شبكة الدراما والمسرح الكويتية الخليجية > القاعات الكبرى > الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) > عالم وسطي وباحث قدير
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-02-2012, 08:45 PM   #1 (permalink)
عضو شبكة الدراما والمسرح
 
 العــضوية: 7756
تاريخ التسجيل: 03/02/2010
المشاركات: 131

افتراضي عالم وسطي وباحث قدير


في العقود الاخيرة انتشر الرأي المتشدد ولذلك احببت ان اعرف الكثيرين منكم على رجل فقيه وعلامة وباحث ومحدث لا يعرفه البعض ممن نشاوا في العقدين الاخيرين , انه الشيخ عبد الله بن يوسف الجديع .

اسمه الكامل عبد الله بن يوسف بن عيسى بن يعقوب اليعقوب الجديع العنزي وهو عراقي من اصول سعودي.

ولد سنة 1959 ميلادية في في قضاء أبي الخصيب من مدينة البصرة.

مشائخه وأساتذته يقول الشيخ : تلقيت الدراسة الابتدائية في قريتي، كما تلقنت قراءة القرآن وحفظت منه طرفاً وتعلمت أحكام التجويد على شيخي الأول محمود بن فالح، رفع الله قدره، ثم وأنا ابن اثنتي عشرة سنة لحقت بالمدارس الشرعية، والتي سميت من بعد بـ (المعهد الإسلامي) في مدينة البصرة، وبقيت في هذا المعهد حتى تخرجت منه سنة 1978م، وفيه بنيت لدي قاعدة العلوم الشرعية، تلقيت فيه العلوم على منهاجها القديم الأزهري على مشايخ كرام، منهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، رفع الله أقدارهم وأحسن ثوابهم، أجلهم في نفسي شيخي العلامة أبو عمر عادل بن كايد البصري،، والذي عنه تلقيت علوم الحديث والعقائد والفرق.
وأستاذي في العربية العلامة خليل بن عبد الحميد العقرب، والذي كان يقول: إني أجد للحن إذا سمعته ألماً في أذني، وشيخي الفقيه الشافعي عبد الكريم الحمداني، وابنه شيخنا نزار الحمداني، وشيخي وخالي إبراهيم الفائز، وشيخي الفقيه نجم الفهد، وغيرهم، أحسن الله جزاءهم.
وظائفه ومشاركاته العمليه
1_ عمل إماماً وخطيباً في مدينة (الزبير) في العراق لأكثر من سنتين. 2_ عمل إماماً في وزراة الأوقاف في الكويت وخارجها لنحو من ثماني سنين. 3_ عمل مشرفاً على برامج السنة النبوية في شركة (صخر) أول جهة تصدر برامج السنة على الحاسب الآلي، وذلك لمدة أربع سنين. 4_ أنشأ مركزاً خاصاً للبحث العلمي في مدينة ليدز في بريطانيا. 5_ أحد أعضاء المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث. 6_ الأمين العام للمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث لمدة سنتين. 7_ يرأس اللجنة الفرعية للفتوى التابعة للمجلس الأوربي للإفتاء والبحوث. 8_ المستشار الشرعي لمسجد مدينة ليدز الكبير. 9_ يقوم بالعمل الاستشاري في المجالات المالية الإسلامية لبعض الشركات.
مؤلفاته وتحقيقاته
1 - الأجوبة المرضية في الأسئلة النجدية، دار الإمام مسلم، الأحساء، 1991 م. 2 - تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن سعيد بن منصور عالياً، لأبي نعيم، دار العاصمة، 1409هـ. 3 - تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين عالياً، لأبي نعيم، دار العاصمة، 1409هـ. 4 - تيسير علم أصول الفقه، مركز البحوث الإسلامية، ليدز، 1997م. 5 - الرد على من يقول: (الم) حرف، لابن منده، دار العاصمة، 1409 هـ. 6 - الرسالة المغنية في السكوت ولزوم البيوت، لأبي الحسن ابن البنا، دار العاصمة، 1409 هـ. 7 - المفاريد، لأبي يعلى الموصلي، دار الأقصى، الكويت، 1985 م. 8 - المنتقى من مسند المقلين، لدعلج السجزي، دار الأقصى، الكويت، 1985 م. 9 - أحكام العورات في ضوء الكتاب والسنة (مخطوط). 10 - إسلام أحد الزوجين، ومدى تأثيره على عقد النكاح. 11 - إعفاء اللحية ((دراسة حديثية فقهية)). 12 - الإعلام بحكم القراءة خلف الإمام (مخطوط). 13 - التبيين لطرق الأربعين (مخطوط). 14 - تنقيح النقول من نوادر الأصول للحكيم الترمذي (مخطوط). 15 - ذم الملاهي، لابن أبي الدنيا. 16 - علل الحديث (مخطوط). 17 - الموسيقى والغناء في ميزان الإسلام. 18 - المقنع في علوم الحديث، لابن الملقن، دار فواز للنشر، الأحساء، 1413 هـ. 19 - المقدمات الأساسية في علوم القرآن، مركز البحوث الإسلامية، ليدز، 1422 هـ. 20 - تحرير علوم الحديث، مركز البحوث الإسلامية، ليدز، 1424 هـ. 21 - اختصاص القرآن بعوده إلى الرحيم الرحمن، لضياء الدين المقدسي، مكتبة الرشد، 1989 م. 22 - الأسامي والكنى، للإمام أحمد، دار الأقصى، الكويت، 1985م. 23 - إقامة البرهان على تحريم المحل المكروه (مخطوط). 24 - تحرير البيان في سجود القرآن (مخطوط). 25 - حكم الطهارة لغير الصلوات (مخطوط). 26 - طرق حديث أنزل القرآن على سبعة أحرف (مخطوط). 27 - العقيدة السلفية في كلام رب البرية، دار الإمام مالك ودار الصميعي، 1995 م. 28 - كشف اللثام عن طرق حديث غربة الإسلام، مكتبة الرشد، 1989 م. 22 - أحاديث ذم الغنا والمعازف، دار الأقصى، 1986 م. 30 - فضل التهليل وثوابه الجزيل، لابن البنا، دار العاصمة، 1409 هـ. 31 - كشف الالتباس عن أحكام النفاس / مكتبة الصحابة الإسلامية _ الكويت / 1404هـ. 32 - صفة الزوجة الصالحة في الكتاب والسنة / دار الهجرة _ الدمام / 1990م.
33 - أبرأ مما يقولون [براءة الكاتب من أباطيل نسبت إليه] / دار فواز _ الإحساء / 1992م. 34 - القناعة / لابن السني / مكتبة الرشد _ الرياض / 1989م. 35 - الأربعون في الحث على الجهاد / لابن عساكر / دار الخلفاء _ الكويت / 1984م.
36 - المنهاج المختصر في علمي النحو والصرف / مؤسسة الريان _ بيروت / 2000م.

ثناء الشيخ المحدث الألباني على الشيخ
قال العلامة الشيخ العالم الألباني ـ في كتابه تحريم آلات الطرب صفحة 37 الطبعة الأولى بالحاشية -: ثم قدم إلي أحد الإخوان وأنا على وشك الانتهاء من تبييض هذه الرسالة كتاباً بعنوان: (أحاديث ذم الغناء والمعازف في الميزان) للأخ الفاضل: عبد الله بن يوسف الجديع فوجدته كتاباً قيماً جامعاً لأحاديث هذا الباب وآثاره جمعاً لم يسبق إليه ـ فيما علمت ـ مع النقد العلمي الحديثي لكل فرد من أفرادها، الأمر الذي يندر وجوده حتى في كتب التخريجات المتقدمة مع التزامه لقواعد هذا العلم الشريف، وحسب القاريء دليلاً على ما ذكرت أن مجموع أحاديثه وآثاره قرابة المئة، (8) منها أحاديث صحيحة و (70) أحاديث ضعيفة وأكثرها شديدة الضعف و (18) آثار موقوفة، بعضها صحيح وبذلك يكون الأخ الفاضل قد قام بذاك الذي كنت قررته من الكلام على أحاديث الباب كلها وزيادة فجزاه الله خيراً. . .

قصة للشيخ مع الشيخ محمد بن عثيمين
يقول الشيخ الجديع: كانت بيني وبين الشيخ محمد الصالح بن عثيمين صلة حسنة، وهو من العلماء الأفذاذ الذين يقل مثلهم في هذا العصر، نفع الله به وبعلمه كثيراً.
والمعرفة تجذرت بخلاف وقع مع الشيخ في مسألة «إثبات صفة العينين لله تعالى»، يعود إلى أوائل الثمانينات من القرن الميلادي الماضي، حيث قلت كلاماً شديداً في قول من يثبت العينين على التثنية، وكان الشيخ ضمّن ذلك ما كتبه في العقيدة. فسئلت عن ذلك فغلّظت العبارة.
لكن شخص الشيخ لم يكن محل عيب أو تنقيص، فقد تربيت على تعظيم قدر العلماء، وهو منهم، فكان السائل سجل كلامي وأسمعه الشيخ، فتألم الشيخ لذلك، وبعث إلي عن طريق أحد الأصحاب يومئذ عتاباً، ولم أكن أظن أن الأمر يبلغ ذلك، فكاتبت الشيخ معتذراً، فأجابني الشيخ بقبول الاعتذار.
ومن ثمّ حين كتبت كتابي «العقيدة السلفية في كلام رب البرية»، بعثت به إلى الشيخ لمراجعته. فمكث عند الشيخ مدة ولم يتمكن من قراءته لكبر حجمه، فلما ألححت من أجل نشر الكتاب، أرسل إلي أن أنشره، وقال لمن بعث معه أنه يثق بعلم العبد الضعيف وعقيدته. ثم نُشر الكتاب فعلمت أن الشيخ كان ينصح به وتُوزّع بعض نسخه بمعرفته.

...............

له مبحث في الموسيقى والغناء توصل فيه الى عدم حرمة الموسيقى والغناء , وله مبحث اخر في اللحية , وذهب مع جمهور علماء الاسلام في عدم القول بحرمة كشف وجه المرأة واعتبر علم المتعلمين لم يتجاوز ظواهر المفردات وأنهم لا يراعون دلالات السياق ... الشيخ السلفي الجديع يُحلّ
2007-02-05 انظر صورته في المرفق .

هذا لقاء معه قبل خمس سنوات في جريدة الحياة
الرياض - ناصر البراق

المسلمين لم يتوصلوا إلى رأي موحّد في قضايا دينية جوهرية، فضلاً عن أنهم بلغوا في الاتجاه المعاكس أن تصدر فتاوى تكفيرية بحق بعضهم بعضاً.

الإسلامي السلفي عبدالله الجديع خرج مضطراً من العراق إلى الكويت، وعاش هناك ردحاً من الزمن، ولكن عدما لحق به بنو جلدته الذين هرب منهم إبان غزوهم الكويت، حمل حقائبه إلى بريطانيا حيث يتمتع المفكرون الإسلاميون بشيء من الحرية.

آراء الجديع الدينية المخالفة لمعظم السلفيين جعلته عرضة لأسهمهم التي أقصت آراءه، على رغم أن تلك الآراء مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية، ولكن مع ذلك تمسك الجديع بمواقفه الفقهية، وأصدر كتباً عدة في مسائل تمس حياة المسلم اليومية والدينية، عجز مناهضوه عن الرد عليها بالمثل، ومقارعته الحجة بالحجة.

الجديع أحلّ سماع الموسيقى بشروط، ولا يرى حرجاً في حلق اللحية، وأجاز كشف وجه المرأة، ويرى عدم بطلان زواج غير المسلمين في حال أسلم أحدهما، ويجيز للمسلم منهما الاستمرار في علاقته الزوجية حتى وإن كانت مع كافر.


الجديع في مكتبته في لندن. (الحياة) انظر الصورة التي في المرفق

ويعد الجديع من السلفيين النشطين في مجال التأليف والبحث، إذ قدم للمكتبة الدينية ثلاثة بحوث شرعية نفيسة، تكمن نفاستها في حساسية مواضيعها وخروجها عن الإجماع، كما يحلو لبعضهم أن يصفها، وهي كالآتي: اللحية والموسيقى والغناء في ميزان الإسلام، إسلام أحد الزوجين ومدى تأثيره في عقد النكاح، إلى جانب كتب عدة.

«الحياة» حاورت عضو المجلس الإسلامي الأوروبي عبدالله الجديع في مكتبته الملحقة بمسجد مدينة ليدز الكبير (شمال إنكلترا)، حيث يعيش ويقدم دروساً دينية في المسجد للطلاب المسلمين المبتعثين، والجالية الإسلامية المقيمة في بريطانيا، إلى جانب المسلمين البريطانيين.

وحرصت «الحياة» في مقابلتها مع الجديع على أن تورد إجاباته كما هي من دون أي تدخل تحريري، وكما وردت منه، حتى تكون طرفاً محايداً في تناول الآراء الفكرية محل الاختلاف بين علماء المسلمين قاطبة، خصوصاً السلفيين منهم.

> يستشهد المعارضون لرأيك - من طلبة العلم - في تحليل الغناء بقوله تعالى‏:‏ ‏(‏ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم‏)، فضلاً عن استشهادهم ببعض الأحاديث الشريفة ******* للغناء. كيف ترد عليهم؟

- لم أقل بإباحة الغناء أو الموسيقى قولاً مرسلاً من دون تمحيص أو نظر. بل تتبعت وارد ما استُدِل به في هذه القضية وشارده في كتاب مفصل، سميته «الموسيقى والغناء في ميزان الإسلام»، في أكثر من 600 صفحة. وحاصل ما يتعلق به المحرمون: إما دليل صحيح وروداً لكنه استعمل في غير سياقه، وحُمِّل ما لا يحتمل، كهذه الآية التي ذكرتم في سؤالكم.

وإما تعلق برواية واهية ساقطة لا يحل لمسلم أن ينسب مثلها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كحديث: «من جلس إلى قينة فسمع منها صب الله في أذنيه الآنُك يوم القيامة». وغيره أحاديث كثيرة مصنوعة.

وحيث ذكرتم الآية، وأعلم كثرة من يُمَوِّه بإطلاقها، وينقل عن الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود، رضي الله عنه، قوله: «إنه الغناء»، فجدير أن أذكر لكم طرفاً مما قلته بخصوصها، للإبانة عن خلل الاستشهاد بها، إذ قلت: «... فعجباً لمن يتعلق من الآية بصدرها، فيقول: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) قال ابن مسعود: «إنه الغناء»، أو قال غيره: «الطبل»؛ ليخرجه برهاناً لرأيه، من غير تدبر لدلالة هذا الاقتضاب! إن الله عز وجل قال: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين. وإذا تتلى عليه آياتنا ولى مستكبراً كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقراً فبشره بعذاب أليم). [لقمان: 6-7]

فلا حكم في قوله تعالى: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث) مجرداً، وحيث لا حكم... فلا وعيد ولا عقوبة، إنما الحكم في تتمة السياق معلقاً بسبب اشتراء لهو الحديث، فليس هو في اشتراء مجرد، ولا لهو مجرد، ولا حديث مجرد، ولا في هذه المعاني مجتمعة، إنما هو في حق من اشترى ذلك يريد باشترائه الإضلال عن سبيل الله بالجهل والهوى واتخاذ آيات الله هزواً، وهذا المعنى لا يصح بعده إسلام، كان ذلك اللهو: الغناء والعزف، أو الكتب والقصص والروايات والتمثيليات والمسرحيات والأفلام.

فأين هذا من مجرد الاشتغال بلهو الحديث بمعزل عن هذا القصد؟ ومن ذا يحرّم قراءة حكاية أو قصة يستطرف بها ويلهو، أو يتسلى بقراءة ديوان شعر، وهو لا يقصد شيئاً من هذا المعنى؟».

وقد أُهْمِلَت عند من يشدّد أدلة تُثبت أصل الإباحة، لكن طائفة ممن جعل القول بالتحريم أصلاً تعرّض لبعضها بالتأويل، وإن شئت فقل بالتعطيل، ونحن نقول: باب الغناء والموسيقى باب العادات. والأصل في العادات الإباحة. لا تُنقل عنها إلا بدليل لا يقبل مثله التأويل.

وأذكر هنا كلمات ثلاثاً مما أوردته في خلاصة كتابي الآنف الذكر، تستثير باحثاً منصفاً أن يعود إلى ما في الكتاب من التفصيل، فقلت:

الأولى: الغناء والموسيقى لهو، الأصل أن يؤخذ منه ما يحقق مصلحة معتبرة، كإظهار الفرح المشروع، أو دفع السآمة والملل، فإن كثر صد عن راجح الخير بحسبه، والمباح رُفع فيه الحرج ما لم يغلب واجباً أو مندوباً، أو يوقع في محرم أو مكروه، فإن صار إلى ذلك انتقل عن الإباحة إلى حرمة أو كراهة.

الثانية: خروج كثير من الناس بهذه الملاهي عن حد المباح فيها لا يبطل أصل حكمها، إنما يُنكَر من صنيعهم ما تجاوزوا به القدر المشروع، ولا يجوز أن يجعل من تغير الزمان أو سوء الاستعمال ذريعة لتحريم المباح، وإيقاف الناس على أصل حكم الشرع أبرأ لذمة العالم، وإن وافق هوى عند صاحب شهوة، فإن الإثم لا يأتي من جهة فعل الحلال، وإنما من الوقوع في الحرام.

الثالثة: طريق معرفة الحلال والحرام وشرائع الإسلام إنما هو الكتاب والسنة الصحيحة، على أصول بينة وقواعد جلية، لا يُعرَف ذلك بالأحاديث المنكرة ولا الموضوعة، ولا بالآراء العارية عن البرهان، أو القائمة على غير أساس، وإلا لقال من شاء ما شاء، ولفسد على الناس دينهم».

ومما قلت في تلك الخلاصة:

»حسبي أني لم أستعرض ذلك إلا في ضوء أدلة الشرع وبراهينه، مستهدياً بمناهج الأصول والنظر مما أتحاكم مع مخالفي إليه. فإن أخذ علي في شيء فليكن بحجة من الكتاب أو السنة الصحيحة أو أصل متفق عليه، لا برأي، فالرأي يغلب الرأي بحجته، وغاية ما يكون عليه حال صاحبه أن يُعذر بقدر اجتهاده ويُثاب بحسن قصده، والكمال ليس وصفاً لي ولا لك، وقد التمست لك العذر مع خلافي لرأيك وردي له. وبالله عليك، لا تحاكمني إلى رأي القلة ولا الكثرة، ولا لما شاعت به في بعض البلاد الفتوى، فما هذا بمفزع المتبعين، إنما هي حال التابعين! وحسبك! وبالله عليك لا تقل لي: رأيك فتنة، فالفتنة في خلاف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم). [النور: 63] وقد حاكمتك ونفسي إلى ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فما وجدت الرأي ما ترى، والفتنة في كتمان حكم الشرع وتغطيته ظناً أن بإبانته تُفتن العامة».

ومن المتعذّر في هذا اللقاء السريع المجيء بأدلة هذا الموضوع نفياً وإثباتاً، وتحليلاً ومناقشة، وتفصيلاً وتحريراً وتقريراً، لذلك فلا غنى عن الإحالة على الكتاب.

وأعلم أن بعض الناس استثارهم الكتاب الذي نشرته في هذه القضية، ولم أكن غافلاً عن أن مثل ذلك سيكون قبل أن أنشر هذا، كما لم أكن غافلاً عن أن طائفة ستتعلق بالفرع دون الأصل، فأنا بيّنت حكم الغناء والموسيقى على غير ما تعودوه، وهذا هو الفرع، ولكني أردت النصح في الأصل أكثر من الفرع، وهو تجريد المتابعة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن تحاكم الأقوال والمذاهب إلى الأدلة والأصول، وأن يحذر من شائع الأقوال المبني على ضعيف النقول، وألا يُجرّ العالم من أهل الأهواء إلى تشديد في مشروع، كما لا يُجر منهم إلى ترخيص في ممنوع، فالهوى يدخل من الطرفين. كما قصدت إلى هجر التقليد، وإذا ساغ التقليد لقليل التحصيل، فلا يحل لعارف بالدليل.

والنصح ألا يسارع متعجل فيقرأ هنا وهناك عبارات عابرة، مطلية بتفخيم وتهويل، فتصده عن البحث والنظر، وتحول بينه وبين ما يجب عليه من إعمال الفكر.

> ما رأيك في عدم حرمة حلق اللحية، إذ ينتقدك معارضوك بقولهم إن الجديع يستدل بتقديم العقل على النص في مسألة اللحية، ما رأيك في ذلك؟


- الحكَم في هذا الموضوع الكتاب الذي نشرته في ذلك تحت مسمى «اللحية... دراسة حديثية فقهية»، فليرجع إليه، ومن نظر فيه وفي سائر ما كتبت، لا أحسبه يداخله شك في كذب هذه الدعوى، وإهمال هذا خير من الاشتغال بالجواب عنه.

لكن يذكر أن طائفة من المتعلمين لم يتجاوز علمهم ظواهر المفردات، لا يراعي دلالات السياق، فضلاً عن اعتبار الحيثيات والأسباب والمقدمات، وقنعوا من العلم بلفظ ربما فسروه بلهجات قومهم الملحونة، فنالهم من لحنهم نصيب وافر من سطحية نظر واجتزاء في العلم، قد غلب التقليد المذموم فكر أحدهم فلا يكاد ينظر بعقل نفسه، بل يكرر عبارات غيره، يحسب أنه يعظّم العلم بذلك. والورع حسن، لكن الجهل قبيح.

وأنا أدين الله عز وجل بأن تجريد العقول للنظر في ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فرض في الديانة؛ لأننا أمرنا بالاتباع، ولا اتباع إلا بمجاراة التابع خطوات المتبوع. أما تقديم العقل المجرد على النص القطعي الثبوت القطعي الدلالة فخروج عن متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اتباع الهوى. فالوحي لعصمة العقول من الخطأ. لكن أين ما هو مأمور به من إعمال العقول في فهم النصوص، من معارضة النصوص بمجرد العقول؟

> كواحد من علماء المسلمين المهتمين بعلم الحديث هل لك رأي في تغطية المرأة وجهها؟

- نعم، لقد تتبعت دارساً باحثاً محرراً أدلة الوحي من الكتاب والسنة في ذلك، مراعياً زمان التشريع وعرف أهله، متأملاً المنقول من مذاهب السلف والأئمة، فخلصت منه إلى أن وجه المرأة ليس بعورة، وليس مما يجب عليها ستره ديانة، وبيّنت ما يرجع إليه خلاف الناس في ذلك، وأن المذاهب في ذلك لم يخل كثير منها من التأثر بالعرف والعادة، تشديداً وهو الأكثر، أو تسهيلاً. كل ذلك وقضايا أخرى من بابه، في كتاب مفرد مفصل لم أنشره بعد، تحت عنوان «أحكام العورات في الشريعة الإسلامية».

> لا يرى الشيخ حسن الترابي حرجاً في زواج الكتابي بمسلمة إذا كان ما زال على ديانته الأولى غير الإسلام... ما رأيك في هذه المسألة؟

- اطلعت على هذا الكلام في بعض الوسائل المنشورة، ولم أقف على عبارة محكية بلفظها عن الشيخ الترابي بخصوص ذلك حتى الساعة. لكني أقول: لو قال ذلك على معنى جواز ابتداء عقد النكاح من مسلمة بغير مسلم، فهذا مرفوض؛ لخلافه ظاهر القرآن، فقد قال الله تعالى: (ولا تُنكِحوا المشْرِكينَ حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار). الآية [البقرة: 221]. وإنما أباح الله نكاح الكتابيات المحصنات، وليس الرجل كالمرأة، فالمرأة تكون في رعاية الرجل، وتقع تحت تأثيره، وهو أقدر عليها منها عليه، وحفظ إيمان المؤمنة يوجب ألا يمكّن منها غير المسلم، فذلك مظنة للضرر في دينها، وهو المعنى الذي دل عليه قوله تعالى: (أولئك يدعون إلى النار).

ولو قال الشيخ الترابي ذلك على معنى أن المرأة تكون تحت الكتابي ليست مسلمة، ثم تسلم، فتمكث في عصمته، فهذا صحيح، والعقد يكون بينهما جائز الاستمرار لو اختارت، بشرط ألا يضرها في دينها، على ما بينته ببراهينه في كتابي «إسلام أحد الزوجين ومدى تأثيره على عقد النكاح».

وقد رأيت بعض الناس بالغ في شأن الشيخ الترابي حتى تكلم بما لا يليق، وأقبح ما رأيت في ذلك التكفير، وهذا لا يحسن من عالم أن يتورط بمثله، فالمسألة دل على حكمها الظاهر، ومن ذاق طعم المعرفة بعلم الأصول يعلم أن الظاهر لا يمنع التأويل، وإن كنا نرى خطأ التأويل بالإباحة فيها.

> يتناقل الإخوان خبر مراسلات حدثت بينك وبين الشيخ صالح بن عثيمين - رحمه الله - حول أمر ما. هل لك أن تحدثنا بما دار بينكما؟

- كانت بيني وبين الشيخ محمد الصالح بن عثيمين رحمه الله صلة حسنة، وهو من العلماء الأفذاذ الذين يقل مثلهم في هذا العصر، نفع الله به وبعلمه كثيراً. والمعرفة تجذرت بخلاف وقع مع الشيخ في مسألة «إثبات صفة العينين لله تعالى»، يعود إلى أوائل الثمانينات من القرن الميلادي الماضي، حيث قلت كلاماً شديداً في قول من يثبت العينين على التثنية، وكان الشيخ ضمّن ذلك ما كتبه في العقيدة. فسئلت عن ذلك فغلّظت العبارة. لكن شخص الشيخ لم يكن محل عيب أو تنقيص، فقد تربيت على تعظيم قدر العلماء، وهو منهم رحمه الله، فكان السائل سجل كلامي وأسمعه الشيخ، فتألم الشيخ لذلك، وبعث إلي عن طريق أحد الأصحاب يومئذ عتاباً، ولم أكن أظن أن الأمر يبلغ ذلك، فكاتبت الشيخ معتذراً، فأجابني الشيخ بقبول الاعتذار. ومن ثمّ حين كتبت كتابي «العقيدة السلفية في كلام رب البرية»، بعثت به إلى الشيخ لمراجعته. فمكث عند الشيخ مدة ولم يتمكن من قراءته لكبر حجمه، فلما ألححت من أجل نشر الكتاب، أرسل إلي أن انشره، وقال لمن بعث
م
عه أنه يثق بعلم العبد الضعيف وعقيدته. ثم نُشر الكتاب فعلمت أن الشيخ كان ينصح به وتُوزّع بعض نسخه بمعرفته.

> كأحد المطّلعين على طبيعة الخلاف بين الفقيهين إسماعيل الأنصاري وناصر الدين الألباني. ما الخلاف الذي كان بينهما؟

- الخلاف بين الشيخين الكبيرين محمد ناصر الدين الألباني وإسماعيل الأنصاري، رحمهما الله، اشتهر بسبب مسألتين علميتين «التحلي بالذهب المحلق للنساء»، و »صلاة التراويح عشرين ركعة»، وكتب الشيخان في الرد والجواب في ذلك، ونُشر ذلك. وهو خلاف علمي محمود مثله في العلم، بغض النظر عن الصواب في أي الوجهتين، ولا أعرف أن هذا الخلاف بلغ مبلغ التعدي، فالشيخان قدوتان. وكنت قمت بزيارة للشيخ إسماعيل رحمه الله في منزله للسلام عليه، وذلك في سنة 1990، فما مكثت عنده طويلاً حتى أخرج لي كتاب «صحيح سنن النسائي» للشيخ الألباني، وقد علّم على موضوع فيه، يعيب فيه طريقة الاختصار، ويعيب المنهج الذي بني عليه الفصل بين الصحيح والضعيف في كتب السنن. وهذا أيضاً لم أره خارجاً عن النقد العلمي جملة. فطبيعة الخلاف في علمي بين الشيخين كانت غير شخصية، إنما كانت علمية.

> هل لك أن تطلع القراء على خلاصة بحثك في مسألة «إسلام أحد الزوجين ومدى تأثيره على عقد النكاح»؟

- هذا البحث سبقت الإشارة إليه، وهو منشور، وكنت أعددته في الأصل عندما عرضت لنا هذه المسألة في «المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث»، وقد استثارت الهمم لمناقشات ومراجعات من أعضاء المجلس الموقر، ومن غيرهم من أهل العلم، وما خلصت إليه الدراسة أنه «إذا أسلم أحد الزوجين وليس الكافر منهما محارِباً جاز مكثهما جميعاً، لا يفرق بينهما بمجرد اختلاف الدين، كما دل عليه العمل في حق من أسلم قبل الهجرة في مكة، ومن أسلم في فتح مكة.

وبه قضى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في خلافته من دون مخالف، وأفتى به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب».

> يؤخذ عليك أنك خرقت الإجماع في ما يتعلق بالموسيقى واللحية وإسلام أحد الزوجين... ما رأيك؟

- خرق الإجماع على معنى الخروج عن سبيل المؤمنين دعوى عريضة في هذه المسائل الثلاث، وإنما على معنى خرق ما جرى عليه المخالف أو عَلِمَه في ذلك، فهذا ليس خروجاً عن سبيل المؤمنين ولا تركاً لما عليه جماعتهم؛ لأن المسائل المذكورة لا يعرف في شيء منها إجماع على هذا المعنى، إنما ادُعي الإجماع في الموسيقى والغناء، وقد بينت في كتابي بطلان هذه الدعوى، ووجود المخالف. وادُعي بقلة في قضية إسلام المرأة دون زوجها أنها تفارقه، وبينت خطأ ذلك، فبينت أن الخلاف فيها قديم، وأن الأقوال فيها بلغت ثلاثة عشر قولاً، فأي إجماع يكون مع هذا؟ وكيف والذي ترجّح بالبحث والاستدلال قال به خليفتان راشدان: عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب، وقال به من فقهاء السلف: عامر الشعبي، وإبراهيم النخعي، وحماد بن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة؟ وأما اللحية فصاحب دعوى الإجماع فيها مدعٍ يعجز عن أن يأتي بعبارة واحدة عن أئمة السلف قبل المذاهب تنصر دعواه. وأما بعد المذاهب فالخلاف محفوظ، ولا إجماع.

فوصف قول من الأقوال بكونه خرقاً للإجماع، ومرجع الإجماع إلى دعاوى مرسلة، مما يراد به التهويل ومحاولة لجم الأفواه، من دون الإبانة عن مقتضى الدليل.

على أني بينت في كتابي «تيسير علم أصول الفقه» أن الإجماع دليل تبعي للكتاب والسنة، وأنه لا إجماع يعتبر من دون أصل من الوحي، وهذا الإجماع الذي يعد دليلاً تبعياً هو «ما اتفق عليه المسلمون من الأحكام الثابتة في الكتاب والسنة». وما يُدّعى سوى ذلك من الإجماعات فليس بلازم. وما هذه الإجماعات إلا بمنزلة ما ادعاه خصوم شيخ الإسلام ابن تيمية عليه في وقته من أنه خرق الإجماع في مسألة الطلاق بالثلاث، بينما نرى ما حرره في ذلك هو منتهى التحقيق والأظهر لصوقاً بالدليل، واليوم يصير الناس إلى رأيه فيه في كثير من البلاد.

فحري بمن ينتسب إلى العلم ألا يستسهل إرسال هذه الدعاوى. وما أحسن ما قال في ذلك الإمام أحمد بن حنبل: «ما يدَّعي فيه الرجل الإجماعَ فهو كذب، من ادعى الإجماع فهو كاذب، لعل الناس اختلفوا؟ ما يدريه ولم ينته إليه؟ فليقل: لا نعلم الناس اختلفوا».
..........................
من بحوثه الموسيقى والغناء في ميزان الاسلام
http://www.mediafire.com/?e3bm24relgi

واللحية دراسة حديثية
http://sokalarab.com/mb/thread-189.html
الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر

الاســـم:	الشيخ الجديع.jpg‏
المشاهدات:	1289
الحجـــم:	42.4 كيلوبايت
الرقم:	1387  

 

 

جمال العايد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أم


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مسرحية زين الى عالم جميل على قناة mbc الحبيب الاولي الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 12 07-11-2011 07:54 PM
صدام حسين ظالم أم مظلوم ؟ بو دانيال القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 41 26-08-2011 05:03 AM
لقطات من مسرحية زين الى عالم جميل أحمد مشاري الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 18 22-08-2011 12:19 AM
أحمد يعقوب المقلة من عالم الإبداع و الإبتكار إلى عالم التقليد و الإنحدار !!! يخليك ربي الـقاعـة الـكـبرى ( الفن والإعلام ) 4 24-08-2010 09:05 PM
عالم الورد الاحمر ذكرى القاعة الكبرى ( القضايا العامة وملتقى الاعضاء ) 5 01-08-2009 01:56 AM


الساعة الآن 11:31 AM


طلب تنشيط العضوية - هل نسيت كلمة المرور؟
الآراء والمشاركات المدونة بالشبكة تمثل وجهة نظر صاحبها
7 9 244 247 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 289 290 291 292