أثارت الدراما الخليجية بما تعرضه من أعمال فنية على الشاشة الصغيرة جدلاً واسعاً بين أطياف من المستطلعة آراؤهم حول مدى عكسها للواقع المعيش ومواكبتها لقضايا المجتعات الخليجية، وبينما أيد البعض منهم تجسيد الدراما الخليجية لصور من صور واقعنا الذي نعيشه بكل سلبياته وإيجابياته إلا أن الكثيرين منهم أكدوا على ابتعاد الدراما الخليجية عن نقل الصورة الحقيقية للمجتمعات الخليجية وتركيزها على السلبيات أكثر من الإيجابيات، مشيرين إلى أن الكثير مما يقدم هو من نسج الخيال وبالتالي لا تُساهم في حل المشكلات بل تدفع لتقليد الانحرافات.
بداية أكد فيصل العازمي أنه لا يشعر بأن ما تقدمه الدراما الخليجية من أعمال فنية يعكس الواقع في معظم الدول الخليجية، مبرراً ذلك بأن لصناع الدراما قواعدهم الفنية الخاصة بهم، والتي يسيرون عليها منذ البدء بالكتابة لهذه الأعمال من موضوعات وقضايا وانتهاءً بالخاتمة الفنية.
وأضاف العازمي: ما أراه أن كثيراً مما يقدم لا يعكس صورة واقعنا الذي نعيش وإنما صراعات درامية وتشويقاً يتفاعل مع أحداث كثيرة منها هي من نسج الخيال، مشيراً إلى أن المجتمع الخليجي هو من المجتمعات المحافظة، وبالتالي لا يمكن أن تعكس الدراما واقعه بشكل صريح ومباشر بالرغم من دوره الفعال والبناء في حل بعض المشكلات السلبية التي يعاني منها المجتمع، وذلك من خلال تسليط الضوء عليها وإبراز الجانب الإيجابي ونبذ السلبي، متمنياً في الوقت نفسه أن يشاهد المزيد من الأعمال الفنية التي تلامس الواقع بكثير من الحقيقة والمصداقية.
وفي السياق نفسه قال نزاري الديحاني: من وجهة نظر شخصية لا أعتقد أن ما تقدمه الدراما الخليجية عبر الفضائيات من أعمال ومسلسلات يجسد صورة مجتمعنا الخليجي على حقيقته، إذ في أحيان كثيرة نرى هناك مبالغة في وصف بعض الحالات والقضايا وكأن التركيز عليها متعمداً، وفي حالات أخرى نشاهد أعمالاً لا تمت للواقع الخليجي بصلة.
وأضاف نزاري: ولذلك أرى أن مثل هذه الأعمال بجانبيها تنقل صورة غير صحيحة عن المجتمع الخليجي، وتزيد من مشاكل المجتمع إن وجدت، حيث إن بعض المسلسلات تتناول السلبيات في مجتمعاتنا، وكأنها الوضع الطبيعي الذي نعيشه ولابد أن نعيشه، وهذا غير صحيح.
وأشار نزاري في هذا الصدد أنه يأمل بأن يشاهد على الشاشة الخليجية موضوعات درامية تناقش قضايا المجتمعات الخليجية وترصد حالات المواطن الخليجي البسيط وكيف يعيش وتسلط الضوء على معاناته أو إبداعاته، وأيضاً التركيز على مشكلات الشباب وعدم التركيز فقد على السلبيات، بل الدفع بالإيجابيات نحو الظهور الإعلامي والفني لتكون مثالاً يقتدى به بين المشاهدين.
ومن وجهة نظر مختلفة أكد أحمد العتيبي أنه يرى أن الأعمال الفنية والدرامية التي تعرضها القنوات الخليجية تقدم صورة من صور الواقع الخليجي، وأضاف بأنها تقدم حقائق كثيرة عن السلبيات والإيجابيات التي تعيشها المجتمعات الخليجية، وأشار أحمد إلى وجود موضوعات كثيرة استطاعت الدراما الخليجية أن تعكسها عبر الشاشة الصغيرة، وأن تثير حولها النقاش، كما استطاعت أن تسلط الضوء على الكثير من المشكلات التي تحدث في مجتمعاتنا من مثل القضايا الأسرية، ومشكلات الشباب.
وتابع أحمد قائلاً: أيضاً من الموضوعات التي أتمنى أن تتابعها الدراما الخليجية وتسلط عليها الضوء بشدة قضايا عقوق الوالدين ومشكلات الشباب عموماً، وذلك ليستفيد المجتمع من النظر إلى هذه السلبيات ومدى عواقبها الوخيمة.
وأشار أحمد إلى أن أكثر ما يميز الدراما الخليجية هو المصداقية في نقل الواقع، وهذا أمر يتيح للمشاهد أن يرى حل مشكلته من دون اللجوء للتحدث عنها أمام أحد، متمنياً في الوقت نفسه أن يستفيد المجتمع الخليجي من الإيجابيات التي تتناولها الدراما الخليجية كما يستفيد منها في تفادي السلبيات.
أما سعد السبيعي فيرى بأن ما تقدمه الدراما الخليجية من قضايا مجتمعية ومنذ عدة سنوات مضت ليس له علاقة بواقعنا الخليجي، حيث أكد في هذا السياق أن من يطرحون القصص الدرامية عبر الشاشات الخليجية متأثرون بالمجتمعات الغربية، ولذلك هم يعرضون قضايا غريبة عن مجتمعاتنا الخليجية التي لها عادات وتقاليد راسخة ولا ينبغي الاستغناء عنها حتى إن كان في الدراما والفن.
ولكنه أعقب قائلاً: إن هذه الأعمال لها دور في حل بعض مشكلات المجتمع إلا أن بجانبها الآخر تحرض البعض على ارتكاب هذه الانحرافات والأفعال والأقوال السيئة من خلال التقليد الأعمى، ولذلك يتمنى سعد أن يشاهد أعمالاً تفيد المجتمع وتصحح من أخطائه، وترسخ بين شبابه القيم الأخلاقية والدينية التي لابد أن تكون نمط حياتنا، فالفن والدراما مهمتهما الأساسية هي إصلاح المجتمع.
وأخيراً أكد خليل عبدالعزيز أنه يشاهد في بعض الأحيان أعمالاً درامية تعكس الواقع في مجتمعاتنا الخليجية، وتنقل قضايانا بصورة حقيقية، وفي المقابل يشاهد أعمالاً أخرى مبالغاً فيها وتعكس واقعاً وكأنه من نسج الخيال، ولا تجسد واقع المجتمع الخليجي الذي نعيش فيه بعاداتنا وتقاليدنا.
وأضاف خليل: أتمنى أن نشاهد أعمالاً فنية ودرامية ترسخ في أجيالنا الجديدة العادات والتقاليد الأصيلة، والتي ترسخت في مجتمعنا الخليجي منذ القدم، وبات يتسم بها حتى إن وجدت بعض السلبيات التي أراها محدودة النطاق، ولذلك على صناع الدراما الخليجية تقديم أعمال فنية إيجابية تساهم في رقي المجتمع وتحضره من دون التشبه بالغرب في سلبياتهم التي تخالف مبادئنا وعقيدتنا.
المصدر :
جريدة الشاهد