وسط حضور جماهيري حاشد وضيوف المهرجان في «الدسمة»
«فضاءات مسرحية» للخطيمي والحسيني يفتتح «الكويت المسرحي 14»
برعاية وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، افتتحت مساء أمس الاول على خشبة مسرح الدسمة فعاليات الدورة الرابعة عشرة من مهرجان الكويت المسرحي وسط حضور حاشد من الفنانين والإعلاميين وضيوف المهرجان.
انطلق حفل الافتتاح بالسلام الوطني ومن ثم عرض أوبريت «فضاءات مسرحية» لفرقة «ستيج غروب» من تأليف الشاعر خلف الخطيمي وإخراج الشاب علي الحسيني وغناء كل من الفنان عادل الماس، محمد الزنكوي، سيد الكاظمي، حسين قمشة، علي ابل، وقد شارك في التمثيل مجموعة من الفنانين الشباب بينهم: أحمد خميس، عبدالعزيز الضبيان، عبدالعزيز البلوشي، عبدالله المؤمن، عبدالله الصايغ، عمر الشايع، عبدالرحمن المسعودي، سند راشد، سعد عواد وغيرهم، وتدور فكرة الأوبريت حول المسرح وأهميته على الصعيد الإنساني والاجتماعي في صنع الحضارة وانتشار الثقافة ودفاعه عن القضايا الإنسانية المهمة وأنه مازال محافظا على كيانه رغم الحداثة وثورة المعرفة وتغيير مفاهيم وأسس العديد من الفنون، بل إن وضع العديد من رموز المسرح في العالم كان له دلالة على تحدي المسرح وملاءمته لكل العصور وأنه يحمل تاريخا حافلا بالإبداع بكل اللغات وكل الحضارات، فقد شاهد هؤلاء الرواد يتحدثون على المسرح ليس من خلال صورهم فحسب وإنما من خلال هذا الأوبريت الذي حمل فكرة فنية متطورة.
بعد ذلك طلبت عريفة الحفل المذيعة منية الحجي من الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م.علي اليوحة إلقاء كلمته بالنيابة عن وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب وقال فيها: هاهي الكويت، كما اعتادت واعتدتم، تفتتح فضاء محبتها إليكم من جديد، وترحب بكم على أرضها، وبين شعبها، ومفكريها، وفنانيها ومثقفيها ويسعدها جمعكم المبارك هذا في بيتها المسرحي الذي يزداد عاما بعد عام، ومهرجانا بعد مهرجان، ولقاء بعد لقاء عراقة وحياة، ونموا، وإنتاجا، وتوهجا.
وأضاف: هذا البيت الذي يكتسب سحر جماله، وحضوره الدائم من مضمون رسالته الثقافية الوطنية والقومية والإنسانية، والذي تثبتت أركانه بفضل ما أولته إياه الدولة من رعاية واهتمام ودعم متواصل على مر العقود، منذ انطلاقة تجربته الأولى في الثلث الأول من القرن العشرين، لتستمر المسيرة التاريخية للفن المسرحي في بلادنا على مستويات عدة: تأسيس الفرق المسرحية الأهلية، وفتح المجال للفرق الخاصة، وإرساء دعائم التدريس الأكاديمي لفنون المسرح وإطلاق المهرجانات المسرحية، وإقامة الندوات والملتقيات الفكرية التي من شأنها تدعيم الثقافة المسرحية والمشاركة الإيجابية في المهرجانات الإقليمية والعربية والدولية، وإصدار المطبوعات الجادة الرصينة، التي أفادت المكتبة المسرحية العربية كثيرا وإقامة مشاريع إنشائية جديدة تخدم البنية التحتية للشأن الثقافي ومنها إنشاء مسارح متعددة في كل محافظات الدولة حتى تعمل على إشاعة الثقافة والفنون ونشرها وتذوقها وذلك كله عبر إيمان الدولة بدور الفن والفنانين والمسرح والمسرحيين في إثراء فعل الحراك الاجتماعي والثقافي في الكويت، من أجل المساهمة في بناء ثقافة دولة ناهضة أخذت بأسباب التنمية والتقدم والازدهار، الأمر الذي يجعلنا نعتز كثيرا بكل الأجيال المتواصلة التي عملت جاهدة مجتهدة على حماية البيت المسرحي الكويتي وإرساء دعائمه وصيانته من عثرات الزمن.
واستطرد قائلا: ولأن الأمل دائما معقود على سواعد الشباب، فهم كما رآهم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه.. الجيل القادر على حمل الأمانة، والإبحار بالكويت نحو المستقبل بأمان واطمئنان، في المجالات كافة.
ودعا اليوحة الفنانين الكبار الى منح الشباب المساحة الكافية للعمل والحوار، وإشراكهم في كل مواقع التظاهرة المسرحية والأخذ بأيديهم، حتى تتكرس لديهم الخبرات على نحو أوسع، بما يؤهلهم في المستقبل لقيادة هذه الحركة، كما أنتم اليوم.. فإن فعلتم ذلك، فإنهم سيسلمون بعد غد الراية لأجيال تالية لتستمر مسيرة الفن والمسرح في الكويت متطورة في الاتجاه الصحيح.
من جهة أخرى ألقى د.خالد عبداللطيف رمضان كلمة المكرمين في المهرجان أكد فيها أنه يتحدث نيابة عن زملائه المسرحيين المكرمين في هذه الدورة من مهرجان الكويت المسرحي، وقال: هذا المهرجان الذي عاصرناه وهو فكرة في رحم الغيب ثم وهو يتحقق في أولى دوراته ثم تابعناه وهو ينمو ويزدهر سنة بعد أخرى حتى ثبت موقعه بين المهرجانات المسرحية العربية العريقة.
وبعد ذلك صعد الى خشبة المسرح كل من الأمين العام للمجلس الوطني م.علي اليوحة والأمين العام المساعد لقطاع المسارح محمد العسعوسي وصالح الحمر مدير المهرجان لتكريم كوكبة من الفنانين وهم: الفنان طارق العلي، جمال الردهان، انتصار الشراح، أحمد السلمان، داود حسين، عبدالرحمن العقل، حمد ناصر، الدكتور خالد عبداللطيف رمضان، عبدالإمام عبدالله.
لجنة التحكيم
ومن ثم تم الاعلان عن أعضاء لجنة تحكيم الدورة الرابعة عشرة لمهرجان الكويت المسرحي وجاءت كالتالي: د.عنبر وليد من الكويت رئيسا وعضوية كل من: د.سامي الجمعان من المملكة العربية السعودية، د.زهيرة بنت عمار من تونس، د.خالد جلال من مصر، الفنان والمخرج إبراهيم خلفان من مملكة البحرين.
الجدير بالذكر ان 8 عروض مسرحية تتنافس على جوائز المهرجان الرسمية وهي: «امرأة لا تريد أن تموت» لفرقة مسرح الخليج العربي إخراج ناصر الدوب، «تهوم» لفرقة المسرح العربي، إخراج احمد الشطي، «بروباجندا» لشركة سوبر ستار إخراج انتصار الحداد، مسرحية «عتيج الصوف» لفرقة المسرح الجامعي إخراج نصار النصار، «معزوفة الذاكرة» لفرقة المسرح الكويتي إخراج فيصل العميري، «عنق الزجاجة» لفرقة المعهد العالي للفنون المسرحية، إخراج موسى آرتي، «من منهم هو» لفرقة المسرح الشعبي إخراج خالد أمين، «راديكاليا» لفرقة مسرح الشباب إخراج علي البلوشي.
أكد أن المهرجانات المسرحية فرصة لتبادل الخبرات
الغنيم: الدراما السعودية أكثر جرأة من الدراما الكويتية
عقد المركز الإعلامي التابع لـ «مهرجان الكويت المسرحي الرابع عشر» مؤتمرا صحافيا للفنان السعودي بشير الغنيم وأدارة رئيس المركز الإعلامي الزميل مفرح الشمري للحديث حول تجربته في المسرح.
في البداية، أشاد الغنيم بحفل الافتتاح الذي أقيم بمسرح الدسمة والذي تزامن مع مؤتمر القمة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ما أعطى هذه الدورة طابعا مميزا، مثنيا على المبادرة الطيبة التي قام بها المهرجان من تكريم للفنانين المبدعين الذين قدموا الكثير للفن والجمهور خلال مشوارهم الطويل، مشيرا الى ان مثل هذا التكريم يعتبر نوعا من رد الجميل للفنان لما قدمه طيلة السنوات التي قضاها في إسعاد الجمهور من خلال أعمال سواء كانت على الشاشة الصغيرة أو على خشبة المسرح.
وأضاف الغنيم: من الأشياء المحزنة لدينا اننا في الغالب ننتظر لما بعد وفاة الفنان ليتم تكريمه وهذا الشيء يعتبر سلبيا كون التكريم بعد الوفاة يكون في الوقت الضائع، فمهما كان حجم التكريم بعد الرحيل فلن يضيف شيئا عكس وجود المحتفى به أو الشخص المكرم في حفل تكريمه، متمنيا ان تقوم الجهات المعنية بتكريم الفنانين الكبار الموجودين على الساحة حاليا ولا ينبغي الانتظار الى حين وفاتهم كون التكريم في ذلك الوقت لن يكون له طعم. كما أكد الغنيم ان المهرجانات المسرحية فرصة كبيرة للفنان للتعرف على كل ما هو جديد في الفن المسرحي، وجني فائدة كبيرة من خلال متابعته للتجارب المسرحية في المهرجانات كونه يسعى للتميز والمنافسة لتقديم أفضل ما لديه ومن ثم نخرج بتجارب ابداعية.
وفيما يخص تغليف السياسة وتقديمها من خلال الأعمال التلفزيونية أو المسرحية بشكل كوميدي أجاب الغنيم: السياسة في نظرنا كالنفق المظلم وان لم يتلقها الجمهور بشكل كوميدي فلن يتقبلها أبدا وقد شاهدنا الكثير من الأعمال المسرحية لفنانين مثل عبدالحسين عبدالرضا وسعد الفرج ودريد لحام وآخرين، طرحت المشاكل السياسية بطابع كوميدي ونجحت نجاحا كبيرا وصلت للمتلقي بشكل هادف ومازالت راسخة في عقولهم.
وقال ان الدراما السعودية أكثر جرأة من الدراما الكويتية وهذا باعتراف الفنانين الكويتيين بينما المسرح الكويتي أكثر جرأة من المسرح السعودي الذي لايزال يقدم أعمالا دون إثارة.
وحول جديده الفني في الفترة المقبلة، قال الغنيم: هناك عمل بعنوان «سواق المعازيب» وهو من إنتاجي ومن تأليف عبدالعزيز المدهش وسعود المدهش ولم يتم إلى الآن تحديد مخرج العمل أو الفنانين المشاركين.
المصدر : جريدة الانباء