؤمنة بالقضاء والقدر، مبينة أن الفقيد من الفنانين الذين يحظون باحترام كبير وهو ذو علاقات وطيدة في كل الوسط الفني، مشيرة الى أن الفن الكويتي بفقدان غانم الصالح فقد فنانا عملاقا وكبيرا لا يعوض.
حياة الفهد: بكاء وتأثر
أما الفنانة حياة الفهد فاستقبلت اتصالنا بالبكاء قائلة: «الكلمات لا تفي مهما تكلمت عن الصالح لأنه فنان في منتهى الأخلاق والذوق وكان نموذجا يحتذى به في الالتزام والأصالة، ولقد جمعني معه آخر أعماله وهو مسلسل «ليلة عيد» وكان بمنزلة الأب للجميع، وكان حريصا جدا في تعامله وفنه ويبذل الجهود من أجل راحة الجميع، والساحة الفنية اليوم خسرت هرما كبيرا قدم للفن الكثير من الأعمال التي ستظل خالدة لدى جمهوره ومحبيه».
أحمد الصالح: معطاء
أحمد الصالح قال ان الفقيد فنان عملاق وكبير وفقدته الحركة الفنية في الكويت وفي دول الخليج، ولقد أعطى في مسيرته الطويلة الكثير من البصمات وأثرى المجال بأعماله، وستبقى إسهاماته الفنية باقية.
داود حسين: بداياتي معه
وأكد الفنان داود حسين أنه لا يمكن نسيان بداياته مع الفنان الراحل غانم الصالح خلال مسرحية «باي باي لندن»، حيث احتضنه ووقف معه وكان بالنسبة إليه كأب، ولقد تعلمت منه أشياء كثيرة منها الالتزام ومن الناحيتين الإنسانية والحياتية، وشعر ت بأنني محظوظ جدا لأن بداياتي كانت مع هذا الفنان الكبير الملتزم، مبينا أنه في مسلسل «زارع الشر» كان حريصا في التقيد بمواعيد التصوير وكان يسبق الجميع، وكان يحمل حسا إنسانيا كبيرا، ومن أنظف وأنقى الفنانين الذين تعامل معهم.
هدى حسين: صدمة للجميع
الفنانة هدى حسين قالت انها ألغت تصوير مسلسل «علمني كيف أنساك» لدى سماع خبر رحيل الفنان غانم الصالح، حيث لم نستطع إكمال التصوير بعدما شعرنا جميعا بالحزن الشديد والذهول وبالتالي أرجئ التصوير من قبل المخرج منير الزعبي والمنتج باسم عبدالأمير، مبينة أن الفاجعة كانت كبيرة خصوصا أن الصالح كان يتمتع بصحة وعافية لكن حالته انتكست فجأة، وقالت انه يعد كأب للجميع ويحترم كل من يتعامل معه وذو أخلاق رفيعة وعالية وشخصية فريدة من نوعها في المجال الفني، وهو «جوكر» في الفن لأنه يستطيع لعب كل الشخصيات والأدوار.
إبراهيم الحربي: ذكريات وصداقة
أما الفنان إبراهيم الحربي فقال ان الفقيد من الأشخاص القريبين منه كثيرا وتربطه معه علاقة شخصية وذكريات طويلة في العمل الفني وعلى مستوى الحياة الشخصية، وكان هناك تواصل معه دائما حتى في أحلك انشغالاتنا في عملية تصوير أعمالنا الدرامية.
عبدالرحمن العقل: صفحة بيضاء
وأكد الفنان عبدالرحمن العقل أن رحيل الفنان غانم الصالح وقع كصدمة كبيرة عليه وعلى الساحة الفنية الكويتية والخليجية عموما، مبينا أنه فنان كبير وأعطى الكثير من وقته وصحته وجهده من أجل الفن على الأصعدة المختلفة كافة، ويحمل صفحة بيضاء في علاقاته مع الآخرين مما أوجد له مساحة متميزة من الاحترام والتقدير من جميع من يتعامل معه.
أحمد السلمان: أخلاق رفيعة
قال الفنان أحمد السلمان: المرحوم الصالح غني عن التعريف وله بصمات خالدة في الفن الكويتي والخليجي، مؤكدا أنه كان يتواصل معه باستمرار وكان يحمل صفة الكرم والأخلاق الرفيعة وتعلم منه الالتزام، ولقد عمل معه في مسلسل «البيت المسكون»، وفقدت الكويت برحيله واحدا من القامات الفنية التي لا يمكن تعويضها.
محمد المنصور: عطاءات طويلة
تلقى الفنان محمد المنصور خبر فقدان الفنان غانم الصالح بتأثر شديد عندما كان يهم بالعودة لأنه خارج الكويت، حيث قال انه صديق العمر وأخ قريب من قلبه، ويتذكر التعاون الذي جمعه معه في مسرحية «علي جناح التبريزي وتابعه قفه»، مبينا أن الصالح كان يتمتع بدماثة الخلق والصدق والأمانة والالتزام، ولقد فقد المجال فنانا له اسهامات ملموسة في الفن على كل المستويات، وستبقى أعماله خالدة وعطاءاته المسرحية والدرامية والإذاعية والسينمائية باقية.
أحمد جوهر: فاجعة
وصف الفنان أحمد جوهر رحيل غانم الصالح بالفاجعة الكبيرة التي حلت في الحركة الفنية الكويتية والخليجية على العموم مشيرا الى أن الكلمات تعجز عن وصف أخلاق الفقيد لأنه من الفنانين الذين يعتز بهم ومثال فريد من نوعه في الالتزام، مبينا أنه جمعه معه آخر أعماله وهو مسلسل «المنقسي» في رمضان الماضي، ورغم أنه كان تعبانا حينذاك في عملية التصوير فإنه أصر على مواصلة العمل.
إبراهيم الصلال: خسارة للفن
أما الفنان إبراهيم الصلال فقال ان الساحة خسرت فنانا شاملا وعملاقا أعطى للفن الكويتي العديد من الأعمال التي لا تزال بصمتها موجودة وواضحة على كل مستويات مجالات الدراما والمسرح والإذاعة، مؤكدا أنه تأثر كثيرا لدى سماع الخبر لكنه مؤمن بالقضاء والقدر وهذه سنة الحياة.
فوزي التميمي: برنامج خاص لذكراه
أعلن الوكيل المساعد لشؤون التلفزيون فوزي التميمي أن تلفزيون الكويت فور ورود خبر رحيل الفنان غانم الصالح بدأ بعملية التحضير لبرنامج تلفزيوني يستحضر ويوثق الفقيد وسيُعرض قريبا حال الانتهاء منه، ووصف فقدان الصالح بالمصاب الجلل لأنه فنان كبير وهب نفسه وحياته من أجل الفن وقدم أعمالا متميزة ستظل راسخة في أذهان الجمهور.
جوائز ودروع
نال الفنان الراحل غانم الصالح العديد من الجوائز وشهادات التقدير والدروع منها شهادة إعلام من لندن عام 1969ودرع المسرح العربي عام 1980ودرع المبدعين عام 2003 وشهادات تقدير من مهرجان الخليج التاسع للإنتاج التلفزيوني ومن قناتي دبي وسما دبي والعديد من الجوائز الأخرى.
آخر أبناء «خالتي قماشة»
الفنان غانم الصالح لعب دور أحد ابناء قماشة التي أدت دورها الفنانة حياة الفهد في المسلسل الشهير «خالتي قماشة»، وهو الابن الثالث الذي يرحل بعد رحيل الفنان علي المفيدي والفنان خليل اسماعيل.
وقد عرض المسلسل في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي في تلفزيون الكويت وحقق نجاحا كبيرا، ولا يزال يعرض بنجاح في العديد من الفضائيات، وهو من اخراج الراحل حمدي فريد، وشارك في بطولته عدد من الفنانين بينهم الراحل خالد النفيسي وسعاد عبدالله وحياة الفهد والراحلة مريم الغضبان ومريم الصالح واستقلال احمد وعبدالرحمن العقل.
سيرته الذاتية
• غانم صالح الغوينم من مواليد عام 1943 صيهد العوازم قرب قصر السيف.
• متزوج وله خمسة أولاد.
• مثّل لأول مرة عام 1952 ضمن فريق المدرسة في مسرحية «علي بن ابي طالب» وكان من رفاقه في تلك الفترة الفنان عبدالحسين عبدالرضا والراحل عبدالوهاب سلطان.
• انضم إلى اللجنة التأسيسية لفرقة المسرح العربي عام 1961.
• أول عمل مسرحي شارك فيه غانم الصالح هو «صقر قريش» عام 1962.
• شارك في معظم أعمال فرقة المسرح العربي مثل «ابن جلا»، «استارثوني وأنا حي»، «عشت وشفت»، «الكويت سنة 2000»، «حط حيلهم بينهم»، «حط الطير طار الطير»، «مطلوب زوج حالا» وغيرها من أعمال.
• شارك في بطولة مسرحية «علي جناح التبريزي وتابعه قفة» التي أخرجها الراحل صقر الرشود وعرضت في مهرجان دمشق المسرحي عام1975.
• قدم مع المسرح الخاص العديد من المسرحيات أبرزها «باي باي لندن» و«حرم سعادة الوزير» و«ممثل الشعب» و«مضارب بني نفط»، و«الكورة مدورة».
• أول تمثيلية شارك في بطولتها غانم الصالح كانت «اذا فات الفوت» كما شارك في عشرات المسلسلات الناجحة والمسلسلات التراثية ومنها دوره في مسلسل «الغرباء».
• كتب مسرحية «بيت بو صالح» ولعب بطولتها لفرقة المسرح الجديد
• أعد وكتب العديد من الأعمال الدرامية ومن أبرزها تمثيلية «الاحتقار».
• آخر اعماله التي عرضها التلفزيون كانت «ليلة عيد» مع الفنانة حياة الفهد، و«المنقسي» مع أحمد جوهر وعرض العملان في شهر رمضان الماضي.
• له عشرات المشاركات في برامج ومسلسلات إذاعية.
المصدر