28-10-2013, 04:19 PM
|
#4 (permalink)
|
إدارة الشبكة
العــضوية: 5 تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 11,512
| رد: الأخبار الصحافية الفنية ليوم الاثنين الموافق 28/10/2013م تغريدات نارية على مدار الساعة يوم في حياة أحلام على «تويتر»
يبلغ عدد متابعي الفنانة أحلام على تويتر أكثر من 2.6 مليون شخص، وقد تكون من أكثر الفنانين العرب متابعة من جمهورها الذي يلقبها بـ «الملكة» وهي تلقبهم بـ «الحلوميين» وبالطبع الجيش الحلومي لا يقبل أي مساس بها.
على مدار الساعة لا تتوقف أحلام عن اطلاق تغريدات نارية صاخبة، تطال كل شيء تقريباً. فهي تحرص دائماً على تأكيد أنها «مسلمة غيورة» مرة بنشر صورة لها بالحجاب ومرة بترديد «تكبيرة العيد».
ودفاعاً عن الاسلام أيضاً نشرت تغريدة تهاجم فيها زيارة الفنانة الأميركية ريهانا لباحة مسجد الشيخ زايد ووصفتها في تغريدة بأنها «كافرة» مشيرة الى أنها لا تقبل أي اساءة لبلدها. قد يكون تصرف ريهانا مثيراً للجدل، لكنه لا يصل أبداً للحكم عليها بأنها «كافرة»، ولا يحق لأحلام ان تنصب نفسها مفتياً يصنف البشر الى كفار ومؤمنين.
وقبلها أعلنت معارضتها لقيادة المرأة في السعودية «بلد الحرمين» ما أثار غضباً عارماً في ظل سعي المرأة السعودية لنيل هذا الحق، كما لا يوجد رابط منطقي بين كون السعودية بلد الحرمين وبين حق المرأة في قيادة السيارة! فهل قيادة السيارة فعل غير أخلاقي؟ فلماذا تمارسه أحلام نفسها؟
تصريحات أحلام المباشرة، والحادة، توقعها دون ان تدري في تناقضات كثيرة، فهي تحل لنفسها كخليجية قيادة السيارة وتحرمها على امرأة خليجية أخرى، وهي تقول انها غيورة على الاسلام، بينما تنشر صورتها في «بنطلون فيزون» في أحد البرامج! فهل هذا البنطلون يناسب سنها، أو يناسب العادات والتقاليد التي تدافع عنها باستمرار؟
ماكينة تصريحاتها تظهر دائماً التناقض بين أقوالها، وبين كلامها وسلوكها، وان كانت تدافع ومن ورائها المعجبون بضراوة عن كل ما تقوم به. وهي مستعدة لان تدلي بدلوها في زملاء المهنة وفي الفن والسياسة والدين وكل ما يدور على الساحة.
واذا لم تجد رد الفعل المتوقع على تصريحاتها، تلجأ الى المواقف الغريبة للفت الأنظار مثل دعايتها لمطاعم «كنتاكي» في احدى حلقات «آراب أيدول» عندما أصيبت بنوبة ضحك طويلة، لاصرارها على احضار وجبة «كنتاكي».
أي أنها لا تعدم العثور على طريقة ما لتغذية ماكينة الاعلام بتصريحاتها وشطحاتها وتصرفاتها، ويكفي في هذا الصدد معركتها المتجددة مع الفنانة شمس، بمشاركة المعجبين.
يُضاف الى ذلك تطرق أحلام، بصيغ مختلفة الى ثروتها، اما بارتداء مجوهرات باهظة الثمن قيل انها بأربعة ملايين دولار، وتصريحها بان لديها ثماني خادمات، ويكفي الذهاب الى صفحتها في موسوعة ويكيبيديا لنعثر على جملة من عينة «تعيش منتقلة ما بين قطر والامارات العربية المتحدة في دبي حيث لها منزلان في كل من البلدين اضافة الى بيتين في مصر وشقتين في لندن وشقتين في لبنان وشقة في باريس» عدا عن طائرتها التي تستضيف فيها أحياناً بعض المعجبين كمكافأة لهم، و«مغلفات» المال التي توزّعها كل شهر، وبطاقتها الائتمانية المصنوعة من الذهب الخالص والمزوّدة بحبّة ألماس فريدة من نوعها.
المتعاطف معها قد يبرر هذا السلوك بأنه من باب «وأما بنعمة ربك فحدث» فهي فنانة بدأت بداية بسيطة جداً، ونجحت بفنها وموهبتها طيلة ربع قرن في ان تحتل مكانة مرموقة في الساحة الخليجية، وكونت ثروتها ولا يعيبها ان تعلن عنها وتستمتع بها.
والمعارض لها يهاجمها لأنه سلوك «محدث النعمة» ولا يراعي ان ملايين العرب الآن يعانون ويلات الفقر والحروب في مصر وسورية والعراق، ومن المفترض عليها كفنانة ان تراعي مشاعرهم وظروفهم، ولا تثير أحاسيس الحقد والغضب ضدها.
وفي حال مقارنة سلوكها المظهري بسلوك أنجلينا جولي، التي لا ترتدي أي مجوهرات تذكر، ولا تكف عن زيارة مخيمات اللاجئين في شتى دول العالم وقادت حملات ناجحة لجمع ملايين الدولارت من أجلهم.. لن تكون المقارنة في صالح أحلام.
لا شك ان للضوء جاذبية هائلة تدفع الفراشات أحياناً الى حتفها، ويبدو ان أحلام سقطت في فخ ادمان التويتر، صحيح يحسب لها أنها تديره بنفسها على الأرجح ولا تكتفي بمسؤول صفحة ينشر أخبارها ويرد على المعجبين، لكن هذا الاستغراق أوقعها في تفاصيل لا حصر لها، وردود أفعال هي في غنى عنها، فتحولت الى «شو» ينتظر الجميع آخر شطحاتها وتصريحاتها، أكثر من انتظار أعمالها الفنية.
كأنها وصلة فكاهية للتسلية والتندر لا تختلف كثيراً عن «موضة شعبان عبد الرحيم»، خصوصاً ان تصريحاتها تكشف طبيعتها الانفعالية، وحظها المتواضع من «الثقافة»، وقد يُقبل ما يقوله «عوام» الناس، لكنه سيكون مستهجناً من فنانة لها نجوميتها وتأثيرها.
وان كان للمسألة وجه آخر يرى في أحلام نموذجا للفنانة في بساطتها وعفويتها، ونزقها الطفولي، لكن هذا الرأي يتجاهل ان كل كلمة محسوبة على الفنان، وان تصرفا ما يبدو بسيطاً جداً لكنه يدمر سمعته الفنية.
أحلام فنانة كبيرة تملك صوتاً دافئاً وعلى المستوى الشخصي أنا من المعجبين بأغان كثيرة لها لكنها بحاجة الى من ينصحها بالتروي قليلاً قبل ان تغرد، ولا تجاري الاستفزازات وما يدور هنا أو هناك. وهي ليست بحاجة الى شهرة كي تكتب عشرات التغريدات في اليوم الواحد، وليس مطلوباً منها كفنانة ان تفتي في الدين والسياسة وكل شيء. فما الذي يضيرها ان تستعين بمسؤول لصفحتها، أو على الأقل تعد لمائة قبل ان تضغط على الكيبورد وتكتب؟
واذا كان لديها كل هذا الوقت للتغريد و «الريتويت»، والاشتباك، وكل هذا العدد من المعجبين، لماذا لا تخطط لاستثمار ذلك في أنشطة خيرية وانسانية، مثل زيارة مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن أو لبنان، أو حملة تبرعات لأيتام فلسطين، أو جمع أدوات مدرسية للأطفال الفقراء في مصر؟ مثل هذه الأنشطة ستعبر فعلاً عن أحلام العفوية والطيبة، والمسلمة، أفضل من بنطلون الفيزون، واتهام ريهانا بالكفر، والدعوة الى منع السعوديات من قيادة السيارة.
المصدر : جريدة النهار
|
| |