21-04-2011, 01:20 PM
|
#6 (permalink)
|
إدارة الشبكة
العــضوية: 6 تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 140
|
| دبي - من ليلـى أحمـد |
ربما كان من باب الإطراء - الذي تستحقه إدارة مهرجان الخليج السينمائي الرابع في دبي- تخصيص واختيار قسم لأفلام الطلبة دعماً لطاقات الشباب الدارس للفنون السينمائية أو الذي تسلح بموهبة أغناها بالدراسات الحرة والتجارب العديدة. إلا أن كثيراً من الأفلام الخليجية المعروضة كانت شديدة العتمة أو السطحية في الطرح، وقلّ أن نرى فيلماً مختلفاً كما كان فيلم المخرجة الإماراتية ميسون العلي «شعوب وقبائل» حيث بدأ صوت المؤذن يصدح بالأذان ودقّت أجراس الكنائس فيما كان يؤدي البوذيون وأتباع المعتقدات الأخرى شعائر معتقداتهم.
في «شعوب وقبائل» تجد بداية استهلالية جميلة «تفرش» لك هوية الفيلم الذي تناول التنوع الكبير الذي تعيشه الإمارات والذي يطلق عليه البعض صفات عدائية كالإخلال في التركيبة السكانية، وقامت ميسون بتقديم الصلوات والعبادة لمختلف الأديان والمعتقدات الموجودة في الإمارات والتي تجمع تحت مظلتها مساحة واسعة ومحترمة لممارسة الآخرين طقوسهم الدينية، فهنا معابد للبوذيين ومجمع للكنائس يضم مختلف الطوائف المسيحية.
تناولت ميسون فيلمها بكثير من الشاعرية والجمال وتنقلت فيه بين مختلف دور العبادة في الامارات كما مقرات بعض أعمال الآسيويين الذين تجمعهم مظلة «علم الامارات» داعية الى فهم واحترام الآخر، فـ «الله واحد» وهو لنا جميعا» كما قالت لـ «الراي»، فلماذا نختلف لأن لكل منّا طقوسه الخاصة المختلفة عن الآخر؟ واعتمد الفيلم التصوير بكاميرا واحدة دون وجود عناصر الفيلم الوثائقي الأخرى إلا من موسيقى تصويرية جمعت بين الآلات الشرقية؛ العربية والآسيوية.
كذلك تميزت المخرجة فاطمة إبراهيم التي قدمت فيلم «رابيت هول» الذي تناولت من خلاله تأثر الشباب الإماراتي بالنماذج الغربية التى تتسرب عبر وسائل الإعلام، وقد اعتمدت ابراهيم على عدة أشكال اعتبرتها «مصادر»، منها اللقاءات المباشرة مع الشباب لمعرفة معنى كلمة «هوية وطنية» والتي تاه الكثيرون عنها، كما استخدمت أفلام الفيديو لمطربين عالميين وعرب ومواد فيلمية أخرى لتطرح السؤال الكبير «من يعزز الثقافة الخاصة بنا في مواجهة غزو كبير جداً من النموذج الغربي أو العربي المتحرر؟».
وفي قسم الافلام الوثائقية أيضاً، قدمت الإمارات أربعة أفلام من كتابة وإخراج طلبة الجامعات في أقسام الإعلام والجرافيكس، مثل فيلم «المسيرة» الذي حمل فكرة سيارات في يوم العيد الوطني و«رش الفوم» على السيارات والتي نجد مثلها لدينا في الكويت في مناسباتنا الوطنية والكروية، ولم يكن الفيلم مميزاً لا في تصويره ولا في فكرته لأنه لم يُظهر الضرر الذي يحدث لبعض الناس نتيجة وقوعهم «أسرى شباب الفوم».
الأفلام الأخرى ومنها فيلم «السيارة سيارة» للمخرج مروان المحمدي الذي تناول قضية عشق الشباب للسيارات، وتبدو الفكرة «عبيطة» حتى مع وجود تحليل لدكتورة جامعية تؤكد فيه مبدأ التباهي دون أن تعرض أسباب ذلك ولم تحرص على تبيان نتيجة ذلك فكان حديثها خاوياً من المعنى، واعتمد الفيلم على اللقاءات مع الشباب وأحلام طفل في السادسة من العمر بالسيارة «اللي يبغاها»، إلا أن أهم ما في الفيلم هو لقاء مع بائع في شركة سيارات أظهر لنا النهم الاستهلاكي العجيب للشباب الإماراتي، فيشتري أحدهم السيارة بـ600 ألف درهم ويبيعها بعد شهرين لأن سيارة جديدة طرحت بالاسواق.
وأبرز المخرج المحمدي الفروقات في المستويات الطبقية بين الإماراتيين الحريصين على «الرزة و.. الكشخة» حتى لو كانت حياتهم لا تساعدهم على ذلك،، فراكب سيارة فخمة وضخمة يقيم في بيت من ذوي الدخل المحدود والبائس، وشراؤه للسيارة جاء عبر الاستعانة بالبنك في طلب قرض بالأقساط، لأن المهم أن يتباهى الشاب أمام أصدقائه بسيارته، ربما كان الأجدى للمحمدي إظهار الوجه الآخر من حياة شباب إماراتيين يتخذون السيارة كناقل لهم لمتابعة أمور حياتهم وهم من نفس طبقة راكب السيارة الفارهة ذات الأقساط القاصمة للظهر.
الأفلام الخليجية الأخرى كانت معتمة سواء كانت وثائقية أو قصيرة، وهذا يدل على حاجة هؤلاء الشباب إلى الإيمان بشعوبهم والتعبير عن حاضرها وهواجسها وتطلعاتها بدلا من «الفقر» الروحي الذي نعيشه. وفي ساعة ونصف مات البطل في الفيلم الاماراتي والفيلم العماني والفيلم الكويتي، إذ لا بدّ من موت بطل الفيلم ولا بد من صحراء ممتدة قاحلة وعطش أو جندي قاسي القلب أو تتملكه العاطفة، غالبية أفلام الخليج تتسم بالتجربة الضحلة أكثر من كونها ذات منحى فكري وإيمان بمبدأ. http://www.alraimedia.com/Alrai/Arti...&date=21042011
|
| |