[اللجنة الإخبارية والصحافية]

أبطالها الردهان والبلام والبناي والمانع وتعرض خلال مهرجان فبراير
مسرحية «عودة التجنيد» .. كوميديا هادفة لمعالجة القضايا الشائكة







يعود الفنانان جمال الردهان وحسن البلام من جديد إلى خشبة المسرح بعد النجاح الكبير الذي حققاه في مسرحية «مصاص الدماء» خلال عيدي الفطر والأضحى الماضيين، وذلك في عطلة الربيع وبعد انتهاء امتحانات نصف العام من خلال مسرحية «عودة التجنيد»، وذلك بمناسبة احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية خلال فبراير الحالي.
وتسلط المسرحية الضوء على بعض الأصوات التي تنادي بعودة التجنيد مرة أخرى، ويشارك في بطولة المسرحية مجموعة كبيرة من الفنانين الشباب بينهم مبارك المانع وفهد البناي، وعبدالله الرميان، بالإضافة إلى بعض خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية منهم منال الجارالله وغيرهم.
المسرحية من تأليف عبدالله الرميان وإخراج عبد المحسن العمر ويعد عرضها في هذا التوقيت اثبات وجود لجهود المنتجين الشباب باستمرار عروض المسرح طوال العام الذي بدأ يؤتي ثماره من خلال تواجد مجموعة كبيرة من النجوم الكبار.
العرض كوميدي يضم حوارات ولوحات كوميدية تجمع بين الفرجة والدهاء والذكاء، ما يبرز أن لشباب المسرح من المخرجين الشباب أمثال عبدالمحسن العمر القدرة على الإبداع والابتكار ومجاراة عمداء الفن الكوميدي بالوطن العربي والخليج وخارجه، تجربة أفرزتها وبكل صدق وكما عبر عنها ظلم المجتمع، وجور السياسة، وضيم الظروف.
عبدالمحسن والرميان، كونهما منتجي العمل، مثال حي على شباب الكويت المبدع الذي رأى في كوميديا الموقف والكوميديا السوداء مجالا خصبا، لمعالجة قضايا المجتمع ، ولإيصال رسائل هادفة، عبر قالب كوميدي ساخر بهدف لفت انتباه المسؤولين لمجموعة من القضايا العالقة والشائكة في محاولة جادة لتغييرها، وهي التفاتة حميدة من الثنائي ، فقد جابها الصعاب وعملا بهمة ونشاط متجددين وإرادة لن تلين لكي يخرج هذا العمل المتميز للوجود ، تحذوهما الرغبة الجامحة في تغيير الواقع ، وإبراز الذات بعصامية مثلى ونكران الذات.
فمع «عودة التجنيد» تبدأ أولى حلقات تعرية حقائق الشارع، الذي يخفي بين ثناياه معاناة شباب وتضحيات شبان ومآسٍ وهموم ومشكلات ،فقد غاصا في أعماق الإنسان والمجتمع مسلطين الضوء على حقيقة كل ثغرة في محاولة لرسم تصور لمجتمع جديد يحطم تناقضات وعيوب المجتمع الذي نحياه في ظل المتغيرات المجتمعية المتلاحقة التي نشهدها حاليا والاوضاع السياسية المتقلبة.
إخراج هذا العمل الكوميدي الهادف عودة التجنيد، يأتي رغم الظروف الخانقة والمعاناة المتكررة، وأمام جور واقع الإنسان الذي يعيش أزمات متكررة تلازمه وتحد من أدائه وتقيده وفق قالب لا يسمح بالتطور والانفتاح على عوالم أخرى، قصد استكشاف آفاق متجددة بغية صقل مواهبه وإيصالها لأكبر شريحة من المجتمع.
الثنائي الكوميدي الجميل في المسرحية حسن البلام وجمال الردهان، لم يلجآ إلى عالم الكوميديا عن طريق الصدفة ، بل لقد عملت ثقافتهما المتنوعة والمشارب التي نهلا منها في صقل موهبتهما الفنية المتميزة لتتراءى وبوضوح أكثر في المجال الكوميدي الساخر، فقد منحا من عالم التليفزيون والبرامج الكوميدية ما يكفي زادهما وما يروي عطشهما وبعد غيابهما لفترة طويلة عن المسرح الكوميدي عادا مجدداً من خلال مسرحية كوميدية مليئة بالجرعة الكوميدية التي يحتاجها الجمهور في وقتنا الحالي للخروج من هم الأزمات المتلاحقة.


المصدر : جريدة الشاهد