حوار / تنكبّ على سيناريو فيلم يجمع سيرين عبد النور ومكسيم خليل
ريم حنا لـ «الراي»: «زعلانة» من الليث حجو ... ولم أعاتبه على نهاية «لعبة الموت»
بيروت - من هيام بنوت |
تُعتبر الكاتبة السورية ريم حنا من أبرز الكاتبات في العالم العربي، ورصيدها يضم العديد من الأعمال الناجحة التي تعاملت فيها مع نخبة من نجوم الاخراج، فآخر أعمالها كان «لعبة الموت» الذي حقق نجاحاً كبيراً رغم انها لم ترض عن نهايته التي حملت توقيع مخرج العمل الليث حجو، وهي تنكبّ حالياً على كتابة سيناريو فيلم عنوانه المبدئي «بين السما والأرض» الذي يجمع بين النجمة سيرين عبد النور والنجم مكسيم خليل، على ان تباشر بعده كتابة مسلسل يحمل توقيع المخرج رامي حنا.
ريم أكدت في حوارها مع «الراي» انها لا يمكن ان تكتب أكثر من عمل واحد سنوياً، بل ربما تحتاج الى عامين كي تنجز عملاً واحداً، كما توضح انها مزاجية جداً عند الكتابة بحيث انها لا تكتب الا عندما تكون هادئة وبعيدة عن كل ما يحيط بها من ضجيج أو «روائح» فـ«حتى رائحة طبخ الجيران يمكن ان تشتتني عن الكتابة».
• إذا شممتُ رائحة طبخ الجيران يمكن أن أتوقّف عن الكتابة
• لا أحب أن يُلصق بي صيت كاتبة أعمال المرأة
• الدراما التركية متعبة... ولكن لا يمكن أن نتجاهل أن لها جمهورها
• تابعتُ مسلسل «سنعود بعد قليل» وأحببتُه
• «ذاكرة الجسد» حصد نسبة مشاهدة عالية جداً... فعندما يُشتم العمل كثيراً أو يُمدح فهذا يعني أنه حضر جداً
• مستحيل أن أكتب أكثر من عمل في السنة... ويمكن أن أستغرق في العمل الواحد عامين كاملين
• من المعروف انك منشغلة في هذه الفترة بكتابة نص فيلم سينمائي يجمع بين سيرين عبد النور ومكسيم خليل، فهل هذا هو نصك السينمائي الأول؟
- بل الثاني، اذ سبق ان كتبتُ نصاً لفيلم سينمائي سوري ولكنه لم يُنجز.
• هل انتهيتِ من كتابة القصة؟
- ليس بعد، ولا يزال يلزمني قليل من الوقت لانهائها.
• ما الفارق بين كتابة نص لمسلسل وبين كتابة نص لفيلم؟
- الفيلم لا يعتمد في شكل كامل على الحوارات، لان السينما ترتكز على العنصرين البصري والمشهدي كما على الحالة النفسية ولا بد من احترام هذه الناحية، كما ان هناك نمطاً آخر في كتابة الشخصيات.
• ما عنوان الفيلم وهل يتناول قصة عاطفية؟
- الاسم الموقت للفيلم هو «بين السما والأرض» وهو يحكي قصة اجتماعية ويوجد فيها جانب عاطفي.
• وهل تعالج قضية لها علاقة بالمرأة، وألا ترين ان المشاهد بدأ يشعر بالملل من مشاهدة الأعمال الدرامية التي تركز على قضايا المرأة، كما يحصل في تجربتك وتجربة كلوديا مرشليان؟
- لا أحب ان يُلصق بي هذا الصيت. عندما كتبت نصاً عن المرأة في مسلسل «لعبة الموت» حصل الأمر بالصدفة. قصة الفيلم لا علاقة لها بالمرأة أو الرجل، بل هي تتناول ظاهرة اجتماعية. انا لا أحبّ ان تُصنف الدراما بين امرأة ورجل، بل يجب ان تتناول الانسان بعيداً عن جنسه البشري.
• برأيك، لماذا هذه «الهبّة» على الأعمال الدرامية التي تتناول قضايا المرأة؟
- لا أعرف.
• هل ترين ان المرأة المستضعفة تجذب المشاهد في الأعمال الدرامية؟
- في «لعبة الموت» لم أقدّم نموذجاً عن المرأة المستضعفة، بل عن المرأة التي استخدمت ذكاءها الى أبعد الحدود بحثاً عن حياة أخرى. الاستضعاف لا يكون بالجسد حتماً، وغياب القوة الجسدية يمكن ان تقابله قوة في العقل.
• لكن الدراما المصرية والتركية واللبنانية أصبحت مستنسخة وتركز في معظمها على صورة المرأة المكسورة التي تنتفض على واقعها؟
- ربما هذه الاعمال تحكي قصص الشارع والمجتمع ولكن الأعمال ذات الطابع المشترك لم تتخذ شكلاً محدداً وتتجه نحو القضايا العامة.
• هل ترين ان الدراما العربية اصبحت نسخة عن الدراما التركية؟
- لم أشاهد أي مسلسل تركي، ومسلسل «لعبة الموت» مأخوذ عن فيلم أميركي، والفيلم مقتبس عن قصة في الأساس ولا علاقة لها بالتركي. في الدراما التركية لديهم القدرة على تناول الحدث الواحد طوال ست حلقات.
• هل انت ضد الدراما التركية؟
- لم أشاهدها ولكنني أحب الايقاع في العمل وان يكون المسلسل مليئاً بالأحداث المتلاحقة.
• يبدو انك شاهدت الدراما التركية ووجدتِ انها مملة فأقلعتِ عنها؟
- الدراما التركية متعِبة. والدتي تشاهد الدراما التركية بشكل مستمر وبين الحين والآخر أشاهد مشهداً من هنا ومشهداً من هناك. لكن لا يمكن ان نتجاهل ان للدراما التركية جمهورها.
• لكن يبدو ان رصيدها تراجع عند الجمهور؟
- ألاحظ انه بين فترة وأخرى، تبرز ظاهرة أعمال تتكرر ويتابعها الناس ولكنها لا تلبث ان تنتهي وتتبعها ظاهرة أخرى. ربما مع الوقت تبرز أعمال عربية، انتاجاً ونصاً ولكنها تعالج بطريقة أخرى.
• هل عاتبتِ المخرج الليث حجو؟
- كلا.
• لماذا؟
- لانه لم يحصل تواصل بيننا.
• ومن هو الطرف «الزعلان»؟
- طبعاً انا.
• هل اتصل بك ولم تجيبي على اتصاله؟
- هو لم يتصل أبداً.
• هل وصلك كلام عن لسانه انه زعلان منك بعدما وصفتِ ما فعله بالخيانة عندما غيّر نهاية مسلسل «لعبة الموت»؟
- هو ليس زعلاناً مني.
• ولماذا لم يتصل؟
- حاولتُ الاتصال به لأستفسر منه عن السبب الذي جعله يغيّر نهاية المسلسل فلم يردّ على اتصالي، ولكنني تجاوزت الموضوع. الحياة لا بد ان تستمر حتى لو لم يردّ.
• ما ملاحظاتك على مسلسل «لعبة الموت» بالاضافة الى النهاية؟
- هناك مشاهد، وبسبب أحداث 30 يونيو، لم يتم تصويرها في القاهرة ولذلك اضطروا الى تصويرها في منطقة «شرم الشيخ». وأعتقد ان جغرافية المكان أثرت على حرارة بعض الأحداث. القاهرة فيها عمارات وبيوت كبيرة وأدراج وشوارع وهي تعكس أجواء معينة.
• هل يمكن ان تجتمعي مجدداً مع المخرج الليث حجو أم توجد قطيعة بينكما؟
- لا توجد مقاطعة. تعاملتُ مع الكثير من المخرجين، وقبل الليث حجو تعاملت مع نجدة انزور وحاتم علي وهيثم حقي وفردوس أتاسي وهند ميداني ومروان بركات وقريباً مع رامي حنا وشوقي الماجري. لست انا الكاتبة الوحيدة ولا الليث حجو هو المخرج الوحيد.
• أيّ من تلك الأسماء أحببتِ تجربة العمل معه؟
- لا أريد ان يزعل أحد مني.
• ما رأيك بتجارب شوقي الماجري؟
- لم أتعامل معه حتى الآن، ولكنه من الأسماء التي أحب العمل معها وكذلك رامي حنا.
• هل هي دعوة للمخرج شوقي الماجري؟
- هو يعرف رأيي به وربما يحصل تعاون قريب بيننا.
• وبالنسبة الى رامي حنا؟
- قريباً سنلتقي في مسلسل جديد، كما ان الفيلم من اخراجه.
• كيف وجدتِ الدراما السورية في رمضان؟
- كانت هناك أعمال جيدة وأخرى لا بأس بها.
• وما الذي لفتك بينها؟
- سأعدّد الأعمال التي تابعتها. لقد تابعت مسلسل «سنعود بعد قليل» وأحببتُه. أما بالنسبة الى بقية الأعمال، فاكتفيتُ بمتابعة بعض المشاهد فقط، ولذلك لا يمكنني الحكم عليها لانني لم أتابعها في شكل كامل.
• مَن لا يتابع عملاً فهذا يعني انه لم يحبه؟
- أو ان الوقت لم يسمح له بمتابعته. كما شاهدت المسلسل المصري «موجة حارة».
• هناك رأي يعتبر ان تصوير الدراما السورية في بيئة لا علاقة لها ببيئتها انعكس سلباً عليها، فهل توافقين عليه؟
- الى حد ما. ويفضل ان تكون في بيئتها الحقيقية. ولكن هذا الأمر لم يؤثر على نجاح الدراما السورية، والدليل ان هناك أعمالاً تابعها الناس بقوة.
• هل تقيمين حالياً في لبنان؟
- بل أتنقّل بين الشام وبيروت.
• كيف تابعت أخبار الضربة الأميركية على سورية؟
- كنت خائفة جداً وعلى أعصابي. لم أكن أرغب أبداً في ان تتعرض سورية لضربة عسكرية.
• هل انت ضد النظام أو معه؟
- لن أجيب عن هذا السؤال، بل أرفض ان توجهي لي سؤالاً مماثلاً. «بالآخر هيدي سورية» وليست أشخاصاً. انها حضارة وعمر وانا خفت على ذكرياتنا ووجداننا وشوارعنا. «هيدي الشام ومو حيالاّ».
• ما مشاريعك بعد الانتهاء من كتابة الفيلم؟
- هناك مسلسل، ولكنني لن أتحدث عنه.
• هل هو عمل مشترك؟
- نعم، ولكنه لا يشبه «لعبة الموت»، والأهم من كل ذلك انه لن يُعرض في رمضان.
• تفضلين العمل خارج الموسم الرمضاني؟
- في رمضان نعيش ضغط السباق الرمضاني، ولكن هذا لا يعني ان العمل الذي سيلي المسلسل لن يكون لشهر رمضان.
• هل ترين ان هناك نوعاً من الفوضى الدرامية تعمّ في شهر رمضان؟
- شهر رمضان هو بمثابة مهرجان للأعمال، وما يحصل فيه ليس فوضى بقدر ما هو زحمة. وهناك الكثير من الأعمال ظلمت ولم يشاهدها الناس رغم انها جيدة.
• هل عُرضت لك أعمال أخرى في رمضان بالاضافة الى مسلسل «لعبة الموت»؟
- لا «يا دوب لحّق». انا بطيئة في الكتابة.
• ما رأيك بتجربة كلوديا مرشليان التي تستطيع انجاز كمّ من الأعمال في السنة الواحدة؟
- كل كاتب له طريقة وآلية معينة في التفكير.
• وهل انت مزاجية في الكتابة؟
- الى حد كبير.
• ما الظروف التي يمكن ان تمنعكِ من الكتابة؟
- عندما أكتب يجب ان أكون هادئة وجالسة في مكان معيّن لا يشغل فيه أي شيء تفكيري بحيث لا يكون أمامي سوى الجدار. لا أحب ان أشاهد شيئاً عند الكتابة كي لا يضعف تركيزي.
• تريدين غرفة من دون جهاز تلفزيون أو جهاز راديو؟
- أفضّلها مفصولة عن كل ما يحيط بي، لانني اذا شممت رائحة طبخ الجيران يمكن ان أتوقف عن الكتابة. حتى انني اتأثر على مستوى الرائحة. وانا اتمنى لو كنتُ أقل تأثراً كي أصبح أقلّ بطأ في الكتابة.
• هل يمكن ان تكتبي أكثر من عمل واحد في العام؟
- هذا أمر مستحيل. يمكن ان أستغرق في كتابة العمل الواحد عامين كاملين. آخر عمل كتبته كان «ذاكرة الجسد» واستغرقتُ في كتابته 3 سنوات.
• مع انه مأخوذ عن رواية مكتوبة؟
- وان يكن. انا حولته الى 30 حلقة تلفزيونية.
• هل عذّبك أكثر من غيره؟
- نعم، لانني لم أكن حرّة عند الكتابة. في مسلسل «لعبة الموت» كنت حرة أكثر باعتبار ان الرواية أعطتني مفاتيح وبنيت عليها، بينما في «ذاكرة الجسد» كانت الرواية ذهنية، الأمر الذي تطلب مني جهداً أكبر في بناء أحداث من روح الراوية.
• ولكن هذا العمل لم يحقق النجاح الذي كان متوقعاً منه؟
- لان العمل باللغة الفصحى، وهذا الأمر شكل حاجزاً بينه وبين الناس. العمل في الأساس جزائري ولم يكن ممكناً الاستعانة بممثلين جزائريين، لان الناس لن يفهموا اللهجة، ولذلك حصلت حالة تغريب عن حالته المحلية.
• هل يزعجك عدم متابعة أي عمل من أعمالك؟
- عندما يحصل مثل هذا الأمر معي يمكن ان أخبرك.
• ولكن مسلسل «ذاكرة الجسد» لم يحصد نسبة مشاهدة عالية؟
- بل هو حصد نسبة مشاهدة عالية جداً. عندما يُشتم العمل كثيراً أو يُمدح فهذا يعني انه حضر جداً. من أسباب تهافت الناس على روايته، كي لا انسب النجاح لي، هو ان الرواية مشهورة جداً والناس كان لديهم فضول لمشاهدته، وهناك أشخاص أحبوه وآخرون لم يحبوه أبداً. كما ان هناك مَن انحاز للرواية أكثر من المسلسل، كما يحصل في أي عمل أدبي، وهذا ما تؤكده التجربة عبر التاريخ. لا يوجد عمل أدبي تحوّل الى عمل تلفزيوني أو سينمائي وكانا أفضل من الرواية الا في حالات نادرة. هناك رواية مهمة اسمها «عطر» والكاتب الذي ألّفها هو نفسه الذي حولها الى سيناريو فيلم سينمائي، وكانت النتيجة ان الفيلم كان أضعف من الرواية. المخيلة في الرواية أوسع وأفقها لا محدود وكل قارئ يراها بالطريقة التي يتخيلها بينما في الفيلم أو المسلسل هناك من يتخيّل عنه. عندما تحولت رواية «حب في زمن الكوليرا» الى فيلم انزعجتُ كثيراً، لان الرواية مختلفة تماماً ولكن عندما شاهدته مرة ثانية زال حاجز الصدمة.
• أشرتِ في جواب سابق الى انه عندما لا يُتابع أي عمل من أعمالك ستخبرينني بذلك. فهل النجاحات الكبيرة والكثيرة، تحول الانسان الى شخص مغرور؟
- صدقيني، لا أعرف شيئاً اسمه الغرور. أقول دائماً يجب ان نقدم الكثير من الجيد كي نحافظ على المهنة. كلما قدمنا المزيد من الأعمال الناجحة، فهذا يعني ان المهنة مستمرة. انا فرحت كثيراً لان الدراما المصرية قدمت هذه السنة مجموعة من الأعمال الجيدة وهذا الأمر جعلني أتفاءل كثيراً.
• وهل يمكن ان نقول ان الدراما المصرية تفوقت على الدراما السورية هذه السنة؟
- لا يمكن ان نقول غنها تفوقت، لانه كما كان هناك كمّ من الأعمال المصرية المميزة كان هناك أيضاً كمّ من الأعمال السورية المميزة. الدراما المصرية تفوقت على نفسها هذا العام.
• هل يمكن القول ان مسلسل «سنعود بعد قليل» كان الأول عربياً؟
- انا أحببته، ولكن لا يمكنني ان أقيّم ما اذا كان هو الأول عربياً. مثلاً انا أحببت مسلسل «موجة حارة» كثيراً، ولكنني تفاجأت بانه ليس الأول عربياً.
• هل أعجبتك نهاية مسلسل «سنعود بعد قليل» التي أظهرت وكان السوريون تخلوا عن وطنهم؟
- هناك وجهات نظر مختلفة، ويمكن التوافق أو الاختلاف معها. كل كاتب له وجهة نظره الخاصة، وهناك أشياء يمكن ان تتحوّل الى حوار بدل تبني حكم مطلق. انها وجهة نظر الكاتب ولا يحق لي ان أحكم عليها.
• هل أحببت نهاية المسلسل؟
- أحببتُ العمل في شكل عام، ولكنني لم أغرق في بعض التفاصيل كي أحكم على العمل أكثر.
• ولكنك حكمت على نهاية مسلسلك؟
- انا حرة بالحكم على أعمالي.
• يقال ان نهاية مسلسل «سنعود بعد قليل» كانت جارحة؟
- يمكنك ان تذكري رأيك الشخصي. الأعمال الفنية الجيدة هي التي يحصل عليها أخذ وردّ وتتفاوت الآراء حولها، وهذه الناحية صحية جداً.