يعرض في شهر رمضان على شاشة «الراي»
«ساهر الليل 3 - وطن النهار» ... نهاية سلسلة في ملحمة كتبها التاريخ الحديث
«1، 2، 3... أكشن» ... على وقع هذه الكلمات البسيطة دارت كاميرا المخرج محمد دحام الشمري وعادت بنا الى زمن التسعينات، وتحديداً الى فترة الغزو العراقي لتصوّر أول مشاهد العمل المنتظر «ساهر الليل 3 - وطن النهار». وأهميته لا تكمن فقط في تناوله لهذه الفترة المفصلية في تاريخ الكويت ليكون أول عمل درامي يتطرق اليها، بل لأنه سيكون نهاية سلسلة درامية لاقت نجاحاً منقطع النظير وحققت نسب مشاهدة تعتبر الأعلى في تاريخ الدراما الخليجية.
«الراي» زارت موقع التصوير والتقت بفريق العمل في اليوم الأول للتصوير وتحدثت معهم عن انطباعاتهم عن بدء التصوير، وهنا التفاصيل:
«أحب «ساهر» بكل أجزائه وأعتبرها أولادي وأحرص على تقديمها بأكمل صورة»... بهذه العبارة بدأ المخرج محمد دحام الشمري حديثه لـ «الراي» وأكمل: «عندما قدمنا الجزء الأول توقعنا أن يحظى باعجاب ومتابعة، ولكن الجماهيرية التي حصدها كانت نتيجة الواقعية التي تلمسها المشاهد في القصة التي قدمناها، والجزء الثاني كان غير متوقع للمشاهد الذي وجد نفسه في خضم قصة جديدة وشخوص مختلفة، وفي الوقت نفسه حرصنا على ربط الجزء الأول بالثاني ببعض التفاصيل، أما الجزء الثالث الذي نحن في صدد تصويره حالياً، فهو مختلف، اذ ان طابعه وطني يتحدث عن حقبة مهمة في تاريخ الكويت وتركت أثرها على المنطقة العربية وحتى العالم».
وحول المسؤولية التي يشعر بها لتطرقه الى موضوع حساس للمرة الأولى في تاريخ الدراما الكويتية، قال الشمري: «نأخذ بعين الاعتبار كل النقاط الحساسة، ومن منظور العمل الفني نقدم قصصاً انسانية واقعية وتأثيرات تلك الفترة على النواحي الاقتصادية والنفسية من دون أن نخوض بالمواضيع السياسية، فما نركز عليه هو عملية الفرز للشخصية الايجابية واظهارها، فالصورة التي كانت تؤخذ عن الشاب الكويتي أنه مرفّه ويحب ركوب السيارات الفارهة، جعلت البعض يصدم وهم يرونه يدافع عن وطنه ويحميه، ولم يصدق البعض أن هذا المرفّه قد يخبز ويكنس الشوارع لأجل بلده، فجاءت هذه المحنة لتظهر معدنه الحقيقي».
أما عن ظهور الشخصيات العراقية في «ساهر الليل 3 - وطن النهار»، أوضح الشمري: «مجريات الأحداث أن تكون الشخصية العراقية موجودة حالها حال الأميركية والسعودية وغيرها، وظهورها سيكون بين الايجابي والسلبي... ففي حين جاء البعض منهم مع الغزو الصدامي ليسرق ويخرب، رفض آخرون هذا الاعتداء السافر ودافعوا عن الكويت».
ولفت الشمري الى أن جرعة الرومانسية موجودة في «ساهر الليل 3 - وطن النهار»، «فتيمة الحب في الحرب والسلام عالمية، ومتعارف عليها وكانت السبب في نجاح الكثير من الأعمال كفيلم «تايتنك» الذي حقق نجاحاً منقطع النظير بفضل قصة الغرام التي تدور وسط مأساة غرق السفينة، فوجود قصة الحب في أي عمل هي شرط أساسي لنجاحه».
وحول التقنيات التي سيستخدمها في «ساهر الليل 3 - وطن النهار»، قال: «أستخدم كاميرا 5d وبـ«تكنيك» سينمائي، وبغض النظر عن التقنيات فالمهم الحس، اذ ان من يمسك الكاميرا من دون احساس من ستتحول معه الى قطعة حديد تصوّر صورة جامدة».
وعما اذا كان سيتبع أسلوب الوحدتين في هذا الجزء، كشف الشمري أنه سيعمل هذا العام وفق جدول زمني ولديه ما يكفي من الوقت، لافتاً الى أن الظروف التي مرّ بها الفريق في العام الماضي بعد سرقة سيناريو العمل وقيام المؤلف فهد العليوة باعادة الكتابة مجدداً، كبدت القائمين على العمل خسائر فادحة، «فكنا كأننا نصوّر عملين في الوقت نفسه، هذا بخلاف ارتباطات الفنانين بأعمال أخرى».
وأشار دحام الى مشاركة عدد كبير من النجوم في العمل وظهورهم في مشهد أو اثنين فقط وأنه وجد قبولاً منهم لايمانهم بالعمل وما يحمله من رسائل وطنية.
أما المؤلف فهد العليوه، فقال: «أخيراً بدأ تصوير «ساهر الليل 3 - وطن النهار»، فهذا العمل هو الأهم في حياتي وأكثر عمل قدمته يشعرني بفخر رغم أنني أشعر بمسؤولية، وبحضوري لـ «اللوكيشن» صُدمت بكمّ الاستعدادات الفنية والانتاج الضخم المسخّرة للعمل، كما صدمتني الكاميرات التي اختارها محمد دحام لروعتها... عجيبة».
ورأى العليوه في بداية التصوير قبل بدء رمضان بفترة طويلة أمراً جيداً اذ «سيجعلنا نأخذ وقتنا الكافي وبصورة طبيعية، خصوصاً أننا تعرضنا العام الماضي لموقف صعب بعض الشيء بعدما سُرق النص مني، ما جعلنا نصوّر العمل بصورة مضغوطة ولكن الحمد لله النتيجة كانت راقية ولاقى نجاحاً».
الفنانة هيا عبد السلام «مستانسة واااايد... لدرجة يصعب تخيلها» هكذا عبّرت في بداية حديثها لـ«الراي»، وأكملت: «الجزء الثالث من «ساهر الليل» يتحدث عن مرحلة الغزو العراقي على الكويت وهو عمل وطني يعتبر حلماً لكل ممثل بأن يشترك فيه، وفي الوقت نفسه يعتبر درامياً العمل الأول الذي يطرح هذه القضية وان شاء الله سنكون على قدر المسؤولية التي ألقيت على عاتقنا ونقدم عملاً بمستوى عال».
وتابعت عبدالسلام: «أعتبر «ساهر الليل» أكثر من مسلسل شاركت فيه وحققت نجاحاً وقبولاً مع الجمهور، بل هو رهان ومخاطرة، اذ بعد مشاركتي في مسلسل «أم البنات» لم أختر أن أكثف ظهوري درامياً ليحفظني المشاهد، بل اخترت عملاً واحداً وهو «ساهر الليل» ولا أنسى حديثي مع المؤلف فهد العليوه والمخرج محمد دحام عندما قلت لهما اذا لم أحقق ما أريده من هذا العمل «فسأقعد بالبيت»، ولكن الحمد لله ما وجدته من أصداء من الجمهور فاقت توقعاتنا، وتعلقهم بـ«تيمة» الحب في أزمنة مختلفة ونقدمها بصورة راقية». وأضافت: «لا أستطيع وصف المتعة التي عشناها كممثلين ونحن نقرأ نص «ساهر الليل 3 وطن النهار»، حتى أن بعض الذكريات التي عشتها في هذه الفترة عندما كنت طفلة صغيرة وجدت أن فهد يضرب على أوتارها».
بدوره، رأى الممثل أحمد السلمان أن لليوم الأول من التصوير رهبة، اذ يكون البداية لدخول الممثلين في «مود» الشخصية والامساك بتفصيلها، تماماً مثل الليلة التي تسبقه، والتي يسيطر عليها الأرق».
وعن تعاونه مع المخرج محمد دحام بعد فترة انقطاع دامت لأكثر من عشر سنوات، قال السلمان لـ«الراي»: «علاقتنا تمتد منذ أن كان طالباً في المعهد وكنت معه في أول تجاربه الدرامية كمخرج في مسلسل «دموع شارع» وعدد من الأعمال الأخرى، واليوم جاءت العودة في مسلسل «ساهر الليل 3 - وطن النهار»، العمل الذي كنا ننتظره منذ أكثر من عشرين عاماً ويعتبر الأول على المستوى الدرامي الذي يتحدث عن هذه الفترة وما فيها من وحدة وطنية بين أفراد المجتمع بالفعل وليس الكلام». وأضاف «من ناحية أخرى، أعتبر أن دحام وصل الى درجة النضج الفني اللازمة وكممثل يهمني الدور والعمل المميز وليس مجرد الظهور».
من ناحيته، أعرب الممثل عبدالله بوشهري عن سعادته بأول أيام التصوير الذي كان ينتظره منذ فترة، ولكنه لم يخف حزنه في الوقت نفسه، فقال: «منذ الجزء الأول ونحن نعرف أن الثالث سيناقش فترة الغزو العراقي وسيحمل الكثير من المعاني الوطنية والتي تعتبر أهم الفترات التي مرت على الكويت، واليوم فريق العمل مكتمل وكلنا يد واحدة، ولكن الغصة التي نشعر بها لكوننا سننهي في هذا الجزء سلسلة «ساهر الليل» التي ارتبطنا بها مع الجمهور في السنوات السابقة لدرجة أننا نعتبر هذه الأجزاء كأولادنا».
وعما اذا كان يرى أن «ساهر الليل» شكّل نقلة في حياته، قال بوشهري: «وضعنا في خانة مختلفة واختصر علينا كثيراً في مشوارنا الفني حتى، والممتع في «ساهر الليل» أننا كنا نقدم شخصيات جديدة في كل عام وانتهاء السلسة في الجزء الثالث سيجعلنا في حيرة من أمرنا عن الآتي وكيف ستكون خياراتنا، ولكنني مطمئن كـ «فريق هارموني» سنكون دائماً معاً وسنقدم أعمالاً أخرى تحمل القيمة والمتعة للمشاهد كفريق عمل مع المخرج محمد دحام والمؤلف فهد العليوه».
ومن جانبها، كشفت الممثلة نور، لـ «الراي» عن احساسها القوي بأن دورها في «ساهر الليل» سيشكل نقلة في مشوارها الفني، «فتحت ادارة مخرج كدحام وما لديه من قدرة على صنع النجوم هي ما شجعتني لأتجرأ على قبول دور امرأة عراقية متزوجة من ديبلوماسي كويتي ولديها ابن عسكري».
وبالتماس خوفها من رد فعل سلبي قد تواجهه من الجمهور، قالت: «يُعرف عن الشعب الكويتي أنه منفتح ويفصل بين الحكم والشعب، والرفض كان للنظام العراقي وليس للشعب، والشخصية التي أقدمها تثبت أنها زوجة وأم وفية للأرض التي عاشت عليها وهناك مشاهد تثبت فيها انتماءها الى هذه الأرض».
Spotlight
• أثناء تصوير أحد المشاهد الخارجية، هبّت عاصفة ترابية... والغريب أن هذا التبّدل في الطقس أسعد المخرج وفريق العمل، ما دفع «الراي» الى سؤال محمد دحام عن سرّ سعادتهم فقال: «لأن التحوّل خدمنا للتقريب من الصورة الحقيقية التي كانت موجودة في تلك الفترة، ما سيضفي واقعية أكثر».
• حرصت الفنانة هيا عبدالسلام على اعطاء ملاحظاتها لفريق الماكياج والشعر وتأكيدها عليهم بأن يهتموا باظهارها بصورة طبيعة من دون مبالغة في وضع أطنان من الماكياج أو المبالغة في تسريحة شعرها.
• حرص المؤلف فهد العليوة على التواجد ومتابعة المشاهد... وليس هذا فحسب، بل التقط بعض الصور من «اللوكيشن» وأرسلها عبر «تويتر».
• مساعدة المخرج لولوة عبد السلام كانت أشبه بالنحلة التي لم تتوقف عن الاهتمام بالتفاصيل والتقاط الصور للممثلين لحفظها كـ«راكور» للمشاهد، ومساعدة الممثلين في حفظ مشاهدهم.
فريق العمل
• بطولة: جاسم النبهان، باسمة حمادة، محمود بوشهري، هيا عبد السلام، عبدالله بوشهري، أحمد السلمان، فؤاد علي، ملاك، شوق، نور، أحمد الهزيم، محمد صفر، يوسف البلوشي، عبدالمحسن القفاص ومحمد المنيع
• تأليف: فهد العليوة
• اخراج: محمد دحام الشمري