20-08-2013, 01:48 PM
|
#1 (permalink)
|
إدارة الشبكة
العــضوية: 5 تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 11,512
| الأخبار الصحافية الفنية ليوم الثلاثاء الموافق 20/8/2013م تواصل عروضها على مسرح نادي القادسية «عايلة فن رن» ... كوميديا اجتماعية رشيقة جداً
بلال الشامي بعد غنائه في حفل الزفاف
| كتب مفرح حجاب |
يواصل فريق مسرحية «عايلة فن رن» تقديم عروضها على مسرح نادي القادسية وسط حضور جماهيري كبير، وهي من تأليف هديل المرجان وإخراج وبطولة عبد العزيز المسلم، يشاركه البطولة كل من عبد الرحمن العقل، انتصار الشراح، باسمة حمادة، سعاد علي، عبد الله الخضر، بدور عبد الله، ناصر الدوب وغيرهم، وقد بدأت عروضها منذ أول أيام عيد الفطر.
ابتعد المسلم في «عايلة فن رن» عن مدرسة الرعب التي تبناها منذ سنوات، وقدم عرضاً مسرحياً اجتماعياً ركّز من خلاله على بعض المشكلات الآنية ولكن في إطار كوميدي، ولعل اللافت في العمل أنه قد أسند التأليف إلى الكاتبة المرجان للبحث عن فكرة جديدة تواكب الحدث والتطور المجتمعي، فقد اعتاد المسلم في غالبية أعماله المسرحية أن يقوم هو بتأليفها، لكنه أراد أن يخرج من عباءة الرعب بعض الوقت، ولعل من تابع المسلم سيجد أنه قدّم الكثير من الكوميديا الاجتماعية بعيداً عن الرعب مثل «عبيد في التجنيد»، «هالو بانكوك» وغيرهما.
وتدور فكرة المسرحية حول مجموعة من الأسر تجمعها قرابة ونسب، لديها الكثير من الهموم والمشاكل التي هي حقيقة الأمر يعاني منها الكثير من البيوت، فقد اضطرت زوجته «حصة» - وتؤدي دورها انتصار الشراح - أن تقترض من البنك مبلغ 75 ألف دينار لإنفاقه على السفر والكماليات إلا أنها تفاجأ بفصلها من عملها وتتورط في الأمر، ما يدفعها إلى مساعدة زوجها على الزواج عليها من مديرتهما في العمل «نعيمة» التي مرّ بها العمر ولم تتزوج ولديها أموال طائلة، وبذلك تسدد القرض وفي الوقت نفسه تعود إلى عملها وكان لها ما أرادت. إلا أن المسلم الذي يجسد دور «سليمان»، يسعى إلى أن يتخلص من هذه الزيجة الجديدة التي أجبر عليها، ليجد أمامه في البيت صديقة أخته «طيبة» (باسمة حمادة) التي انفصلت عن زوجها «جاسم» (عبد الله الخضر)، لكن في حسابها مليون دينار فيتزوجها، إلا أنها تعيد المليون لزوجها السابق، ما يجعل زوجته الثانية تتعاطف معه وترفض أن تأخذ قيمة القرض التي دفعتها حين تزوجته وتمزّق الشيك الذي كانت وقعته حتى يظل متزوجاً منها. وفي الوقت نفسه، نجد المحامية التي تتردد عليهم وتعد واحدة من العائلة وتغازله لفترة، وعندما تبوح له بحبها له يتزوجها ويصبح لديه أربع زوجات.
هنا تعاني زوجته الأولى حصة ويصبح همها أن يعود إليها زوجها، وتشعر بأنها أخطأت حين حاولت أن تقلّد الآخرين من خلال الإسراف والحصول على قرض وحين عرّضت حياتها الزوجية إلى المغامرات والمتاجرة، ليعيد المسلم عجلة الزمن إلى الوراء ويعود بالعرض «فلاش باك» وكأن الأمر كان حلماً، وهي عملية من الصعب تطبيقها على المسرح، لكن التقنيات التي استخدمت جعلت المشهد يتم تنفيذه بنجاح.
رؤية إخراجية
وشكّل نص المسرحية تحدياً مع نجوم العرض وكان ثرياً في غالبية جوانبه، فهو يتحدث عن عائلة كنموذج في تربية الأبناء ومشاكلهم في المدارس، فالعديد من الطلاب أصبحوا يكرهون المدارس بسبب زيادة عدد الامتحانات. كذلك شدد على الوحدة الوطنية والتواصل المجتمعي، وأيضاً كان هناك زخم كبير في معالجة الكثير من المشاكل الزوجية وعلاقة الزوجة بزوجها والمشاكل التي تواجههما بسبب الظروف المعيشية. واستطاع المخرج، منذ اللوحة الأولى، أن يضع الجمهور في الصورة بسرد بعض المشاكل اليومية التي تحدث في البيوت منذ الصباح الباكر حين يذهب الأولاد إلى المداس وما يترتب على ذلك من مشاكل.
واختار المدرسة الواقعية من أجل أن يدرك المتلقي ماذا يقول العرض، فالجمهور جاء إلى المسرح أيضاً للترفيه، وقد أجاد في مزج الدراما الاجتماعية بالكوميديا ووظّف الخشبة من خلال الديكور والألوان وحتى الأزياء. ومن يرى المشاهد الأولى للعرض، يدرك مدى الحس الجمالي والجهد المبذول في إعادة الزمن إلى الوراء حين كان يحكي عن أيام الزمن الجميل ووظف الغناء في ذلك.
«كركترات» جديدة
في «عايلة فن رن» كان الفنان عبد الرحمن العمل بارعاً في الربط بين الشخصيات والإمساك بمفاتيح الضحك والكوميديا منذ بداية العرض مع انتصار الشراح، لكن رشاقة المسلم جعلته يتفوق على نفسه في هذا العرض وتحرك في كل جنبات المسرح وقدم كل شيء من تمثيل وغناء واستعراض وكأنه غيّر جلده تماماً ليكشف عن ممثل جديد بأدوات محترف. أما انتصار الشراح، فكانت تجسد الحالة كما ينبغي كونها ممثلة محترفة، بينما باسمة حمادة أطلت بـ «كراكتر» جديد ورشاقة مختلفة وأشعلت رومانسيتها المسرح.
وجسدت الفنانة سعاد علي شخصية المرأة التي طافها قطار الزواج، والمتجبرة بصوتها بشكل جيد. أما عبد الله الخضر، فبالرغم من أنه جسد شخصية اجتماعية ترشحت لانتخابات مجلس الأمة ولم تنجح، إلا أنه نجح إلى حد كبير في الابتعاد عن الخط السياسي الجريء الذي انتهجه خلال الفترة السابقة، فهناك فرق كبير ما بين شخصيته في «مثلث برمودا» وبين هذا العمل.
وحملت مسرحية «عايلة فن رن» بعداً اجتماعياً جيداً ولمست الكثير من القضايا الآنية وظهر فيها عبد العزيز المسلم بشكل مختلف، وفي الوقت نفسه قدم النص العديد من الفنانين بشخصيات جديدة وأدوار لم نشاهدهم فيها من قبل، لا سيما الفنانة سعاد علي التي تعمل في هذا المسرح للمرة الأولى. كذلك كان الفنان بلال الشامي وفرقته ملح العرض، فقدم أكثر من وصلة غنائية وأشعل المسرح طرباً مع فرقته.
المصدر : جريدة الراي
|
| |