04-02-2014, 01:28 PM
|
#5 (permalink)
|
إدارة الشبكة
العــضوية: 5 تاريخ التسجيل: 30/07/2008
المشاركات: 11,512
| رد: الأخبار الصحافية الفنية ليوم الثلاثاء الموافق 4/2/2014م نفى لـ «النهار» ما تردد عن اعتزاله نهائياً بشير الديك: أنا متوقف عن الكتابة حتى إشعار آخر!
نفى الكاتب والسيناريست الكبير بشير الديك أن يكون توقفه عن الكتابة الدرامية الذي أعلن عنه في الشهور الماضية هو اعتزالاً نهائياً للكتابة وقال لا اعتقد أن الكاتب يمكنه بسهولة اعتزال الكتابة لأنه هنا ببساطة كأنه يعتزل الحياة.. ولكن توقفي هو توقف مؤقت وحتى إشعار آخر!! وأكد الديك أن هذا التوقف أعطاه الفرصة لكي يفهم جيدا ما يدور في الشارع وما يحدث في المجتمع المصري الآن من أجل أن افهمه واستوعبه جيداً.
وقال في تصريحات خاصة لـ«النهار» أنا وأبناء جيلي المنتمين لفترة الثمانينيات اعتدنا أن نكتب عن هموم الوطن لكن مع الأسف- الوطن حاليا يمر بمرحلة تخبط وعدم استقرار منذ ثورة يناير وحتى الآن والشارع والمجتمع كله يشهد حالة صراع لم تهدأ وأجواء غير مستقرة وقد فرض علينا هذا عدم القدرة على قراءة الواقع بشكل صحيح وجيد وهذا بالتحديد ما تحتاجه الدراما فهي في أولها وآخرها رصد وتأمل ومشاهدة للواقع وهذا لن يتأتى «بالنسبة لي» إلا بعد استقرار الأوضاع، ومن اجل التأكيد وإبراز الدليل على موقفه وتوجهه استشهد الديك بموقف الروائي العالمي الراحل نجيب محفوظ وقال: حينما قامت ثورة يوليو 1952 انتهى عصر وجاء عصر آخر مختلف تماما، وانتهى عصر الملكية والباشوات وجاء عصر الجمهورية والتوجهات السياسية والاجتماعية المغايرة أي انتهى عصر الثلاثية التي كتبها محفوظ بكل ثوابتها لذلك اختار على الفور أن يتوقف عن الكتابة حتى يستوعب ما يحدث في المجتمع.. على الكبار أن يتوقفوا ويمتنعوا ويعطوا أنفسهم الفرصة للمشاهدة والتأمل للواقع الجديد وأيضا من اجل أن يستوعبوا ما حدث أو يحدث.
سألته وإذا كان هذا عن الكبار من الكتاب والمبدعين فما هو الجيل القادر على الكتابة والرصد الآن؟
أجاب : جيل الشباب هم الأقدر على كتابة أعمال تتطرق لما يحدث في الشارع المصري وهو ما حدث منذ ثورة يناير وحتى الآن حيث شاهدنا مسلسلات درامية عديدة تواكب هذه الأحداث وبعضها حقق نجاحا كبيراً وأعجبت كثيرا ببعض هذه المسلسلات وجيل الشباب لديهم الحافز اكبر بصغر سنهم ولتأثرهم الشديد بما يحدث وأيضا لإثبات وجودهم وعدم قدرتهم على التأني وهذه أمور مررنا بها في بداية حياتنا.
وحول رأيه في إعادة عرض مسلسلاته السابقة والنجاح الذي تحقق ومعها مسلسلات كبار الكـُتاب قال الديك أنا سعيد بهذا النجاح الحالي الذي يعد استكمالا لنجاحها السابق بل انه يؤكده ويؤكد أيضا حرص المؤلفين الكبار على جودة أعمالهم حتى تظل محتفظة بتألقها ونجاحها وجاءتني ردود أفعال رائعة من الناس الذين شاهدوا هذه الأعمال وأكدوا أنهم شعروا وكأنهم يشاهدوها لأول مرة وأكدوا أيضا أنهم شعروا بطزاجتها وكأنها كـُتبت حديثا وقد أشعرني هذا بسعادة غامرة وأتوقع أن تعيد القنوات الفضائية عرض المزيد من هذه المسلسلات بعد أن لمست ارتفاع نسبة مشاهدتها وإقبال الجمهور عليها لما بها من عمق وقدرة هائلة على رصد وقراءة الواقع والتنبؤ بالأحداث المستقبلية.
وعن مسلسله الأخير «بعدالفراق» أشار الديك إلى أن العمل متوقف بسبب اختلاف جهات الإنتاج وأصبح لا يعرف مصيره بعد أن كان على وشك البدء في تصويره وأكد انه لا يعلم إذا كان سيستأنف تصويره ليكون من بين أعمال رمضان المقبل أم سيظل الوضع مجمداً لهذا العمل.
ونفى الديك ما نشر وما كـُتب مؤخرا من أخبار حول مسلسل «الرقصة الأخيرة» الذي يتناول قصة حياة فريد شوقي وهدي سلطان وأنه انتهى من كتابته وسيبدأ التصوير قريبا وقال لم اكتب ولا حلقة في هذا المسلسل كل الذي قمت به أنني جمعت العديد من المواد والوثائق والمعلومات وهي كثيرة للغاية لأن الحياة الفنية والشخصية بين العملاقين الراحلين كانت ثرية وخصبة للغاية ثم توقفت عند هذه المرحلة لأن حالة سوق الإنتاج والتوزيع الدرامي السيئة لم تشجع منتجة العمل ناهد فريد شوقي على الاستمرار في إنتاج المسلسل الذي يحكى التجربة الإنسانية والفنية لوالديها وبالتالي توقفت عن كتابة الحلقات حتى تتحسن الأحوال والأوضاع في سوق الدراما.
وعن حالة الثنائية الفنية التي جمعته سينمائيا وتلفزيونيا وعلى مدى سنوات طويلة مع المخرج نادر جلال وافتراقهما مؤخرا واتجاه نادر إلى العمل مع المؤلف الشاب حسام موسى وكيف يرى هذا الافتراق قال بشير الديك: الثنائيات الفنية بين مؤلف ومخرج شيء رائع وجميل وفي الغالب ينتج وتفرز أعمالا رائعة خصوصا عندما يكون بين الاثنين رؤية فنية واحدة وكيميا فنية وإنسانية منسجمة وقد حدث هذا بيني وبين المخرج الكبير الراحل عاطف الطيب وقدمنا معا أفلاما رائعة.. وحدث أيضا هذا التوحد الفني بيني وبين نادر وقدمنا أيضا معا أعمالا جيدة أشاد بها النقاد والجمهور وطبيعيا أن يعمل نادر مع آخرين وهو أمر مطلوب كما اعمل أنا مع آخرين وأتمنى لنادر كل توفيق فهو مخرج كبير وفنان صاحب رؤية.
وعما إذا كان يوافق على العمل مع مخرج شاب قال بالطبع لن ارفض بل يسعدني ذلك وان كنت أفضل أن يعمل أبناء الجيل الواحد معا كما حدث معي ومع أبناء جيلي من المخرجين عاطف الطيب ونادر جلال.
ففي الثمانينيات بدأنا جميعا معا ولم نكن نعمل ألا مع نفس أبناء جيلنا وأوجدنا حالة وموجة سينمائية جديد سميت بـ«الواقعية الجديدة» وكان من ابرز نجومها عاطف الطيب وداود عبدالسيد ومحمد خان وخيري بشارة ورؤوف توفيق حيث كانت الهموم واحدة والرؤية واحدة أيضا وكانت أفكارنا تتلاقى وتأملنا ورصدنا للواقع متشابه ومتطابق.
وعلى ذكر السينما ورؤيته لازمتها الحالية قال الديك يحزنني جدا الحالة التي وصلت إليها في الوقت الحالي سواء على مستوى تراجعها كصناعة أو على مستوى الأفلام التي تقدم وأتمنى أن تنتهي من أزمتها وأن تتعافي وان تعود لسابق ازدهارها كواجهة فنية وثقافية حضارية لمصر وأرى أن جزء هام من الحل والخروج من أزمتها يكمن في تشجيع الدولة ودعمها للسينمائيين الشباب واستيعابها لأفكارهم الجديدة وإتاحة الفرصة أمامهم للتعبير عن رؤيتهم من خلال دعم أفلامهم وإتاحة الفرصة أمامها للعرض ومشاهدة الجمهور لها بدلا من إتاحة الفرصة كاملة في معظم دور العرض أمام أفلام متدنية المستوى نجاحها زائف ومؤقت وتحسب في النهاية على السينما المصرية ولا تحسب لها.
الصدر : جريدة النهار
|
| |