مساء الخير و الحب و السعادة و الكرامة ..
عندما قرأت معظم الردود "إن لم تكن جميعها"
قد طرحت المعطيات وإن كانت هناك المعالجات
فهي تكاد تكون بالشحيحة او يشوبها النقص في المعالجة الحقيقية ...
نحن لسنا بصدد الندب و ذكر المعطيات و الأمجاد التاريخية لمسرح الطفل ،،
بقدر ما يتوجب علينا النظر أين الخلل بالدرجة الأولى ؟ و إذا عرفناه بالكامل ،،
هل نحن قادرون على المعالجة ؟
مشكلة مسرح الطفل اليوم
إن أردت تشبيها فهي ذو خيوط متصارعة أو أسلاك متشابكة !!
ليست بتلك السهولة التي نتصورها لفصلها عن بعضها البعض ..
و أسباب وجود هذا التشابك أمر طبيعي جدا ،،
فعقلية الطفل العربي أو الخليجي أو "الكويتي" بالتحديد لم تعد كالسابق ..
فهناك بعض التغيرات في عقلية الطفل تقدمت للأحسن وهناك بعضها تراجع للأسوء ..
فالطفل قبل 15 عاما على الأقل ،، على أبسط الأمثلة :
كان طريقة تعليمه بسيطة تكمن في "الألف و الباء و التاء "
و (1 ، 2 ، 3 ، 4 ... )
و "أبجد هوز حطي كلمون هذا ورق هذا قلم"
هذا من جانب التعليم ..
أما من جانب التربية و الأخلاق ،، فكان المسرح الكويتي يوصل الفكرة و المضومن عبر وسيلة النسج الأسطوري الخيالي الذي كان منتشرا بصورة رهيبة و متنوعة في السبعينات واذدهر بقوة في فترة الثمانينات وبداية التسعين ،، وهذا من أصعب المضامين في الطرح المسرحي أو حتى في الحبكة الدرامية ،،
الآن عقلية الطفل وطبيعته أصبحت تستخف بفكرة النسج الأسطوري و تعتبره فكرة ساذجة و طرح ممل ،، لا يجذبه كما يتمنى و يرغب المرسل له ...
الطفل اليوم انفتح على العالم ككل ،، أصبح يقرأ أصبح ويتثقف بل وقد يتحدث بلغات أخرى ..
بعكس الطفل في السابق الذي كان قد واجه ضغطا يمارس عليه من قبل الكثير من فئات المجتمع،،
فكانت القراءة العامة قليلة التوفر لديه ،، و لم يتحصل بعد على التقنيات الإعلامية المتوفرة
حاليا لدى طفل اليوم ،،،
لا أعلم ماذا أضيف أكثر فالأمور قد اختلطت في عقلي ،،
و لكن كي اختصر الفكرة المعالجة التفصيلية لمسرح الطفل
هناك شروط و طرق مثلى أراها للمعالجة :
1- الفكر التربوي السليم لدى المرسل :
و هي أن تكون لدى الممثل الذي يقف على خشبة المسرح
لديه خلفية ثقافية تااااامة عن تربية الطفل الصحيحة
"وإذا كان الأمر مختلفا عن هذا
فنصيحتي ألا يمثل للطفل"
فالثقافة الحقيقية في تربية الطفل هي
علينا تحمل و تحمل و تحمل سلوك الطفل إلى أقصى درجة و عاطفة الحنان بالإضافة إلى الحوار السلس و البسيط هي أسلوب ناجح جدا في عدم ارتكاب الطفل للأخطاء مرة أخرى ،،
أسلوب التخويف و الترهيب و إلتهديد بالعقاب " كما مثل أبو أحمد في بعض العبارات : أبوك بيطقكك أو أمك بتضربك " لن يأتي إلا بنتائج سلبية على الطفل و إن لم تأتي الآن ستكون نتائج مستقبلية على شخصيته....
وهذا المفهوم سيكون غير صحيح للطفل وهو المتلقي ..
لدي سؤال شفاف و مهم جدا /
هل نرغب من الطفل عدم ارتكاب الخطأ و الإقلاع عن ذلك بقناعة منه ؟ أم بأسلوب تهديد و عقاب وهو لم يقتنع بعد بخطورة ارتكاب الخطأ ؟
إذا كانت الإجابة في الخيار الثاني ،، فإنه سيظل في داخله مقتنع بإرتكاب الخطأ و لكنه يخاف من عقابك ،، وهذا يؤدي إلى أنه قد يفعل الخطأ دون أن تعلم ،، !!
فمثال عام أنت قمت بعبادة الله بقناعتك ؟ أم بالخوف من عقابه ؟
الإمام علي بن أبي طالب في مقولته المشهورة
((إلهي ما عبدتك طمعا في جنتك و لا خوفا من نارك ولكني وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك))
فهذه قناعة ذاتية بإستحقاق العبودية للإله ..
أيضا الأمر ذاته ينطبق تقريبا على هذا الشيء ،،
نحن نريد من الطفل أن تكون لديه قناعة ذاتية دون فرض أسلوب الضغط عليه ،، بأن هذا ارتكاب مثلا هذا العمل حطأ ...
وهذا كما قلت يأتي بالحنان و العطف و أسلوب الحوار و من لديه نفس عميق في الإقناع القوي جدا جدا جدا .. !
كل هذا الحديث الذي دونته في النقطة رقم "1" هي مسؤولية الممثل على خشبة المسرح يجب أن تكون لديه هذه الثقافة كي يوصل الرسالة التربوية الصحيحة إلى عقل الطفل المتلقي ..
2- طرح الأفكار العالية البسيطة المتناسبة مع طفل اليوم ،،
ماذا يقول هذا ولد العلوي؟
ماذا يقصد من هذه الكلمات ؟
كيف أفكار عالية و بسيطة في نفس الوقت ؟
حتى أجعلكم تتشوقوا أكثر ..
لدينا عودة قريبة ...
" بعد فرمتة اللابتوب الخاص"
فائق الحب ..
هاشم العلوي ..